1 ــ للخيانات الوطنية في العراق مواسم, كما هي الأوبئة والجفاف والقحط والحروب والحصارات, وكانت الخيانات يومها محدودة, وقد تكون فردية او مجموعة صغيرة, سرية وحذرة وخجولة, وتعد كأبشع الفضائح, مرتكبها اما ان ينتحر او يُعدم, بعد عام الأحتلال في 2003, اصبحت الخيانات ظاهرة مجتمعية, لها موسمها وقواها الناشطة والعلنية, تشترك فيها احزاب وتيارات, قومية واسلامية, لها مراجعها ومنظريها ومشرعيها, ولها ارتباطاتها الخارجية, بعد الأحتلال مباشرة, اتسعت رقعتها على كامل جغرافية العراق, وقد نجح رجل الأحتلال الأول (بول بريمر)¸ في تشخيصها وجمعها, في ماخور الفساد الأول “مجلس الحكم الموقت” وعلى اساس مكوناتي, قسمها وقسم العراق معها, فكانت الطلائع الرائدة للخيانة الوطية هي, البيت الشيعي والبيت السني والبيت الكردي¸ كان مثلثاً للفساد والأرهاب, والفأس الذي استقر في رأس العراق.
2 ــ كانت ظاهرة الحواسم (الفرهود الشامل) ثم اغراق المجتمع العراقي, بالمخدرات والبضائع النافقة, واشاعة بعض العادات والتقاليد والقيم غير الحميدة, عبر اتساع رقعة الفساد في مؤسسات الدولة, الى جانب اعداد هائلة, من مواخير ليلية, يمارس فيها ما يخل بالشرف, تشرف عليها مافيات صغيرة معممة, وفي حالة استغفال وضيعة, توافق المكونين الشيعي والكردي, على تمرير دستور للفتنة والخيانة, وعبر انتخابات خادعة مزورة, هدفها تقسيم العراق, يتم فيها الحاق الجنوب والوسط بأيران, والشمال العراقي طبخة يتذوقها ألجميع, وبأيحاء ايراني, حضيت الدسيسة بمباركة وتأييد, مراجع واحزاب وتيارات دينية, تأكيداً صارخ, لتبعية وعمالة كامل البيت الشيعي لأيران, مقابل انتزاع الأحزاب الكردية ثروات عراقية اضافية, حيث انهم يفتقرون اصلاً لأي بعد قومي او وطني انساني, وليس مسموح لهم, تجاوز المصالح والمنافع العائلية والحزبية, فالمطامع الخارجية, تريد التجول الأستخباراتي في العراق كاملاً, ولا ينفعها تحجيم نشاطها التخريبي, في رقعة “كردستانية!!” بائسة.
3 ــ ثورة الأول من تشريين عام 2019, رفعت القناع تماماً عن وجه التاريخ الملوث للتشيع في العراق, كيانات لا يخجلها التلوث في الخيانات, ولا يشرفها فضائل الأنتماء للوطن والولاء للعراقيين, تنجذب لمن يشاركها في كراهية العراق, حتى ادعائها التمذهب, جعلها على نقيض حاد, مع الفرق الأسلامية الأخرى, ومن اجل ان تكون لها طائفة, تستعمل كل ما تراكم لديها, من اساليب الشعوذات والتخريف, فهي بحاجة الى طائفة, غارقة في الجهل والفقر والأذلال, والتقية عندها, تبيح لها ارتكاب ابشع جرائم الخيانات, بعض الباحثين, يشيرون الى ان, فرقهم (متحزبيهم), هم من شاركوا في خذلان الأمام الحسين (ع), وأهداء رأسه ليزيد, والذين قبلهم فعلوها, مع الأمام علي (ع), وما فعلوه مع ثوار تشرين, حيث قتلوا وجرحوا, الألاف من الشهداء والجرحى, ولم يتركوا متهماً واحداً خلفهم, انه الأنحطاط في اغرب مستوياته.
4 ــ السؤال الآخير, الذي تخمر في ذاكرة العراقيين, لماذا تشارك القيادات الكردية, غرمائهم القيادات الشيعية, في كراهية العراق, واذا كان البيت الشيعي, ولائيون لا قضية لهم, وطنية كانت ام انسانية, فلماذا يشاركهم الأكراد, رقصة الخيانات الوطنية, وهم اصحاب قضية قومية كما يدعون, وهل ان قضايا الشعوب, وطنية كانت ام قومية, لا يمكن لها ان تتحقق, الا عبر مزادات المنطقة الخضراء, كم من الأنتكاسات والنكبات, التي تعرض لها الشعب الكردي, ولا زال راكداً, في واقع العوز والأذلال, وحولهم واقع الأثراء الفاحش, لطبقة عائلتي وحزبي, البرزاني وطالباني, ملامح التغيير القادم, سيعلن عنها غضب الصمت العراقي عاجلاً, وسيهرب المتهمون, من تحت جلد فضائحهم, بلا شرف ولا قضايا, عراة بلا شعب يصدقهم.