نجم في سماء الكرة العراقية

نجم في سماء الكرة العراقية
آخر تحديث:

بقلم:أحمد صبري

ملاعب محتلة، هكذا وضع اللاعب والمدرب العراقي عدنان حمد عنوانا لكتابه الذي أشهره في العاصمة الأردنية عمَّان قبل أيام، لخَّص فيه مشواره الرياضي وأبرز محطاته المضيئة طيلة أربعة عقود أمضاها في ملاعب الكرة العراقية والعربية والدولية وضعته في صدارة أبطال الكرة الرياضية لاعبا ومدربا.
وعندما يختار الكابتن عدنان حمد أفضل مدرب في قارة آسيا، فهي شهادة للاعب عراقي جال وصال في ميادين المستطيل الأخضر ليرفع اسم بلاده عاليا في البطولات العالية الذي نال محبة عشاق كرة القدم.
وكتاب (ملاعب محتلة) رغم أنه احتوى على منجزات لاعب ومدرب في مسيرة محفوفه بالمخاطر والتحديات، غير أنه لم يغفل في تفاصيل شهادته ما جرى للكرة العراقية وملاعبها بعد احتلال العراق، لا سيما في فترة وجود الحاكم المدني للعراق (بول بريمر) الذي حاول كسب ود العراقيين بحضوره تدريب المنتخب العراقي، غير أن الواقع ـ كما يروي عدنان حمد ـ هو تحوُّل الملاعب لثكنة عسكرية من فرط وجود قوات الاحتلال في ساحات التدريب وفي مدرجات الملاعب وقناصين في أرجاء الملعب.
ويروي الكابتن عدنان حمد كيف تحولت قرية (البدعية) بسامراء مسقط رأسه إلى مكان آمن وملاذ لعشرات العراقيين الذين قصدوها تحسبا من قصف قوات الاحتلال التي استهدفت معظم المدن العراقية. واستغرق المؤلف في وصف ما جرى للكرة العراقية في ظل الاحتلال وانعكاس ذلك على تطور اللعبة وديمومتها في ظل محددات السفر وتحديات الاستهداف، في محاولة لوضع القارئ في صلب ما جرى، لا سيما ظروف خطف رئيس اللجنة الأولمبية العراقية أحمد الحجية مع 30 شخصا كانوا في اجتماع بمقر اللجنة ببغداد من دون أمل وعدوا في عداد الموتى من دون أن تتدخل القوات الأميركية في البحث والتحري وملاحقة الفاعلين.
ولم تكن شهادة عدنان حمد مقتصرة على هذا الحادث الذي ترافق مع استهداف عدة رياضيين معروفين، وإنما التوقف عند المتحقق في مشاركة الفريق العراقي في عدة بطولات دولية وعربية أحرز فيها نتائج أفرحت العراقيين ووحدتهم في دعم وتشجيع الفريق العراقي، الذي كان يواجه مصاعب جمة في الإعداد والتنقل والتدريب، غير أن إرادة التحدي كانت عنوانا بارزا في مسيرة فريق يتدرب خارج ملاعبه الخالية من المشجعين، لكنها كانت تحت حراب الاحتلال، كما يروي مؤلف الكتاب.
كتاب (ملاعب محتلة) ـ كما يقول الإعلامي الرياضي هادي عبد الله ـ هو من الكتب التي تتضاعف أهميتها في المستقبل بعد أن جرى التعامل مع مادته التي اختزنت ذاكرة عدنان حمد وأوراقه وهي مشحونة بالعاطفة الوطنية. إن هذا الكتاب هو بمثابة مذكرات رياضية نضجت على نار مشاعر العراق، والدفاع عنه بسلاح الرياضة والإعلام الرياضي، التي حاول عدنان حمد أن يجسدها في شهادته المقرونة بالوقائع والميدان.
نعم كانت رحلة الكابتن عدنان حمد عبر ما اختزنته ذاكرته هي شهادة تأبى النسيان لرجل تشهد له الملاعب، الذي كان يصول ويجول فيها، فتحول إلى أيقونة الكرة العراقية من فرط ما أحبها ونذر نفسه كي تبقى ساريتها عالية تحكي قصة نجاح لرائد وكوكب مضيء في سماء الكرة العراقية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *