أثارت تصريحات ممثلة الأمم المتحدة بالعراق جنيين بلاسخارت استغراب ودهشة المهتمين بالشأن السياسي عندما أكدت على أن اجتماعها بالسيستاني لن يتطرق إلى مناقشة الشأن السياسي ومستجداته.ومرد هذا الاستغراب يعود إلى أن شخصية أممية مهمتها كما يزعم مساعدة العراقيين على حل مشاكلهم وتصفير أزماتهم غير أن هذه المهام غابت عن ذهن بلاسخارت وأنستها مهمتها في موقف يثير الشك والاستهجان لاسيما أنها فضلت (دهينة النجف) على سواها من كوارث يئن تحت وطأتها العراقيون، لم تستطع الممثلة الأممية من حل أي من هذه الكوارث؛ بل إن العديد من المراقبين اتهموها بالصمت تارة والتواطؤ تارة أخرى في تعاطيها مع الشأن السياسي.وعندما يخرج مسؤول أممي بحجم بلاسخارت عن سياق مهمته الإنسانية لاسيما خلال جهوده مع أطراف الأزمات فإنه يقع بالمحظور من فرط ما يسببه هذا النهج الملتبس من أضرار كبيرة، جرته إلى كوارث وأزمات عانى ويعاني منها العراق على مدى السنوات الماضية؛ نقول لبلاسخارت ماذا تحقق من حلول وانفراجات طوال مهمتها بالعراق؟ هل حلت أزمة النازحين والعودة لديارهم؟! وهل كلفت نفسها أن تزور جرف الصخر وتتطلع على الجرائم المرتكبة بأهلها ودورها في عودة أهلها الأصليين؟!كما نسأل بلاسخارت عن مخاطر تغول السلاح في المجتمع العراقي، فبدلا من التنبيه إلى مخاطر هذا المنهج التدميري؛ راحت بلاسخارت تجتمع وتلتقي قادة الميليشيات الطائفية، وصمتها عن مخاطر التدخل الإيراني بشؤون العراق!.وهل طالبت المسؤولة الأممية بوقف سفك دماء المتظاهرين السلميين وحقوق ثوار تشرين وبماذا نفسر رفضها كشف أسماء حيتان الفساد والقوى الداعمة لها ومخاطر قانون تكميم الأفواه ومصادرة حقوق النشر والتعبير.القائمة تطول بطول وعرض مساحة العراق والمتحقق منها لا يذكر ويمهد لطريق الخلاص من كوارث العراق لاسيما وقف ملاحقة المعارضين والسعي لإلغاء القوانين الاجتثاثية التي حرمت الملايين من حقوقهم الشرعية فضلا عن مخاطر التغيير الديموغرافي الذي يجري أمام أنظار ممثلة الأمم المتحدة من دون إجراء لوقفه.نقول لبلاسخارت بماذا تتحدثين وتناقشين عندما تلتقين بأطراف العملية السياسية حكومة ونواب؟ ولماذا يقتصر نشاط ولقاءات ممثل الأمم المتحدة لحوار الأديان على مكون واحد من دون الآخرين الذين لا يقلون وزنًا ودورًا وأهمية وكثافة في أي حوار لا نعرف أهدافه ومراميه.فدهينة النجف التي راقت لبلاسخارت وعبرت عن سعادتها لتناولها لكنها بالوقت نفسه أنستها مهمتها وغيبت دورها باعتبارها ساعية لإيجاد الحلول لأزمات العراق لا للترويج لسلعة سرعان ما تتبخر رغم مذاقها الحلو عند بلاسخارت؛ لكنه مر عند المكتوين بنار الطائفية والفساد وتغول السلاح والإقصاء والنازحين ومسلوبي الإرادة.