من صلاة الاستسقاء الى صلاة “اللا طرب “

من صلاة الاستسقاء الى صلاة “اللا طرب “
آخر تحديث:

بقلم:جواد التونسي

كان آباؤنا واجدادنا الاوائل اصحاب النخوة والايمان الحقيقي والغيرة والشرف , يصلون صلاة الاستسقاء كلما خف المطرعليهم , فيقوم الله جل جلاله بانزال المطر كأفواه القرب على الارض والزرع والدابة والبشر , والفرق هو الايمان الحقيقي وصفاء الانفس , وقد أقيمت صلاوات عديدة وفي عدة مدن عراقية فلا مطر ولا رعد ولا “كمأ” وكان البديل هو العواصف الترابية والغبار , وذلك لكثرة الفجور والفساد والاشراك بالله والتعبد من اجل السلطة والمال . الصلاة الجديدة التي لم نشاهدها منذ آلاف السنين وهي صلاة مفتعلة غير شرعية وبدعة وضلالة الا وهي صلاة “اللاطرب ” وربما تعقبها صلاوات أخرى كـ “صلاة اللا الرقص ” أو صلاة اللا “همبركر ” او غيرها من البدع الحديثة في زمن الجهل والتخلف , أسئلة شعبية متداولة من الشارع العراقي تسأل ؟ لماذا لايصلّون امام وزارة الكهرباء مثلاً , أو يصلون امام البرلمان لتفعيل تشريعات تخدم الفقراء من هذا الشعب المسكين ؟ لماذا لايصلون امام الملاهي الليلية وصالات القمار “الروليت والدمبلة ” لماذا لايصلون لعودة النازحين والمهجرين والمغيبين ؟ لماذا لايصلون من اجل بطاقة غذائية تليق ببلد نفطي ترضي الفقراء والمعدمين ؟ يصلون صلاة “اللا طرب ” واكثرهم يسمعون الطرب والغناء ويشاركون اهلهم واخوانهم وجيرانهم في حفلات الاعراس واعياد الميلاد وحفلات ختان الاطفال وغيرها .الغناء أسلوب إنساني رقيق من أساليب التعبير عن المشاعر والأحاسيس والإذن تعشق الموسيقى أحيانا, حيث كان الغناء قبل الإسلام أكثر قليلا من الترنيم البسيط خاضعا لتصرف المغني, والغناء كان يشعر يوم يعاث وهو يوم حرب, وان موضوع الموسيقى والغناء في الإسلام هو موضوع خلافي بين الفقهاء-فمنهم من يرى أن الإسلام أباح الغناء والموسيقى بعيدا عن مظاهر الفساد والانحلال الخلقي وخاصة في عصرنا الحالي وانه لم يرد أي حديث صحيح في تحريم الغناء على الإطلاق, ويقول قائل إن الغناء ليس محرم فان سألته عن الدليل يجبك باني قرأت للشيخ فلان وللشيخ فلان فإنهم يستمعون إلى الغناء فيقولون انه مباح , ساعة وساعة لذلك أنا اسمع الغناء وأؤدي فروض ربي. وكانت الآلة الوحيدة المصاحبة للغناء الإسلامي هي الدف , ومن المعلوم أن الدف حلال للنساء ضربه في المناسبات ,والدف احد آلات المعازف ,فما ثبت للدف يثبت لغيره من الآلات قياسا بجامع الإطراب فالأصل في الأشياء الإباحة. وهناك الغناء الديني المتمثل بظهور منشدين ومغنيين ملتزمين بالأحكام الشرعية لهو دليل على أهمية الغناء الموسيقي(كالمنقبة النبوية) وكان أشهرهم في العراق المرحوم عبد الستار الطيار, وأعياد المولد النبوي الشريف و”التكيات ” والغناء الصوفي وغيرها وهذا رأى بعض المختصين من العلماء وأشهرهم آنذاك أبو احمد الغزالي وابن حزم. وفي العصر الأموي حظيت الموسيقى بمكان مرموق وخاصة لدى بعض الخلفاء كـ (عبد الملك بن مروان) فبرزت أولى الكتب الموسيقية(كتاب النغم ) وأخذت القصيدة الغنائية شكلا أرقى في العصر العباسي دخلت الموسيقى عصرها الذهبي فتعددت المقامات والأوزان وشاع رقص السماح وظهرت أهم المؤلفات الموسيقية (الأغاني) لأبي فرج الأصفهاني وكتاب(الموسيقى الكبير ). والتطرق إلى أقدم أمم الحضارة في الموسيقى والغناء , وإذا رجعنا بالتاريخ إلى ابعد ما يمكن أن يكشف لنا عنه في ارض الفراعنة, نرى أن في مصر شعبا قد عرف الموسيقى ونغماتها وأصوات السلم الموسيقي الطبيعي, وعرف آلات موسيقية بدرجات جاوزت دور النشوء وغدت تامة كاملة, سواء أكان ذلك في المصففات والطبول, أم في آلات النفخ, أم في الآلات الوترية. وكان البدو والرعيان يحدون لإبلهم والفتيان في قضاء خلواتهم فغنوا وترنموا إذ كان بالشعر غناء, ويسمى الشعر الوجداني وارتبط منذ نشأته بالموسيقى والغناء ومن هنا سمي بالشعر الغنائي وكان القدامى يتغنون الشعر فيرتبون أبياته بطريقة تيسر لهم إنشاده وترتيله في حين يرى البعض انه تعبير حي ما في قلب الإنسان من عاطفة وأحاسيس متتالية تنسج عنها قصائد غنائية تنبع من صميم قلب الشاعر لتصل إلى قلب المتلقي , ويمتاز الشعر الغنائي بحرارته وتأثيره في الملتقى ويشبع فيه التفجير الداخلي أما الغناء العراقي الأصيل فيتمثل في المقام العراقي وهو من الفنون الموسيقية القديمة منذ 400سنة ويعتبره البعض أرقى شكل من أشكال المقامات في الوطن العربي ويتفرع منه ” الجالغي البغدادي ” ويتمثل بثلاثة عازفين-السنطور-الطبلة وتكون الأغنية باللهجة العراقية ويكون له فصول مثل-البيات-الحجاز-الرست-النوى او الحسني, وأشهر قارئيه –رشيد القندرجي-محمد القبانجي-يوسف عمر-هاشم الرجب-حسن خيوكة- نجم الشيخلي-احمد الزيدان-عبد الرحمن خضر-حمزة السعداوي-حامد السعدي-قدوري العيشة. أما “المنلوج ” فهو حديث النفس أو النجوى وهو حوار يوجد في الروايات ويكون ما بين الشخصية وذاتها أي ضميرها أي بمعنى الحوار مع النفس ويؤدى بأسلوب ساخر ناقد واشتهر محمود شكوكو في مصر وخضير الهزاع من السعودية وسلامة الاغواني من سوريا ومحمد بكري من فلسطين وعلي الدبو وفاضل رشيد وعزيز علي من العراق الذي سجن مرات عديدة بسبب مقالاته الناقدة للسلطة آنذاك وعبر إذاعة بغداد كل يوم جمعة ومن ” منلوجاته ” الشهيرة-الراديو- والبستان الذي سجن عليها بعد خروجه من دار الإذاعة ودكتور-بغداد-الشيطان-الكسلة-مستاهل-مسعودة ومسعود وغيرها… إتقوا الله يا اصحاب الضلالة والفجور والبدع .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *