ان ثورة الفقراء والمساكين والمضطهدين… قادمة لا محال بسبب وجود اسوأ نظام عرفه تاريخ العراق الحديث الا وهو نظام المحاصصة، هو النظام الذي اشاع الفساد المالي والإداري وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح الاوليغارشية الحاكمة، نظام افرز نتائج كارثية ومنها تنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة والمخدرات والانتحار والقتل المتعمد وخاصة وسط الشباب وتخريب منظم للقطاعات الانتاجية والخدمية، نظام خدم ويخدم مصالح القوى الاقليمية والدولية بالدرجة الأولى، نظام فقد الشرعية القانونية والشعبية وهذا ما اكدته الانتخابات البرلمانية الاخيرة، نظام اصبح مريضاً وغير قابل لتقديم ما يتطلبه من مصالح الغالبية العظمى من الشعب العراقي، نظام وصل الى طريق مسدود، ومن خلال ذلك وغيره فان عوامل ثورة الفقراء قادمة وهذه هي الحقيقة الموضوعية، لان ظروف الثورة متوفرة من حيث المبدأ وان قادة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في الحكم يدركون ذلك وبشكل جيداً، وان استخدام القوة العسكرية المفرطة لن تكون حلاً للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية.. في العراق المحتل اليوم.
ان الثورة الشعبية، ثورة الفقراء قادمة وفق شروط الثورات الشعبية ويخطأ من يعتقد ان ما يسمى بعصر الثورات قد انتهى هذه الفكرة روجت لها بعض القوى الليبرالية الاصلاحية المتنفذة في الحكم، وبعض من عملاء النفوذ والطابور الخامس والليبرليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون وووو،الثورة الشعبية لها قوانينها الموضوعية وهي خارج عن ارادة هؤلاء الذين ينادون بغياب الثورة الشعبية وقوانينها الموضوعية.
الثورة الشعبية ثورة الفقراء.. قادمة لا محال. ان من اهم نتائج الثورة الشعبية هو التخلص من نظام المحاصصة في شكله ومضمونه والعمل على تعزيز السيادة والاستقلال الوطني، ومحاربة الفساد المالي والإداري والعمل الجاد على اعادة الاموال المسروقة وارجاعها للشعب العراقي والتي تجاوزت الترليون دولار ومحاكمة الفاسدين وسارقي ثروة الشعب وبشكل علني وفق القانون العراقي، والعمل على حصر السلاح المنفلت في يد الدولة واعادة اعمار الاقتصاد الوطني والعمل على معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية ومنها، تنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة… والمخدرات…، والعمل على تطوير القطاعات الاقتصادية الانتاجية وخاصة القطاع الصناعي والزراعي وكذلك قطاع التعليم والصحة والسكن وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية النسبية في المجتمع، والعمل الجاد على اعادة سعر صرف الدينار العراقي اتجاه الدولار الأمريكي الى سعر صرف النقد السابق وهو 120 الف دينار لكل ورقة خضراء كمرحلة أولى….. واقامة العلاقات مع العالم الخارجي على اساس مبدأ المساواة والنفع المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة.
على شعبنا العراقي وقواه السياسية الوطنية والتقدمية ان يدركوا جيداً الحقيقة الموضوعية وهي ان نظام المحاصصة السياسي والطائفي والقومي المقيت سوف لا يقدم شيئ ملموس للغالبية العظمى من ابناء الشعب العراقي فهم قد تقاسموا السلطة منذ الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية الان فيما بينهم، اي بين المكونات الطائفية الثلاثة بشكل عام والشيعة بشكل خاص حول الاستمرار في تقاسم كعكة السلطة لوحدهم فقط اما الشعب العراقي من وجهة نظر قادة نظام المحاصصة فهم لا ولن يفعلوا شي وهذا هو الخطأ الذي يرتكبه قادة نظام المحاصصة المقيت اين مصير الانظمة النيوفاشية – النيونازية اين مصير الانظمة الديكتاتورية، اين مصير نظام الشاه المقبور اين نظام السادات العميل ووو. الامثلة كثيرة حول ذلك في بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية. فالثورة قادمة بسبب وجود عواملها الموضوعية والذاتية اليوم او غداً.
الى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
اين وعودكم ووعود من اوصلكم للسلطة التنفيذية حول ::
** عودة سعر صرف النقد الدينار العراقي اتجاه الدولار الأمريكي الى سعر صرف النقد السابق وهو 120 الف دينار لكل ورقة خضراء؟
** حول مكافحة الفساد المالي والإداري في السلطة.. ومنها صفقة القرن الرهيبة والتي تعد بعدة تريليونات من الدنانير العراقية
## يشير علي علاوي وزير المالية السابق، اذ يقول ان سرقة الضرائب قد تجاوزت ال12 مليار دولار والمكتشف لغاية الآن هو 2 مليار؟
## اين دورك اين دور السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية من هذه الجرائم البشعة واللاقانونية واللاانسانية والمخالفة للقانون العراقي؟ هل تعتقد ان الشعب العراقي سيسكت الى ما لا نهاية عن الفساد المالي والإداري وتخريب منظم للاقتصاد ونهب ثرواته؟ اذا كنت تعتقد ذلك فالأفضل عليك ترك السلطة افضل لك واذا لم تستطيع ،وانا اقول لا تستطيع ان تحارب جدياً قوى الفساد المالي والإداري لان هذه القوى هي من اوصلتكم وساندتكم وتساندكم اليوم وتعرقل اي محاربة جادة لهذا الفيروس الكارثي عليكم مصارحة الشعب بذلك افضل لكم من الصمت على هذه الجرائم البشعة واللاقانونية واللاانسانية والمخالفة للقانون العراقي. ان اعلانك وبشكل صريح للشعب العراقي سيكون افضل وسوف تحظون باحترام الغالبية العظمى من الشعب العراقي وعكس ذلك ستكون النتائج كارثية على الشعب العراقي. المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك؟