الجميع يعرف الحالة السياسية بما تسميه الاحزاب حالة الإنسداد السياسي لعدم قدرة الاطراف المتصارعة في ما بينها الوصول إلى إتفاق تضمن هذه الكتل من خلاله حصتها من الكعكة العراقية الغنية بالفيتامينات التي لا غنى لهم عنها للإستمرار في حياتهم الجديدة فهذه الفيتامينات تحمل في ما تحمل المليارات من الأوراق النقدية الخضراء التي تعتبر الوسيلة الوحيدة في تمويل إعلامهم الشاذ وصفقاتهم المشبوهة وشراء الذمم المطروحة للبيع وتمويل جيوشهم الالكترونية من المرتزقة.
هذه الحقائق يعرفها الجميع لكن تجد ما ذلك هناك من يأتي ليقول او يدعو إلى تدخل المرجعية، وهم يعرفون جيدا ان مرجعيتنا ليست مرجعية ولاية الفقيه كما في ايران لذلك لا نطالبها بالحل. وكيف نطلبها بالحل والطرف المقابل يضرب كلام المرجعية عرض الحائط. لقد حددت المرجعية خط عام لمعالجة الموقف عندما قالت
“المجرب لا يجرب”.
وجملة “المجرب لا يجرب” تنطبق بالمطلق دون فلسفة واضافة عليها على جميع الساسة الذين حكموا العراق بعد 2003 ولحد الآن لكن تجد من ياتي ليقول:
“لمجرب النزيه يجرب”
وهذه “كلمة حق يراد بها باطل”…
ومن خلال الباطل يصل الفاسد من جديد لأن كلمة النزيه كلمة تحمل في طياتها سم الشيطان كونها كلمة نسبية وجدلية. هذا من جهة ومن جهة آخرى طالبت المرجعية:
“تشريع قانون إنتخابي عادل”
كشرط للمشاركة في الانتخابات ولم يحدث ذلك حيث بات واضحا اليوم ان القانون الانتخابي المشرع يكٌرس اعادة نفس الوجوه المجربة ويكرس تقسيم المقاعد بين الاحزاب الفاسدة ويكرس الفساد في الدولة العراقية إذا كان هناك ما يسمى دولة عراقية، اما ما يسمى بالمستقلين فهذه اكذوبة اخرى يسوقها الفسدة في بياناتهم وما هي إلا سموم آخرى للشياطين، لكن الحقيقة لا يوجد هناك مستقليين وهذا واضح الآن بمعنى المستقل إلا ما ندر وفي حالة وجودهم فهم لا يزيدون عن عدد أصابع اليد.
الشارع الشيعي الرافض لهذه الطبقة السياسية التي تحكمت فيه طيلة 19 سنة فهم توجيهات المرجعية لذلك امتنع عن المشاركة بنسبة وصلت الى ٨٠% في الانتخابات السابقة فمن الخطأ تبرئة الاحزاب الفاسدة وإلقاء اللوم على الشعب لعدم المشاركة في الإنتخابات في ظل قانون إنتخابي محاصصاتي
الشارع العراقي يطالب اولا تشريع قانون انتخابي عادل بحيث يكون لكل مقعد نيابي دائرة انتخابية واحدة مستقلة وبعد ذلك سوف تجد الإقبال على صناديق الاقتراع.
اما قانون إنتخابي فيه خلط للأوراق بحيث يعيد توزيع المقاعد النيابية على الاحزاب المجربة الفاسدة فبوجود مثل هذا القانون سوف يستمر المواطن العراقي عموما والشيعي خصوصا بالامتناع عن المشاركة في أية إنتخابات قادمة.
الغريب في ألامر ان الطبقة السياسية المتسلطة على رقاب الشعب العراقي على مدى ١٩ سنة اعترفت بأنها فشلت في بناء الدولة العراقية فإعادة نفس التجربة السابقة بنفس المدخلات بالتأكيد سوف لا نحصل على نتائج افضل وهذا واضح من خطابها من خلال بياناتها المتكررة التي تركز على تكريس المحاصصة، الطائفية، التوافق والذي استبدل بالتفاهم وكأن بناء الدولة العراقية متوقف على تغيير الكلمات والتلاعب بالألفاظ والمصطلحات لإرضاء طرف فاسد آخر وكل هذه البيانات التي تصدر وكل هذا الإلتفاف واللف والدوران من أجل الوصول الى تقسيم الكعكة بما فيها من اموال دسمة ومناصب بينهم اما مصالح المجتمع فهي غائبة كليا عن اجندتها ولا تجد لها ذكر.
وهذه حقيقة آخرى عرفها الشعب العراقي بصورة عامة والشارع الشيعي المتضرر الاكبر بصورة خاصة ولا يمكن تجميل الوضع المتردي الذي وصل إليه المواطن العراقي والدمار الذي تعرض له العراق بعد ٢٠٠٣ ولحد الآن لا من خلال بيانات فيها سموم الشياطين تكمن بين عباراتها ولا من خلال دغدغة مشاعر الجماهير الغاضبة.
