ماعلاقة تشكيل حكومة عراقية،بعد إنتخابات،وُصفَتْ ،بأنها أفضل وأنزه إنتخابات جرت بعد غزو وإحتلال العراق،في نتائج مؤتمر فيينا،الذي تجري مفاوضاته الآن ،حول بنود الاتفاق النووي الايراني ،بين إيران من جهة ، وأمريكا وأورربا من جهة ثانية،العلاقة جدلية،بين الطرفين،لأن العراق يمثل العمود الفقري لمصالح امريكا واوروبا في المنطقة،والعراق اليوم ،يشهد صراعاً أمريكياً –إيرانياً،حول النفوذ والهيمنة على القرار السياسي والامني والاقتصادي،وبما أن النفوذ الايراني في العراق،هو ألأقوى،بسبب اليد الايرانية الطولى لفصائل مسلحة ولائية متنفذة ،ليس العراق وحده وإنما في الشرق الاوسط كله،تمتلك أحدث أنواع الاسلحة الايرانية وهي – الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الايرانية الصنع،وبما أن واحد من شروط التفاوض الامريكي والاوروبي على ايران هو، التخلص من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وتسليم الفصائل الولائية سلاحها للدولة،وهذا ماترفضه ايران رفضاً قاطعاً ،وتعتبر وجودها ،هو وجود الفصائل المسلحة والميليشيات التابعة لها، كما تعدّ الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة،هي عوامل توازن دولي في الشرق الاوسط، ولايمكن أن تخضع للتفاوض أبداً،مهّما كلّف الأمر،بالرغم من تقديم امريكا تنازلات كبيرة لايران ، منها رفع جزئي للحصار الاقتصادي،والنفطي،والعسكري،فإن الكونغرس الامريكي ،حذر الرئيس جوبايدن،برفض الحصار الكلّي عن إيران،وضمان عالمي ،بعدم وصول إيران لصنع السلاح النووي للأغراض العسكرية،إذن مايعرقل المفاوضات، ليس الحصار الاقتصادي، وإنما السلاح النووي الذي بات يشكل تهديدا خطيرا لمنطقة الشرق الاوسط،.
حسب تحذيرات دول المنطقة نفسها،ومنها السعودية والامارات،وهذا ما يجعل نتائج المباجثات قد تطول، ولم تحقق اهدافها في وقف البرنامج النووي الايراني،المثير للقلق والجدل،بسبب عدم تعاون الجانب الايراني، مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدم السماح للمفتشين الدوليين من دخول المفاعلات النووية الايرانية المثيرة للجدل، والتي لم تفصح عنها إيران ولم تسمح بزيارتها،وهذا مايقلق العالم كله، وفي المقدمة أسرائيل وامريكا،ولهذا تهدد اسرائيل بقرب ضرب المفاعلات النووية، لمنع ايران من صنع القنبلة النووية،كما جرى مع مفاعل تموز العراقي،لهذا نرى ،أن كل مايحدث في العراق،بعد الانتخابات،من تظاهرات معترضة على نتائجها،من احزاب وكتل ولائية تابعة لايران،وصراع على المناصب والمقاعد، وتحشيد لحرب شيعية –شيعية، من عدة أطراف ،ومنها ادارة بايدن،لخلط الاوراق،وحرق العملية السياسية،وإحداث فوضى خلاقة،والضغط الامريكي،يبدو واضحا تصعيداً في تأجيج الصراع، لصالح مؤتمر فيينا، وإلضغط على المفاوض الايراني لتقديم تنازلات تاريخية لنفوذه في العراق، ومنه حل الحشد الشعبي(العناصر الغير منضطبة) ودمجه في الجيش والشرطة، وتسليم سلاح الفصائل الولائية،وهذا جاء بتصريحات متتالية للسيد مقتدى الصدر،لتمرير حكومة برئاسة التيار الصدري،إذن تشكيل حكومة عراقية برئاسة الصدروتياره،يخضع لنتائج مؤتمر فيينا،وهذا مايؤكده (برنامج الصدر)،وإصراره على حكومة أغلبية وطنية ،ورافضاً لحكومة توافقية(خلطة غير متاجنسة)،والقضاء على الفساد واحالة حيتان الفساد الكبارالى القضاء،وفتح ملفات سقوط الموصل وسبايكر، وهو ما يقلق اطراف خاسره،وأحزاب فاسدة وطائفية،نعتقد أن تشكيل حكومة بهذه المواصفات أمر مستحيل،في راهن العراق،يقابله اعتراضات وتهديدات وتظاهرات غاضبة ،رفضت نتائج الانتخابات رفضاً قاطعاً،مهددة بالتصعيد ،والذهاب الى محاكم دولية، ومحلية ، وهذا يعقد التشكيل،لشهور طويلة،ما لم تتخل اطراف دولية ،ومنها مجلس الامن والامم المتحدة،والاتحاد الاوروبي،الذين قالوا كلمتهم الفصل في صدقية ونزاهة الانتخابات، والاعتراف بها، وعدم السماح بتغيير نتائجها،ونرى أن الصدر بتحالفه مع الحلبوسي والبرازاني والمستقلين ومن يلتحق بهم،قادر على تشكيل حكومة اغلبية وطنية، رغم اعتراض ورفض الطرف الخاسر،حسب الدستور الذي وضعه الخاسرون انفسهم،وعليهم قبوله بكل اخطائه التي يزعمون بها، لأنهم يريدون دستور حسب مزاجهم ومقاسهم،كما جرى مع الفائز اياد علاوي،أما أنهم يعلنون بشعارهم( لو ألعّب لو أخرّب الملعّب) ،فهذا لن ينجح بعد أن حظيت الانتخابات تأييداً عراقياً وعربياً وعالمياً،لم تحظى به أية إنتخابات في المنطقة والعالم، وهذا ما يضع الكتل والاحزاب الخاسرةفي زاوية قاتلة وحرجة، لايخرجون منها ، وسيقبلون طائعين رغماً عنهم، إلاّ إذا ركبوا عربة المواجهة مع التيار الصدري،وخرجوا عن طاعة وأوامر المرشد الأعلى خامنئي،وتمردوا على قراره،التي أبلغها لهم قائد فيلق القدس قاآني أثناء زيارته ،بعد يوم واحد من إنتهاء الانتخابات،لذلك أرى أن تشكيل حكومة عراقية،بأغلبية وطنية ،يريدها وأعلن عنها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري،لاتمّم إلاّ إذا إنتهتْ جلسات مؤتمر فيينا، وكانت من صالح إيران ، أما اذا ليست بصالح إيران، فستستخدم قضية تشكيل حكومة عراقية ،كورقة ضغط على المؤتمر،وستستخدم أيضا نفوذها القوي لتأجيج صراع، بين الكتل نفسها وإدخال العراق في نفق أخر لايخرج منه، لايريده العراقيون، وسيفشلونه، تشكيل حكومة عراقية ،مرتبط بنتائج مؤتمر فيينا بكل تأكيد ، ولكن متى تتشكّل.؟هذا ما ستكشفه جولات التفاوّض في فيينا…!!!!