بعد انفراج العلاقة السعودية الإيرانية والتطورات “الإيجابية “المعلنة حول المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران واندفاع بعض الحكومات الاوربية للتقارب معها ، ركزت ايران والشرق الاوسط والعالم اجمع على ردة فعل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق وانصارهم بالشرق والغرب، وخاصة مع حلول الذكرى الأربعين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق وموعد عقد قمة مؤتمرها السنوي التي سبقها احداث الاقتحام لقوى امنية البانية رسمية مقرات اشرف ٣ والاعتداء الذي لاح عناصرها ومكاتبها ، وتبعها رفض السلطات الفرنسية منح اجازة للمنظمة بالتظاهر في احدى ساحات باريس ،ولكن هذه المنظمة العظيمة التي تحملت وتحدت على مدى عقود الايام السوداء اكثر من الايام البيضاء قد حولت “الهدنة” الجارية بين النظام الايراني وبعض القوى الدولية الرسمية من مناسبة للتهدئة الى مناسبة للثبات والنصر ،بشرت بها منظمة خلق الامة الايرانية وكل دعاة الحرية والديمقراطية وحكم القانون والنظام في العالم، بانه لن يستقر نظام الاستبداد والقمع في ايران والشرق الاوسط والعالم مادامت مجاهدي خلق بالوجود ،فشغلت هذه المنظمة العظيمة ماكناتها الدبلوماسية والإعلامية والقانونية لترد على الموقف الالباني بانزعاج وصراخ اقليمي وعالمي صدر من كل الجهات الحكومية والبرلمانية والفكرية التي جعلت من هذا الاعتداء ثوب عار للسلطات الالبانية وكل من برر او سكت على موقفها الخارج على القانون ًوالاخلاق ، اما على جبهة مواجهة السلطات الفرنسية فانها لجأت الى قضائه العادل تساله بالدستور والقوانين عن حقوقها بالتعبير السلمي الحر ، ورغم انتشار التظاهرات والوضع الامني الداخلي المقلق في عموم المدن الفرنسية فان المحكمة الفرنسية قالت لا يجوز منع حرية التعبير بتظاهرة تستند على الدستور والقوانين والانظمة الصادرة من الارادة ” المقدسه” للشعب الفرنسي، وكان المحكمة قالت للحكومة الفرنسية ، مادام القانون الذي اصدره ممثلي الشعب نافذ فليس لهذه الحكومة ولاي سلطة ان تعطله وإلا ستتحول مثل “حكم الله” عند ملالي طهران يعود بالامة الفرنسية بايام الظُلم والظّلام للملك ببركة رجالات الدين ما قبل اعلان حقوق البشر عام ١٧٨٩!
أما الحضور وتنظيم المؤتمر فلم يكن مناسبة جهادية ايرانية ودولية شجاعة وشريفة لدعم المنظمة وشرعيتها بقيادة النضال الايراني ضد برابرة قم وطهران فحسب وانما قدمت المنظمة انجاز جديد ، بفخامة المدعوين وتنوعهم ايرانيا واسلاميا وعربيا ودوليا وتاثيرهم على القرارات الاقليمية والدولية ،وخاصة قد تعلقه بملف حاضر ومستقبل ضحايا نظام الملالي داخل وخارج ايران، وتنظيمها العالي الذي نجزم ان دول ومنظمات عالمية واممية لا تستطيع تدبيره بهذا التحدي السياسي و الامني والاخلاقي الجاري في فرنسا واوربا والعالم ،
ويبقى ،صحيح ان حماسية الخطابات التي ألقاها بعض الحاضرين بددت اي شك بقدرة مجاهدي خلق باحداث التغيير في ايران وتنفيذ نقاط السيدة رجوي العشرة ،فاننا كمراقبين لم تفوت علينا المفردات التي اختارها قادة الصف الاول في العالم اللذين حضروا المؤتمر، فرغم ان القليل منهم تحدى هواجس حكوماتهم بالفوضى التي قد تحصل لاي تغيير لنظام الملالي لكننا كمستمعين لعباراتهم المختارة بعناية لم تخفي هواجسهم او استعداداتهم المستقبلية -للواقعية- التي طلما سمعناها من أصدقاء المعارضة الايرانية إذا ظفروا بكراسي الحكم والقرار،
