برلمان يشتبك بالأيدي ؟ وشعب يتوضأ بدموعه ؟

برلمان يشتبك بالأيدي ؟ وشعب يتوضأ بدموعه ؟
آخر تحديث:

بقلم: د.خالد القرة غولي

شهد البرلمان العراقي اليوم مشهدًا مؤسفًا ، وليس الأول من نوعه : اشتباكات بالأيدي ، صراخ ، وفوضى لا تليق بمكان يُفترض أنه يمثل إرادة الشعب ويجسّد قيم الديمقراطية ؟ ما حدث ليس مجرد ( خلاف سياسي ) بين أطراف مختلفة ، بل انعكاس خطير لانفصال السلطة التشريعية عن واقع المواطن ، وغياب الرؤية الوطنية عن كثير من ممثلي الشعب ؟
– في قاعة البرلمان : كانت الأيدي تُرفع لا للتصويت على قانون يُنقذ الاقتصاد ، ولا لإقرار مشروع يُخفف من معاناة الفقراء ، بل للكمات تُوجّه بين نواب، تهاوت لغة الحوار بينهم لتحل محلها لغة العنف ؟ حدث ذلك تحت قبة يُفترض أنها تمثّل أعلى مراتب الدولة المدنية , في المقابل ، يقف المواطن العراقي ، المنهك من الأزمات المتتالية ، مشدوها أمام مشهدٍ لا يُشبه تطلعاته. المواطن الذي يقف في طوابير البطالة، ويكافح من أجل لقمة عيشه ، ويترقب قرارًا يُحسّن من خدمات الصحة والتعليم والكهرباء ، لم يجد في هذا البرلمان سوى نسخة مكررة من العبث السياسي المستمر.
– في العراق : لا تمر جلسة برلمانية محتدمة إلا وتترك خلفها سخطًا شعبيًا واسعًا ؟ تزداد الهوة بين السلطة والناس ، وتفقد الكلمات قيمتها مع كل وعد لا يُنفذ ، وكل خلاف تتحول فيه قاعة البرلمان إلى حلبة صراع ، بدل أن تكون ورشة عمل وطنية جادة , لسنا بحاجة لبرلمان يستعرض عضلاته أمام الكاميرات ، بل لبرلمان يملك الجرأة ليواجه التحديات الاقتصادية ، يشرّع القوانين التي تُنقذ البلد ، ويضع حداً لمظاهر التسيب السياسي ؟ البرلمان ليس نادياً شخصياً لأحد ، ولا ساحة لتصفية الحسابات الفئوية والحزبية ؟
– الشعب العراقي لا يطلب المعجزات , كل ما يريده هو برلمان يمثله بحق ، يصغي لهمومه ، ويشرّع لصالحه ، لا لصالح كتل متصارعة تتقاسم النفوذ وتغيب عنها مصالح الناس ؟
– ويبقى السؤال : إلى متى سيظل المواطن العراقي يتوضأ بدموعه ، بينما من انتخبهم لا يتقنون سوى رفع أصواتهم وأيديهم في وجه بعضهم البعض؟
والى الله ترجع الامور ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *