وسط أزمة سياسية وأمنية متصاعدة، زعماء العراق يجتمعون لأول مرة منذ الانسحاب الأميركي، في لقاء رمزي غاب عنه الصدر وعلاوي.
عقد قادة العراق السبت اجتماعا رمزيا موسعا لهم بعد نحو عام ونصف عام على اول محاولة لعقد لقاء مماثل، في وقت تشهد فيه البلاد تدهورا امنيا متصاعدا وتعصف بها ازمات سياسة متواصلة.
وحضر الاجتماع في منزل رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم في بغداد، رئيس الوزراء نوري المالكي، ورئيس البرلمان اسامة النجيفي، ونائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي.
كما حضر الاجتماع نائبا رئيس الحكومة ووزراء ونواب وقادة دينيون بينهم رئيسا الوقفين السني والشيعي، بينما غاب عن الاجتماع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ورئيس ائتلاف “العراقية” اياد علاوي.
وشهد اللقاء مصالحة بين المالكي، رئيس الوزراء الشيعي الذي يحكم البلاد منذ 2006، والنجيفي، احد ابرز قادة ائتلاف “العراقية” السنة، حيث تصافح الرجلان وتبادلا القبلات تحت انظار وتصفيق الحاضرين.
وقال لهما رئيس الوقف السني احمد عبد الغفور السامرائي “اليوم هو احسن بشرى للعراقيين جميعا، اقسم بالله لقد افرحتم العراقيين، والله يبيض وجوهكم مثلما بيضتم وجوه العراقيين”.
كما قال الحكيم “هم كبار وعلى قدر المسؤولية”.
من جهته، اعتبر النجيفي ان “اللقاء كان طيبا وازال الخلافات وان شاء الله نبدا بداية جديدة، وسيبنى على هذا اللقاء لقاءات اخرى لنبحث كل الملفات بروح اخوية”.
واضاف ان هذه اللقاءات ستهدف الى معالجة “كل المشاكل التي يطالب بها المتظاهرون وكل المكونات العراقية بصورة صحيحة وسريعة”.
كما شدد على ان “لا خلاف شخصيا مع المالكي بل هو خلاف مبني على اختلاف وجهات النظر وان شاء الله تزول جميع القضايا ونلتزم جميعا بالدستور ونبني البلد”.
وتابع النجيفي “وضع العراق كان صعبا جدا وعلى شفير انهيار وعلى وشك ان يشهد حربا اهلية وهذا اللقاء كان مهما جدا ولا بد ان نعيد الوضع الى استقراره”.
وجاء هذا الاجتماع في حين تشهد البلاد تدهورا امنيا يحمل طابعا طائفيا حيث قتل اكثر من الف شخص في ايار/مايو بحسب ارقام الامم المتحدة، بينما تعوق الخلافات العمل السياسي منذ انسحاب القوات الاميركية نهاية 2011.
وحاول قادة البلاد منذ عملية الانسحاب عقد مثل هذا الاجتماع حول طاولة واحدة، من دون ان ينجحوا في ذلك طوال الفترة الماضية.