ان مثل هؤلاء الساسة كمثل السامري الذي أضل بني إسرائيل وعندما انكشفت جريمته قال سولت لي نفسي كما ورد في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم
نفس الشيء ينطبق على الطبقة السياسية المتسلطة عندما تسلموا الحكم بعد ما مهدوا الطريق فتم اولا اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي وقيدت الجريمة ضد مجهول رغم ان الجميع يعرف هذا المجهول إلا هم ثم اغتيل السيد باقر الحكيم قدس سره وقيدت الجريمة ضد مجهول، ثم تم اغتيال المفكر عز الدين سليم وقيدت الجريمة ضد مجهول بعد هذا التمهيد الملطخ بالدماء راحوا يدغدغون مشاعر الشارع الشيعي من خلال تخندقهم وراء الإسلام وتوظيف تعطش الشارع لزيارة الائمة في عملية خداع قذرة لا مثيل لها وكلنا يتذكر ان المرجعية في البداية فتحت ابوابها لهم واستجاب الشارع لهم فخرج الشارع لانتخابهم وهو يتصور ان سنوات الذل قد ولت، وكرر انتخابهم من جديد في دورة اخرى والشارع كان يأمل الخير فيهم.
بعدها بدأت تتكشف خيوط الجريمة والمؤامرة التي يقودها هؤلاء ضده حيث وجد الشارع انه ينتقل من حالة سيئة الى حالة اسوء…بينما بدأت تنموا امبراطوريات مالية لهؤلاء المتخندقين خلف الدين فبعد ان كانوا ينتظرون المساء ماسكي بطونهم من الجوع ليذهبوا الى مقام السيدة زينب في سوريا للحصول على صحن قيمة أو ينتضرون المعونات المالية من هم يعيشون في الغرب اصبحوا من اصحاب المليارات يبعثروها ذات اليمين وذات الشمال بفترة اقل من فترة نقل عرش بلقيس من اليمن، عندها سقطت الأقنعة عن الوجوه الغادرة وحقيقة الشيطان باتت سافرة فعندما يطعنك احدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي لكن أن تلتفت وتجد من وثقت بهم هم الطاعنون فهذه كارثة وتحدث ردود فعل غير محسوبة، وأول ردت فعل على سياسة هؤلاء جاء من قبل المرجعية فطردتهم شر طرده وأغلقت ابوابها بوجوهم ثم أوقفت المرجعية خطبة الجمعة في رسالة واضحة لهم ان فترة حكمكم تماثل فترة حكم صدام فلا داعي لخطبة جمعة لا يستجيب لها احد، ثم نبذهم الشارع فأصبحوا كالفئران يتجنبون المواجهة مع الشارع فقبعوا في قصورهم المسروقة من اموال الشعب، يجتمعون ويصدرون البيان تلو الاخر تحمل في طياتها سموم الشياطين يحاولون بشتى الطرق تجميل صورتهم القبيحة…ولكن دون جدوى، وعندما تنظر اليهم وهم يجلسون حول مائدتهم المسروقة هي الآخرى من أموال الشعب ويتنقل بصرك بين وجوهم سوف تجد أغلبهم من المجنسين، منهم الإنكليزي الذي ترك عائلته هناك وجاء لغاية يعرفها حتى المواطن البسيط في الشارع، و تجد الكندي الذي ترك عائلته هناك في كندا وجاء من أجل نفس الغاية، وتجد الأمريكي الذي ترك عائلته هناك في أمريكا وجاء لنفس الغاية، وتجد الإسترالي الذي ترك عائلته هو الآخر هناك وجاء من أجل حصته في الكعكة وأثناء إجتماعاتهم يتواصلون مع الهولندي والدنماركي والسويدي والامريكي والانكليزي وغيرها من الجنسيات بعد أن إنتهت فترة تواجدهم وعادوا إلى عوائلهم يتمتعون بما غنموا من الكعكة العراقية الدسمة فهم قد إنتقلوا في حياتهم نقلة نوعية وأصبحت أموالهم أو فاقت أموالهم عن أموال قارون وهي أموال ملوثة بالجريمة والفساد على حساب شعب جائع وشباب عاطل عن العمل وبلد أصابه ما أصابه من الإهمال ونظام صحي وتعليمي متهرىء، ولأن الأموال عمت قلوبهم بعد عيونهم وضمائرهم فجفت هذه الضمائر عن أية إحساس بالشعب الذي بدأ يبحث عن لقمة العيش فلا يجدها…لكن حينما تواجهم بالكم الهائل من الجرائم التي إرتكبوها بحق الشعب العراقي تجدهم يدافعون عن موقفهم ويسردون لك منجزاتهم على الورق التي لا مثيل لها على الارض مثلهم في ذلك كمثل ما صورته الآيتان 103، 104 من سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم