بيروت: شبكة اخبار العراق- مازال الترقب سيد العملية السياسية بالعراق خاصة بعد التحرك الاخير للمالكي واجتماعه مع القيادة الكردية وخاصة خصمه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والتفاؤل الذي ساد الاوضاع في العراق بعد هذا اللقاء الذي عده البعض البداية لحل جميع الخلافات وفضل اخرون الانتظار من اجل اتضاح الامور خاصة بسبب عدم الثقة بالمالكي الذي لا يحفظ الوعود وينقض العهود ويتربص بخصومه. فقد أتهم النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية حميد بافي الثلاثاء ، الحكومة الاتحادية بمحاولة ‘تفتيت العراق’ بسبب سياستهم الحالية وتعمد إثارة الأزمات من أجل إشغال الشارع.وقال بافي في تصريح صحفي أن الحكومة الاتحادية غير جادة بحل الخلافات وأنها تلجأ إلى إثارة أزمة بعد أخرى من أجل أشغال المواطن بأزماتها.وأشار إلى: أن حكام بغداد ‘سيفتتون العراق’ بسبب سياستهم وعدم امتلاكهم إلى رؤيا واضحة لإدارة البلد، وخاصة وأن العراق متكون من عدة طوائف وقوميات ولا يمكن لشخص واحد أو حزب إدارته بشكل منفرد.وتشهد الساحة السياسية خلافات متعددة بين الكتل، حول القوانين المتراكمة على رفوف مجلس النواب، وقضايا الفساد التي تطفو على السطح باستمرار، وكذلك استمرار المظاهرات في محافظات (الانبار، صلاح الدين، نينوى، ديالى )، كما أن العلاقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية هشة بسبب القضايا العالقة بين الطرفين رغم لقاء المالكي وبرزاني مؤخرا في اربيل ولايمكن إطلاق النجاح عليها الا بعد ترجمتها على ارض الواقع لان تجربة المالكي خلال السنوات الماضية أثبتت على عدم مصداقيته في تنفيذ الاتفاقات والوعود التي يطلقها ، وشدد النائب ان بقاء الوضع السياسي يدار بهذه الطريقة سيؤدي إلى تفتيت البلد . و وصف القيادي في ائتلاف الكتل الكردستانية النائب المستقل محمود عثمان الثلاثاء ، الاتفاق الذي جرى مؤخراً بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بغير الشفاف والغامض.وقال عثمان في تصريح صحفي له ان الاتفاق الذي جرى بين الجانبين لم يتطرق إلى تفاصيل وكيفية إيجاد الحلول للمشاكل العالقة بين حكومتي الإقليم والمركز والتوقيتات الزمنية لحلها ، مبيناً ” ان الجانبين تطرقا فقط الى التعاون لحل المشاكل وزيارة بارزاني القادمة إلى بغداد وتشكيل اللجان المشتركة .وأشار إلى ان المالكي والبارزاني لم يسمحا للصحفيين بطرح الأسئلة واكتفيا ب 3 او 4 أسئلة فقط “.ولفت عثمان إلى “انه كان من المفروض ان يعطي المالكي وبارزاني فسحة اكبر للصحفيين بطرح الأسئلة لأنها فرصة لمعرفة تفاصيل الاتفاقية ، وبالتالي غابت الشفافية عن هذا الاتفاق ، وأصبح غامضاً بدرجة كبيرة “.وأشار إلى ” ان المالكي وبارزاني اجتمعا لمدة ساعة من الوقت ، متسائلا ماذا يستيطع اجتماع استمر لمدة ساعة واحدة ان يفعل تجاه مشاكل وكبيرة بين حكومتي الإقليم والمركز “.وأوضح ” انه يجب تطبيق الاتفاق على ارض الواقع وبأسرع وقت ممكن ليكون ناجحا ، على اعتبار ان كثيرا من الاتفاقيات السابقة لم تفعل ولم يتم تطبيقها ، معربا عن أمله بتطبيق الاتفاق بصورة عملية على ارض الواقع ، لحل المشاكل العالقة “.يذكر ان رئيس الوزراء نوري المالكي رأس جلسة اعتيادية لمجلس الوزراء في اربيل يوم الأحد الماضي ، ثم التقى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.وقال المالكي في مؤتمر صحفي في ختام اجتماعه مع رئيس إقليم كردستان ان زيارته إلى اربيل كانت محط اهتمام مشترك للجانبين ، وتم فتح جميع الملفات العالقة .وأضاف انه تم تناول مستجدات الأوضاع في المنطقة ، و مراجعة الملفات التي بحثت خلال زيارة رئيس حكومة الإقليم الى بغداد ، وتم الاتفاق بخصوص المادة 140 ، كما ستنجز القضايا الأخرى ومنها تفعيل التعداد السكاني وتحديد حدود المحافظات “.من جهته ذكر بارزاني انه اتفق مع المالكي على حل جميع المشاكل العالقة بين المركز والإقليم وفق الدستور. و قال المستشار الإعلامي لبرلمان كُردستاني طارق جوهر الثلاثاء , لايمكن تأكيد نجاح زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي لأربيل ما لم يتم إثبات نتائجها على أرض الواقع ،وذكر جوهرفي تصريح صحفي يجب الانتظار قليلاً حتى تترجم نتائج الزيارة على أرض الواقع, وما يحدث من تقدم بين الإقليم وبغداد بشأن القضايا العالقة،وأضاف: أن الاجتماع الذي تم بين الحكومة الاتحادية والإقليم فرصة ايجابية لإذابة الجمود الذي كان قائماً بين بغداد وأربيل, مبيناً أن ذلك يتم من خلال النوايا الصادقة والرغبة الجادة في حل التوترات والأزمات بين الطرفين،وبين: من خلال هذه الزيارة سيكون هناك انفراج كبير في العلاقات بين بغداد وأربيل وستنعكس بشكل ايجابي على الشارع العراقي، داعياً الحكومة الاتحادية إلى الانفتاح على جميع المكونات السياسية ومشاركتهم في إدارة البلد, وان تكون هناك مشاركة حقيقية لجميع المكونات في معالجة القضايا العالقة و وصف رئيس قائمة نينوى الموحدة عبد الله عجيل الياور الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء في أربيل بأنه “خطر يهدد وحدة نينوى”، واعرب عن رفضه إجراء إحصاء سكاني للمحافظة في ظل “احتلالها” من قبل قوات البيشمركة، داعيا مجلس النواب الى التصدي لهذا التوجه ومنعه.وقال الياور في بيان صحفي ، ان “اجتماع أربيل الأخير بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، خطر ويهدد وحدة نينوى وثرواتها وأراضيها، لانه سيؤدي إلى اقتطاع مساحات واسعة من أراضي نينوى وضياع ثرواتها”.واضاف الياور “نرفض إجراء أي إحصاء في ظل احتلال قوات البيشمركة لأراضي محافظة نينوى”، معربا عن اسفه لـ”سكوت أعضاء مجلس النواب عن محافظة نينوى حيال هذا الأمر”.وطالب الياور أعضاء مجلس النواب بـ”التصدي لإجراء الإحصاء ومنعه”، داعيا “مجلس المحافظة المقبل إلى استكمال النجاحات التي حققها المجلس الحالي، في رفضه التعامل مع المادة 140 في دوائر المحافظة، وإيقافه إجراء الإحصاء في المناطق التي تسيطر عليها قوات البيشمركة”.واكد الياور أن “المادة 140 من الدستور العراقي منتهية الصلاحية وتطبيقها يعد خطرا حقيقيا على أهالي نينوى وثرواتهم وسيؤدي بالنتيجة إلى ضياع المحافظة”.ويعد عبد الله الياور احد شيوخ قبيلة شمر البارزين، ومن الشخصيات الرافضة لتواجد قوات الامن الكردية (الاسايش والبشمركة)على اراضي محافظة نينوى، كما اشتهر بمعاداته لاقليم كردستان والاحزاب الكردية، ودخل انتخابات مجلس محافظة نينوى التي من المقرر اجراءها في الـ20من حزيران 2013، بقائمة نينوى الموحدة. و كشف رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، الاثنين، عن أن سبب اللقاء برئيس الحكومة نوري المالكي، “برغم مؤاخذاته عليه”، و يتمثل بالرغبة في “عدم السماح” بسيطرة الميليشات على الشارع.وقال النجيفي في تصريح صحفي له اليوم : إن “سبب لقائنا المالكي هو حرصنا على عدم السماح للمليشيات بالسيطرة على المدينة”، مبينا، ان “المليشيات موجودة ولها غطاء سياسي وتظهر وقت اللزوم”.وأكد، النجيفي في اللقاء، على ان الميليشيات “بدأت تستعرض قوتها وإعدادها وأسلحتها بعجلاتها وبدأت بخطف المواطنين تحت عيون بعض الجهات الحكومية”.وشدد على “وجوب إلا تستمر هذه المليشيات، فلا يمكن ان تستمر الدولة مع وجود تلك الميليشيات؛ ويجب ان تضرب على يدها لكف نشاطاتها، ويجب ان يحصر السلاح بيد الدولة فقط”.يشار إلى ان العاصمة بغداد شهدت مؤخرا حوادث قتل غامضة ذهب ضحيتها مدنيون، من بينها مقتل عدد من أصحاب بيع المشروبات الكحولية، نفذت بالقرب من سيطرات حكومية.كما أعقب ذلك مقتل نساء وشباب في عدة مناطق من بغداد؛ في حوادث لم يعلن عن الجهة المنفذة لها.وظلت التحقيقات بشأنها طي الكتمان، كما تحدث الأهالي عن ظهور مسلحين في بعض المناطق، فيما تنفي الحكومة ذلك.
الوضع السياسي بالعراق مابين التفاؤل والترقب متابعة الدكتور احمد العامري
آخر تحديث: