إبتداء نقول :أن التسقيط السياسي، عمل لا أخلاقي، يمارسه، من لايملك رصيداً جماهيرياً في الإنتخابات،لذلك يلجأ الى التسقيط والتشهير والقذف ،ولكن في زمننا الرديء، تعدّى إسلوب التسقيط ،الى إبتكار طرق أكثر دونية وإبتزازية، تتمثل في كيل إتهامات باطلة توصل الخصم الى السجن أو حبل المشنقة ،وما أسهلها وأبسطها الآن، ألا وهي (تهمة )، ألارهاب أو التعاون مع المجاميع المسلحة، والتواطؤ معها،والتي بسبب هكذا تهم كيدية، يقبع الآلآف من الآبرياء في سجون الحكومة ،والسبب يعود دائماً الى ضعف الآداء القضائي، وتسيسه،وتجييره لجهة متنفذة على حساب جهة أضعف، أو لإستشراء الفساد في بعض مفاصله، في المحافظات لسطوة الأحزاب هناك، ولا نعمم أبداً،واليوم والعراق يعيش أجواء التحضيرات لإنتخابات مجالس المحافظات المجمدة، لفسادها منذ سنوات، نرى بشاعة التسقيط وفنونه ،بين المرشحين ،والكتل والقوائم المتقدمة ،لخوض الانتخابات،وسأضرب مثالين على وضاعة البعض وقصر نضرهم ،فما يجري في الانبار ونينوى من تسقيط وتشهير على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر لنا مدى ضحالة هؤلاء في تسقيط بعضهم البعض،
ويتساءل الشارع هل هؤلاء هم من يمثلون محافظاتنا في قيادة المحافظة ، وهم بهذا المستوى المتدني من الكلام البذي الجارح والتشهير الساذج بالخصم بعيداَ عن أخلاق الفرسان،ففي الأنبار هناك كتلتان كبيرتان،هما كتلة حزب تقدم التي يرأسها السيد الحابوسي، وكتلة الانبار الموحدة والتي يرأسها رافع العيساوي وجمال الكربولي وأبو ريشة ، والتي تشهد تصدع واضح نتيجة الصراعات داخلها على الزعامة والاستحواذ على المناصب بعد الانتخابات، حتى شهدنا إنسحابات لأعضائها وإلتحاقهم بكتلة حزب(تقدم الحلبوسي)، التي تبدو متماسكة لمركزية الحلبوسي ،وقيادته المنضبطة للحزب،وهذا مؤشر واضح على تفرّد حزب تقدم ، وتقدمه على باقي الكتل في الانبار،رغم التسقيط الذي ينال من شخص وتاريخ الحلبوسي،ومن داخل الانبار من خصومه ، فبذكائه وحضوره العشائري ونجاحات سياسته في عشائر وأهل الأنبار،أفسد عليهم فرحة إنطلاق كتلة (الحسم الوطني)، والتي لاقت إنتقادات كبيرة في الشارع العراقي، بسبب وجود وتصدّرأسماء مكرورة ملهّا الشارع العراقي،من الشخصيات الفاسدة والفاشلة في مراحل سابقة من قيادة الانبار،وهكذا تتصدر كتلة الحلبوسي المشهد الأنتخابي في الأنبار دون منافس،أما في نينوى، فالآمريختلف بعض الشيء،ولكن التسقيط والتشهير بشخص نجم الجبوري رئيس حزب وكتلة (نينوى لأهلها)،أشد وأقسى، لتنوّع الحضور السياسي والخصم السياسي،فهناك احزاب وجهات متنفذة من خارج نينوى تريد الاستيلاء على نينوى كلها،وتصادر القرار السياسي فيها من خلال تسقيط رموزها وتحجيم دورهم ،
فشهدنا كيف واجه السيد أسامة النجيفي تسقيطات مؤسفة، لشخصية لها ثقلها السياسي وإلإجتماعي، ليس في نينوى فحسب ،وإنما في العراق،بسبب إنضمامه الى كتلة (الحسم الوطني )،وقد إنتقدها أمس هو بنفسه بقوة، بسبب تفرد أحد رموزها بالكتلة ، وربما نشهد انسحاب السيد اسامة النجيفي من الحسم الوطني بسبب صراعات شخصيات الكتلة فيما بينهم، لكن التسقيط بأسامة وتاريخه المضيء مستمر، وبشكل لايستحقه أبداَ، فيما يتصدّر المشهد الإنتخابي في نينوى رئيس حزب (نينوى لأهلها) نجم الجبوري ،وسط حملة شعواء وتسقيط مباشر وبالإسم له ،ولتأريخه المشرق،أبشعها الطعن في وطنيته وشرف تاريخه ،واتهامه بعمالته لايران وامريكا، وانضمامه الى كتلة مشبوهة وطائفية،والهدف تسقيطه وإسقاطه في الإنتخابات ، ولكن نجم الجبوري يلقى حضور وقبول لم يلقه أي سياسي، منذ الاحتلال ولحد الان، وهذه الحملة التسقيطية رفعته وعززّت مكانته، في كل بيت موصلي، لسبب بسيط ،هو حضوره وتواجده الميداني بينهم ،الى ساعات متأخرة من الليل،لهذا تدافعت عليه كتل وأحزاب أخرى للإنضمام لكتلته، والدخول معها في الإنتخابات المقبلة،وأجزم ان حملات التسقيط بكل أنواعها وبشاعاتها، لاتستطيع حرف رغبة الناخب ،ضد شخصية دخلت القلوب، بعملها وإنجازاتها وتواضعها، ولم تستطع هذه الحملة وغيرها، على تغيير بوصلة الناخب الواعي،ولكن يمكن ان تمرّر على الناس السذج والبسطاء، وهم قلة في الشارع العراقي، التسقيط السياسي أداة لا أخلاقية لفاشلين في السياسة والمجتمع…