بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى، الثلاثاء، عن موافقة القيادة العسكرية في اقليم كردستان على دخول قواتها، البيشمركة، في خطط امنية جديدة لتأمين العاصمة بغداد، في ظل تواتر المعلومات بشأن وقوع هجمات وأعمال عنف جديدة.وفي وقت، أكدت المصادر أن التعاون بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة، تضمن الموافقة الأولية على خطة لحماية الطرق الخارجية من قبل الجيش الاتحادي، شددت على أن الاتفاق يفرض على القوات الكردية سد الفراغ الأمني في بغداد.وقال مصدر مطلع في مكتب القائد العام للقوات المسلحة ، إن “الامين العام لوزارة البيشمركة الفريق جبار الياور طرح فكرة تأمين طريق بغداد – اربيل والسليمانية، لا سيما الجزء الذي يمر بمنطقة العظيم،في محافظة ديالى, الذي شهد خروقات أمنية عدة في الآونة الأخيرة، راح ضحيتها عدد من سائقي الشاحنات والمسافرين الذين كانوا يقصدون مصايف إقليم كردستان، إضافة إلى جنود وقوات أمنية كانوا متوجهين إلى معسكراتهم بعد قضاء إجازتهم”.ولفت المصدر، الذي اطلع على جانب من اجتماعات ياور مع قادة أمن في العاصمة بغداد، إلى أن “مقترح المسؤول الرفيع في وزارة البيشمركة تضمن دراسة الوضع الجغرافي لطريق العظيم، وحدد آليات التكيف الأمني معه بالتعاون مع قوات وزارة الدفاع الاتحادية”، مشيراً إلى أنه “أخذ بنظر الاعتبار وعورة الطريق، والصحارى الشاسعة التي تحتاج إلى إعداد كبيرة من العناصر الأمنية لتأمينها”.لكن المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، اكد أن الحكومة المركزية “أبدت مخاوف من سوء تنسيق قد يحصل بين قوات وزارة الدفاع والقوات الكردية في هذه المناطق”، مشيرا الى وجود “مشاكل لا تزال عالقة بشان المناطق المتنازع عليها بين المكونات العراقية لم تأخذ طريقها الى الحل حتى اليوم”.اضاف المصدر أن “قيادات وزارة الدفاع اقترحت الاستفادة من البيشمركة في داخل بغداد، وتفريغ تشكيلات وزارة الدفاع لحماية الطرق الخارجية”، مشدداً على أن “المقترح كان موضع ترحيب من القيادة في بغداد”.واشار المصدر أيضاً إلى أن “قيادة قوات البيشمركة منشغلة الآن بمتابعة التهديدات الأمنية الأخيرة في بغداد وعدد من المحافظات مع وزارة الدفاع العراقية، خصوصاً ما يتعلق بمخطط تنظيم القاعدة بإعادة العنف الطائفي كمقدمة لعمليات أمنية أكبر تستهدف الحكومة”.وأوضح المصدر أن “قوات البيشمركة ابدت استعدادها للتواجد في اي بقعة بالعراق من اجل حماية الأمن والمكتسبات السياسية والديمقراطية”.من جانبه، قال النائب عن التحالف الكردستاني، وعضو لجنة الامن البرلمانية شوان طه، إن “الاسبوع الحالي شهد عقد اجتماعين، في أربيل وبغداد، بين ممثلي وزارة الدفاع الاتحادية والبيشمركة “.اضاف طه أن “الاجتماعات تطرقت إلى تفعيل الملف الامني المشترك بين الطرفين نظرا لوجود انقطاع بينهما”. واشار إلى أن “وزارتي البيشمركة والدفاع تسعيان الى اعادة النظر ومراجعة نتائج اجتماعاتهم السابقة وتفعيل ما تم الاتفاق عليه سابقا لإدارة الملف الأمني المشترك، خصوصاً في المناطق المتنازع عليها”.وعن طريق بغداد – اربيل، قال عضو اللجنة الامنية في البرلمان إن “موقع الطريق في المناطق المتنازع عليها جعله على رأس المباحثات الجارية بين الطرفين، إلى جانب ملفات عالقة أخرى”. وعما شهدته بغداد من اجراءات امنية مشددة خلال اليومين الماضيين، قال طه إن “المنظومة الامنية تمسك بخندق الدفاع، بدلاً من زمام المبادرة والهجوم على أوكار الإرهابيين، لان عصب المنظومة الدفاعية مشلول بسبب غياب جهاز المخابرات والجهد الاستخباري العسكري، لذلك تلجأ القوات الأمنية إلى التخندق والدفاع، ما يؤدي الى إرباك الوضع الأمني لا معالجته، وتحويل المدينة الى ثكنة عسكرية”.كان الفريق جبار ياور الأمين العام لوزارة البيشمركة كشف، أمس، أن الوفد الكردي الذي زار بغداد لاستئناف المحادثات العسكرية المتوقفة مع وزارة الدفاع ابلغ الوزارة عن الاستعداد الكامل لإرسال القوات الكردية إلى أي “بقعة في العراق في حال طلبت وزارة الدفاع ذلك للمشاركة في التصدي للإرهابيين”.ونقل بيان لحكومة إقليم كردستان عن ياور قوله إن “قوات البيشمركة مستعدة لأي نوع من انواع التنسيق ولكل أشكال التعاون العسكري والاستخباري والأمني مع الأجهزة والقوات المسلحة الاتحادية لمواجهة الإرهابيين”.تابع “نحن جزء من منظومة الدفاع العراقية نتحمل واجباتنا تجاه شعبنا وتجاه العراقيين جميعا”.وأكد “ان مباحثاتنا بدأت من النقطة التي توقفنا عندها في آخر لقاءاتنا المشتركة بحضور كبار قادة وزارة الدفاع منهم علي غيدان وعبود قنبرالمالكي وغيرهما”.