هنالك مفهوم يتداول ضمن الاطر السياسية في اداره الدولة منذ قيام الدوله المدنية وهو الدين السياسي ، علما ان هذا المفهوم هو مفهوم مركب يتكون من مقطعين وهما . الدين ، السياسة .وان تعريف الدين واضح وهو كل شريعة سماوية نزلت على العباد من خلال نبي او رسول ، ينقل من خلالها تشريعات السماء الغاية لبناء مقومات الانسان وفق مبدأ العزة والكرامة بالعيش الكريم من اجل كامله عقليا وروحيا ليكون على دراية ومعرفة بالتعرف على الواسطه الالهية التي من خلالها يكون له معراجا لفهم الاطروحة الالهية العادلة .
مما هو متفق عليه عند جميع اصحاب العقول ان القوانين والتشريعات الدينية لها حدود ثابته لايمكن التلاعب بها وتسخيرها وفق المصالح الخاصة .
واحكامها وتشريعاتها ثابته غير قابلة للتلاعب والتحوير فيها كونها صادره من الخالق للمخلوق ، وان الخالق جل وعلى شأنه اعرف بمصالح العباد .
اما في ما يتعلق بمفهوم السياسة . فهو مصطلح لغوي اشتق من كلمة سائس وتعني بالغة المروض .
واطلق على الرجل سياس او سياسي بالمعنى الحديث بما يتمتع من قدره لترويض المجتمع وفق متبنياته الفكرية او العقائدية او الدينية .
الا ان هذا المفهوم او المصطلح اخذ ابعادا لاتمت له بصله واصبح مطيه تمتطى من قبل ممن يريد ان يصل الى مبتغاه من تبني مفاهيم وان كانت عقائدية او دينية او افكار مادية ، ويأطرها بأطر مقدسة تماشيا مع متبنيات الواقع .
فتولد مفهوم جديد في الاداره والحكم وهو الدين السياسي او الاسلام السياسي . معنى هذا المصطلح ان تكون مساحته في التحرك ظمن دائرة اللون الرمادي وهذا ما سار عليه واسس متبنياته ( ابي سفيان ) وطبقه وجسد معانيه وزاد عليها ولده معاوية .
قبال المتبنى الفكري الثابت في العقيده والموقف الحق بما يخدم مصالح العباد لما هو فيه خير وصلاح في دنياهم واخرتهم وان يكون مبدأ الحكم والقضاء بين الناس وادارة الدولة وفق المتبنى الشرعية وسياسة العباد عن طريق النصوص السماوية دون انحياز لمصلحة الحاكم ودون تفريق بين العباد .
وهذا المفهوم ما اسس ركائزه وتبنى مفاهيمه لتكون حيز التطبيق ومصداقا حقيقيا للتطبيقات رسول الله محمد ص واله الطاهرين .
فأذا اردنا مدامجة المفهومين معا فأن الدين او الشريعة الاسلامية فيها من الابعاد السياسية لترويض المجتمع وفق اطرحة السماء العادلة من اجل تسيس المجتمعات عليها للايمان بها وبمتبنياتها الفكرية التي تخدم مصالح العباد دون النظر للمصالح الفردية والشخصنة من قبل مطبقيها .
الا ان منهج الخداع والدجل الذي مارسه معاوية بن ابي سفيان في اداره دفه الحكم وكيفية استخدام السياسة في تسير المفاهيم الدينية لمصالح الحاكم واصبح الدين او الشريعة مطية تمتطى من قبل الذين ينتهجون هذا النهج السفياني من اجل تحقيق مبتغاهم وتسيس الامة من اجل توسيع نفوذهم وسلطانهم .
فما نشاهده اليوم من قبل اللذين يدعون بأنتمائهم الديني والعقائدي يبتعدون عن تطبيق مفاهيم الدين والشريعة والثوابت العقائدية و يعتقدون بأنهم يمارسون فن السياسة الا انهم واقع الحال ينتهجون نهجا يمكن القول عنه انه العهر السياسي الذي يبنى وفق متبنى تحقيق المبتغى الشخصي والذاتي بأستخدام مفاهيم عقائدية من صلب الشريعة الدينية ليكون الدين ضحية تطيبق خطأ .. وهنا ما يكون رده الفعل من الجماهير على حساب الدين وذلك لان الدين استخدم من قبل اشخاص لبسو الرداء الديني … لان الدين لايقاس بتصرفات الاشخاص .. بل ان تصرفات الاشخاص تعرض على الدين بقبولها او عدمه …
فما نشاهده اليوم في العراق من عمل وتحركات لايمكن القول عنه انه من متبنيات العمل السياسي الذي يراد منه تسيس وسياسة الجماهير وفق متبنيات ترتقي بالفكر الانساني للاعتقاد بأهداف الاحزاب وهنا اقصد به تحديدا الاحزاب والحركات التي تتبنى في منهاجها وخطابها السياسي الفكر الديني الاسلامي .. ما نراه انه مجرد لباس ترتديه هذه الجهات تريد منه خداع الناس او تحشيدهم ضمن خندق الصراع العقائدي الطائفي من اجل بقاء نفوذهم في سلطة الحكم .
واذا اردنا ان نبين مصداق لهذا العهر السياسي يمكننا ان نستشهد بما يجري الان على الساحة العراقية من صراع لايمكن ان نقول عنه انه صراع ايدلوجيات فكرية للتوجهات الحزبية .
ومثالا على ذلك فأن التحالف الذي قام به التيار الصدري الشيعي مع الطرف السياسي السني والطرف السياسي الكوردي .اتهم التيار الصدري بأنه قد تحالف مع الطرف السني الذي يمثل داعش التكفيري بؤرة النواصب المدعومين من دولة رأس الشر الوهابية ال سعود ، والطرف الكوردي الذي يمثل اسرائيل وامريكا الشيطان الاكبر ، وقد شحن الطرف المنافس اشرس هجمة ووصف التيار الصدري بشتى الاوصاف التي تخرجه من المله وتنزله اسفل السافلين ….وفي المقابل عندما بادر التيار الصدري من الانسحاب من العملية السياسية ، وتزعم الطرف الاخر واجهة العمل الزعامة مارس منهج معاوية ونراه يضع يده بيد التيار السني والكوردي ويصفهم بأوصاف الوطنية والمخلصين للبلد ووصفهم بأجمل العبارات للتقرب اليهم من اجل تنفيذ مصالحهم الشخصية على حساب ابناء الشعب ، من هذا الموقف يتضح جليا ان القوم يسيرون وفق متبنيات لا دخل لها بمصالح العباد ولا ثوابت لهم وليس لديهم منهاجا لخدمة الشعب ولا جماهيرهم بقدر تسلطهم على رقاب الناس .وهذا ما يصدق عليه قولا وفعلا انه العهر السياسي الذي ينتهجة الطرف المقابل .وكذلك هم مصداق لقول الشاعر ( لاتنهى عن فعل وتأتي بمثله عار عليك وان فعلت عظيم )