عامر الكُفيشي أو الدُعيشي الدعوچي معمم حزب الدعوة صاحب منبر حديث الجمعة على قناة أبو إسراء المالكي، الذي كان يعرف في المهجر باسم الشيخ أبو حيدر الكوفي، كخطيب من خطباء المنبر الحسيني لحزب الدعوة في السيدة زينب، المعروف خاصة بعد ٢٠٠٣ بتصاعد تخلفه وتطرفه ونهجه التكفيري، وقربه اللصيق من مختار الزمان زعيمه المالكي المعلن عداوته للعلمانيين والمدنيين والوطنيين، الذي دعاه عشقه ووله للسلطة منذ ٢٠٠٦، على خلاف زهده وتواضعه في المهجر، أن يكون مطية للنظام الإيراني الذي لم يكن يحبه أبدا قبل السقوط، يطل علينا أعني هذا المعمم الدعوچي الكفيشي مرة أخرى، بخطاب تحريضي تكفيري ضدنا نحن العلمانيين والمدنيين وعموم غير الإسلاميين. فلتكن لنا وقفة مع هذا الشيخ، ولو إن تفاهته لا تستحق منا هدر دقيقة واحدة من وقتنا من أجله، لولا إن فضحه وفضح أمثاله الحاقدين التكفيريين من دواعش الشيعة من واجباتنا الوطنية.
لأمر على أهم ما هذر به الكفيشي:
العلمانيون وأصحاب الفكر العلماني المتفسخ أفسدوا المؤسسات وأفسدوا الجامعات.
العلمانية والشيوعية والبعثية والمدنية أخذت تغزو الساحة العراقية وتنخر عقول الشباب.
تجب مواجهتهم.
الحشد الشعبي هو المسؤول عن مواجهتهم بسلاح الفكر والكتابة، فكما حمل السلاح في جهاده الأصغر عليه أن يحمل سلاح الفكر والكتابة ليواجه أعداء الإنسان.
كلامه لا يستحق التعليق، وإلا فأمام كل ما ذكر أعلاه يجب أن يكون شيء يقال، فهو خلطٌ وتخبطٌ وفزعٌ وهلعٌ من تأثير العلمانيين والمدنيين على الشباب، معبرا عن هذا الهلع والفزع بتعبيره أن العلمانيين والمدنيين أصبحوا يغزون عقول الشباب، وخلط بيننا وبين البعثيين، كما تعلم من ساحره الأكبر المالكي. واتهمنا بالكفر والإلحاد والفساد والرذيلة، ناسيا إن أكبر الرذائل هو ما اقترفه حزبه وسائر القوى الشيعسلاموية والسنية وغيرها من سرقة المال العام، وتجويع الفقير، والمتاجرة بالدين، وإرجاع عجلة الزمن أحقابا إلى الوراء، والقتل والتعذيب والاختطاف والتغييب، وتأسيس دولة المكونات القائمة على الطائفية السياسية والمحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية، بدل دولة المواطنة التي تحترم الإنسان، وتصون كرامته، وتكفل له العيش الكريم، وتكفل حرية الدين، وحرية العقيدة الدينية وغير الدينية، وتفصل بين كل ذلك والسياسة، مما لا يفهمه أميو السياسة من أمثاله وأمثال ربه الأعلى المالكي.
وكنت قد سبق لي وأن كتبت في ٠٥/٠٣/٢٠١٨ من بغداد مقالة عن هذا الكفيشي بعنوان «عامر الكفيشي يروج لداعشية أخرى»، أكتفي بذكر بعض ما جاء فيها:
قلت عنه أنه «لا يمكن وصفه، إلا أنه ذروة في التخلف والتطرف والداعشية بثوب إسلاموي شيعي، وما خطابه من على فضائية (آفاق) المعبرة عن صوت المالكي وأشياعه، إلا تكرار بما طرحه أكثر من مرة زعيمه الأمين العام لحزبه أثناء تبوئه لمنصب رئاسة الوزراء وما بعد ذلك في أكثر من مناسبة، وكما قال المثل مع التحوير، إنما الصقور المتطرفة على أشكالها تقع».
أما كلامه آنذاك فكان بنفس مضمون ما طرحه مؤخرا بما يقترب من التصريح بهدر دم العلمانيين والشيوعيين والليبراليين والمدنيين، حيث جاء في كلامه: «العلمانيون والمدنيون يحتلون العقول والقلوب والنفوس»، «أخذوا يفسدون عقول شبابنا وبناتنا في الجامعات والمؤسسات من أصحاب الفكر العلماني المتفسخ الذين ينشرون مبادئ الكفر والإلحاد والشيوعية الكافرة والمبادئ القومية الشريرة والمدنية التي يتحدثون بها ليل نهار». ثم انتبهوا إلى عبارة «يفسدون عقول شبابنا وبناتنا» وإلى عبارات «أصحاب الفكر العلماني المتفسخ … مبادئ الكفر والإلحاد … الشيوعية الكافرة …». وما عبارة «الشيوعية الكافرة» إلا تذكير بالفتوى سيئة الصيت لمحسن الحكيم «الشيوعية كفر وإلحاد»، التي تزامنت مع تأسيس حزب الدعوة وإصدار كتابي (فلسفتنا) و(اقتصادنا) للصدر.
وكان زعيمه المالكي قد قال ما يشبه كلامه، ذلك في في ٩ نيسان ٢٠١٢، حيث كتبت في اليوم التالي أي١٠/٠٤/٢٠١٢ مقالة بعنوان «رئيس وزرائنا يعلن حربه الإيديولوجية ضدنا كعلمانيين»، عندما قال: «الصدر الذي هو مدرسة للفكر التي نشأنا وتسلحنا بها في وقت كانت التحديات الفكرية الإلحادية والماركسية والعلمانية والتي استطعنا بفكره تهديم كل هذه الأفكار الغربية».
وكان قد حرض علماء الدين والمراجع على مواجهة ما أسماه بـ: ١) الإلحاد، ٢) الماركسية، ٣) العلمانية، ٤) الحداثة، وأضاف كفيشيه هذا ٥) المدنية.
إذن نحن غزاة العقول لكن لا لنشر الكفر والإلحاد والرذيلة، كما يفترون، بل لنشر ثقافة المواطنة والروح الوطنية والمثل الإنسانية والمناهج العقلانية، ولأننا ننتصر للمواطن بعيدا عن انتماءاته الدينية والمذهبية والعرقية، وننتصر للإنسان وكرامته وحرياته وحقوقه، والمستقبل لهذه المبادئ البناءة وليس الهدامة كما يصفون إما افتراءً وإما جهلا، ولو كره دواعش السنة ودواعش الشيعة.