وكوننا من جيل عاش العسكرتاريا الوطنية والإقليمية، وبالتحديد عسكرتاريا التركية، التي طالما جاملها النظام العالمي السابق بحجة منع الفوضى عن المنطقة واوربا ،فالكل شهد ان بمجرد تخلصت تركيا من دكاتاتورية العسكر ومع التحديات السياسية والاقتصادية فان الشعب التركي قال لا والف لا لعودة الجنمدرمة وفوضى الانقلابات واخرها بانتصاره للنظام المدني ضد محاولة انقلاب ٢٠١٨ . وتنتقل تركيا يوميا بوضعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي من افضل افضل ، حتى مع اشد الازمات الدولية في قلب القارة الاوربيية والحرب الروسية ضد اوكرانيا فان تركيا اصبحت محطة سلام للهدنة والتفاوض بين روسيا واوكرانيا ، وقد تكون اهم طرف لانهاء الحرب ان شاء الله، بينما ايران تدعم الجانب المعتدي مخالفة كل القوانين ومباديء الاسلام ، بل بحرية الاتراك في اختيار من يحكمهم حولوا حتى الكوارث الطبيعية من الزلازل الى انجازات حضارية وسياسية اخرها قبل اسابيع يوم ادهشوا الغرب قبل الشرق بانظف واعدل انتخابات نيابية ورئاسية بتاريخها وصلت المشارك الى ٨٩٪ من الشعب ،
كما ان نتاجاتها الاقتصادية تجدها من اقصى العالم في نيوزلندا واليابان الى اقصى الغرب في امريكا بالاضافة الى انها تحولت من طاردة للبشر بهجرة شعوبها الشرعية وغير الشرعية الى جاذبة للبشر والاستثمار والسياحة مثلها مثل الدول المتقدمة في الغرب ،
ولهذا، بعد اعلان النقاط العشرة للسيد رجوي على قادة المجلس الوطني ومجاهدي خلق ان يذكروا اصحاب القرار الاقليمي والدولي بان نظام الملالي الذي الهم القاعدة وداعش والميليشيات والقتل والفساد من اسيا مرروا بالشرف الاوسط وشمال افريقيا واوروبا وامريكا غير صالح للبقاء بالمنظومة الحضارية ، بالقليل ان يراجعوا حقيقة نظام الملالي الذي اربك منظومة الحكومات التي تنشر الهجرة الفردية والجامعية في اوربا حتى اصبحت الهجرة من نظام الملالي ومخلفاته في الشرق الاوسط مثل الماء والهواء ،على قادة منظمة مجاهدي خلق ان يعلمونا للراي العام ان اي تصور للفوضى والفراغ بعد القضاء على نظام الملالي في ايران هي مؤامرة لابقاء القمع والاضطهاد في ايران ،يجب عليكم ان تقولوا لهم، هل ان ايران اقل قدرات بشرية وطبيعية وحضارية من الامة التركية ؟ هل ان التحديات القومية في ايران هي كبر من التحديات بتركيا التي ثلث سكانها من الاكراد ؟ هل منظمة مجاهدي خلق التي تحضى باحترام واعجاب كل الصالونات الجماهيرية و الحكومية والبرلمانية والاممية التي واجهت نصف قرن من التحديات غير قادرة على ان تنهض بالشعب الايراني وتحوله من ضحية لنظام بربري الى شعب حضاري منتج يعطي للعالم الشرقي والغربي مثل ايام زمان ؟
قولوا لاصحاب القرار الاقليمي والدولي ، تريدون القضاء على انظمة الجهل والقتل والخراب والفساد للملالي في ايران ومعها انهاء ظاهرة طلبان في أفغانستان ومليشاتها في سوريا واليمن والعراق كفوا عن ترقيعاتكم واوهامكم بالهدنة مع صناع اصنام ابي جهل وابو سفيان في ايران والمنطقة واستثمروا جهدكم ودعمكم معنا لتروا قدرة السيدة مريم رجوي ورفاقها من مجاهدي خلق لمستقبل ايران التي لن تقل بالمطلق ما صنعه كمال اتاتورك وحفيده اردوغان لتركيا التي يتباها بها الاتراك الان بكل مكان وزمان .