أجمعت الكثير من الاوساط السياسيه أن المالكي لا يصلح أن يكون ضمن تشكيلة الحكومة القادمه نتيجة الفواجع والكوارث التي خلفها خلال ادارته الوزاره لدورتين … فقد حدثت خلالهما عمليات تبديد الثروه والنهب للممتلكات والمال العام والفساد وانتشار الرشوة بين العاملين في الدوائر والمؤسسات اضافة الى ما تركته ( صولة الفرسان ) من ردود فعل دمويه سلبيه وهو ما كان يستهدفه المحتل الغادر من غزوه للعراق .
وفي عهد وزارته تم اكتساح داعش للموصل والمحافظات الاخرى وحدوث ماساة مجزرة سبايكر وغيرها …. ولم تهتز مشاعره جراء ما يحدث بل إستقتل كي يحصل على فرصة ثالثه لرئاسة الوزاره لقد انعشت مشاعره نشوة الحكم والمكاسب الكبيره التي تتحقق من خلاله انعكس ذلك على نفسيته وتصرفاته من أجل السلطة والتسلط وهو ما شغل كل تفكيره .
ويؤكد الكثير ان مقتدى الصدر يعتبر الاكثر إلمام ومعرفه وتشخيص للمالكي ومستوى طموحاته ودرجات تفكيره وهذه الحقيقة تؤكدها سيرة حياته السياسية منذ ان شكل المحتل ( مجلس الحكم ) برئاسة بريمر …. حيث بدات منافسته لاياد علاوي ووقوف الصدر مع المالكي ليفوز بالوزاره وظهرت خلافاته مع ابراهيم علاوي ( عندما طالب المالكي ان يتولى قيادة الحكومه والجعفري يقود الحزب) مما تسبب بشق الحزب وخروج الجعفري وتاسيسه لحزب الاصلاح أما الخلاف الاخر فقد حصل مع العبادي عندما اختلفا حول من سيتصدر اسمه القائمه في الانتخابات ووصل الخلاف الى تبادل الشتائم مما دفع الغبادي الى الانشقاق عن حزب الدعوه وتاسيس حزب جديد وبذلك اصبح حزب الدعوه في وضع يحسد عليه …حيث تتجاذبه المصالح الانانيه المقيته والضيقه والانتهازية السياسيه والنفعيه وكجسر يعبر عليه من يطمح للكسب المادي والمعنوي وهذا ما اراده المالكي وسعى اليه .
واتجه المالكي الى اضعاف الخصوم فقد أحدث مطبات كبيره أسقطت هيبة ومكانة حزب الدعوه في الساحة السياسيه…. وقد طلب المالكي من الامريكان ضرورة اطلاق سراح الخزعلي لانه قادر ان يسحب الكثير من انصار الصدر الذي يتربص به المحتل وهكذا اسس قيس الخزعلي ( عصائب اهل الحق ) وتوالت عمليات الانشقاق على التيار الصدري اما بسبب المال او امور اخرى فقد خرج ( الكعبي الذي كون حركة النجباء ….وعدنان الشحماني الذي كون التيار الرسالي ….وأوس الخفاجي الذي شكل كتائب العباس ( قوات ابو الفضل ) ….اما عبد الحسين السويعدي فقد كون كتائب الحسين الثائر ) وهذه الكتل التي خرجت من التيار في الواقع هي معارضة لمقتدى الصدر اما الفعل المشترك فهو وجود رغبه ايرانيه للتقرب من المالكي .
وعمل المالكي ايضاً على فك ارتباط هادي العامري قائد فتح عن المجلس الاسلامي الاعلى وارتباطه ( بزواج كاثوليكي مع المالكي ) كما إدعى وبدأ يستصغر الاخرين ويشعر انه اصبح فوق الجميع حتى قال باسلوب فج انه يستنكف الرد على مقتدى الصدر ونصحه بترك السياسه لانه لا يستحق الرد عليه بحجة جهله بايجدية السياسيه وقد اصبحت قناعة المالكي ان الوزاره اصبحت قاب قوسين ( او باليد ) …اما بعد الانتخابات وظهور النتائج وتقدم التيار الصدري على الجميع ومعاقبة الجماهير لهذه الكتل بما فيها المالكي (لفشلها في تحقيق اي مطلب جماهيري )الذي كانت رئاسة الوزراء ديدنه وسلوكه و هدفه فقد عزلت هذه الكتل عن الجماهير التي توقعت مساندتها كما ان الاموال التي قدمت للكتل المنشقه لم تخلق منها قوه تنافس التيار الصدري ومع كل ماحصل فلا زالت تعارض التوجه الصدري للاصلاح وفقا لطروحات الجماهير بضرورة الاصلاح واجراء التغير ووضع حد للفساد و طرح التيار هموم المواطنين وبمطالب ثوار تشرين والذين قاطعوا الانتخابات البالغة نسبتهم 80/ بالمائه من اجمالي اعداد من يستحق لهم الانتخاب .
لقد فقد المالكي اعصابه وبدا يتصرف الى درجة الهذيان ولا يدري اين يتجه وكيف يتصرف وقد وضعه مقتدى الصدر في عين المدفع جراء تصرفاته البعيده عن كل القيم والاعراف السلوكيه والاخلاق وقبول الدمقراطيه والتنافس الشريف وقبول النتائج وما حدث من تجاوزات واعتصامات الى درجه دفعت البعض ( القيادي المعموري )الى الدعوه الى حمل السلاح لمواجة الانقلاب المزعوم وبهذه العقليه اوصلوا البلد للحضيض وبعقليات جاهله لا تعرف الا كيف تسرق و باي صوره وتشرعن سرقاتها فالمالكي لم يلتزم بما اقره الحزب ومخالفته الضوابط وغدره برفاقه واصدقائه ومحاولاته اليائسه لاستلام رئاسة الحكومة لذلك فان طرح اخفاقاته وفشله واستغلاله سواء ما تحدث عنها بعض المسؤولين وخاصة وزير الماليه الاسبق ( باقر جبر صولاغ) تستدعي احالة نوري المالكي الى لجان خاصه كي يتعرف الشعب العراقي على مجمل مخالفات هذا الرجل خلال فترات رئاسته للوزاره …وسننتظر.0