ــ الصفحة الثانية ــ
موضوعي هذا والذي نشرالقسم الأول منه بتاريخ 8 / 8 . في يوم من أيام المجد العراقي عبر تاريخه الحديث لم يتكرر منذ فتح سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد رضي الله عنهما العراق العربي ومرغلوا الأنف الفارسي بالتراب ونقلوا العراق من المجوسية وعبادة النار الى الإسلام وعبادة الواحد القهار .. ذاك اليوم الذي أبكى وبلل اللحى الصفوية وجرّعها كؤوس السم فأفقدها صوابها لتدخل دائرة الثأر والإنتقام بكل التحالفات الرخيصة والقذرة والمشبوهة تحت مسميات وتنظيمات ومؤتمرات مختلفة وكذلك تحت أسماء برّاقة لمنظمات من أمثال ” العدالة الإنتقالية ” في عام 2002 وما بعده . تلك المنظمة التي تبناها بريمر وقدمت للصهيونية والصفوية الإنجازات المطلوبة مثل إجتثاث البعث وحل الجيش العراقي الوطني المقدام . كل ذلك من أجل إسقاط النظام الوطني . وتم لهم ذلك . ولأن سقط فارس أو فرسان ، فالعراق لن يسقط وأعيدوا قراءة التاريخ إن كنتم قد نسيتم .
أذكر هذه السطور ليس من باب التقديم لهذا المقال ، بل من باب التذكير لما نحن بصدده في الخوض بموضوع الوطنيين المزيفين الذين ظنوا ويظنون أنهم ماضون في خداعهم للقوى الوطنية العراقية وأنهم سيتمكنون من طعنها في الظهر كما يمكن قد زين لهم من يتبناهم ويموّل أنشطتهم ” الوطنية ” ويدفع لهم تماما كما دفعت المخابرات الأجنبية من قبل لما سمّي بقوى المعارضة العراقية في الخارج قبل 2003 من الجياع والمشردين والجشعين أيضا على حد سواء .
ذكرنا ” العدالة الإنتقالية ” ولكن موضوعنا اليوم ليس عنها تحديدا ، فذلك ماسنفرد لها صفحة خاصة نزين بها رؤوس أبطالها ” الوطنيين ” وتغريداتهم الوطنية ..!
وأقول صفحة خاصة كما أطلقت على هذه الحلقة ” الصفحة الثانية ” لأنها ستكون صفحات تعرّي بإذن الله تجار الوطنية العراقية بدلا من الصفحات الكثيرة من الكتابات والندوات والحوارات والخطب النارية والتي كانت قد سترت سوءاتهم لسنوات عديدة إستغفلوا بها شعب العراق وقد آن الأوان لتمزيقها أمام هذا الشعب العراقي العظيم . وكاتب هذه السطور لايخشى ، بحول الله وقوته ، زعلهم أو هيستريتهم أو كيدهم أو مكر أسيادهم ومن يدعمهم لأنه يؤمن إيمانا قاطعا أن الله خير الماكرين . ومع ذلك أقول أننا لازلنا في الصفحات الأولى وكلامنا عام ونقاشنا موضوعي . الأدلة موجودة وأكبر مما يتصور البعض . أما الأسماء الصريحة فسوف لن نهملها لأننا نؤمن أن إهمالها هو كالتستر على جريمة ، وأي جريمة ، جريمة بحق العراق ووطنييه والمقاومة . أسماء الذين تتكلم ألسنتهم بالوطنية ثم يقبضون بيد ويطعنون الظهر بالأخرى . لن نهملهم ونغطي عليهم في صفحاتنا القادمة فليستعدوا لذلك ..!! هم الآن تحت الأضواء ، ولكن الحكمة والحرص على وحدة الصف أولا ، وإعطاء الفرصة لهم للعودة عن مواقفهم وأفعالهم ثانيا .. تجعلني شخصيا ، ولا أعتقد أن القوى الوطنية العراقية تختلف معي في ذلك ، أن أتريث في نشر الأسماء والمواقف الآن إلا إذا أصروا واستكبروا إستكبارا وتمادوا في غيّهم أو قاموا بالرد على ماأكتبه عنهم حاليا وبدون حجة مقنعة أو معلومات موثقة تفيد غير ماذكرت . عندها سيكون لكل حادث حديث .
مؤتمر اسطنبول الأخير نمـــوذجاً ( المؤتمرون أيدوا والمؤتمرون إتفقوا …!! )
بالرغم من أنني أحد أعضاء الهيئة المركزية لدعم الإنتفاضة العراقية ، إلا أنني لم أتمكن من حضور مؤتمر اسطنبول . وكنت أتابع لاحقا ما تمخض عنه المؤتمر وما نُشر حوله حتى تبلورت الصورة لدي ، ثم تكونت لدي قراءة واضحة لكل ماحدث مستعينا بآراء ووجهات نظر الداخل العراقي والخارج ممن أعرف شخصيا أو ممن يعرفونني وأعرفهم بالإسم وليس لدي ذرة شك واحدة في وطنيتهم لأنهم وببساطة قادة وأصحاب مبادئ ومواقف مشرفة .
لاحقا ، وبعد أن نشرت مقالي الأول حول الموضوع ، قيل لي أن قادة من المقاومة العراقية قد حضروا المؤتمر .. وأن فلان وفلان قد إتصل وأرسل ليشد على أيدي المساهمين فيه وكذلك على توصيات المؤتمر ( سأحفظ الأسماء التي ذكرت لي وتفاصيل ذلك في الوقت الحاضر ولكن الى حين .. مع أن أصحاب تلك الأسماء قد تم الإتصال بهم واستغربوا ذلك بل واستنكروه ) يعني أن العملية هي كذب وتدليس بحق أسماء مناضلين كبار . وهذه على الرغم من خطورتها فإنها لاتخرج عن دائرة تآمرية لمنظمي المؤتمر ومموليه . وأوكد هنا ، وأنا مسؤول عما أقول ، أن المقاومة العراقية لم تحضر المؤتمر وبأي مستوى . وأن مناضلي العراق قد تم إحاطتهم علما الآن من خلال إبلاغهم بالتفاصيل ومروجيها .
هذا أولا ، وهو طرح خطير كما قلنا ، يسيئ لمناضلي المقاومة العراقية الأبطال ، ذكرته هنا بالمختصر وستلي التفاصيل في صفحات قادمة إن شاء الله .
أما ثانيا فإنني وفي هذه الصفحة من المقال سأشير فقط الى فقرة واحدة خطيرة وهي الفقرة رقم (13) وإليكم القصة ( وأيضا سأذكرها بدون أسماء هذه المرة فقط )
إن التوصيات أدناه لم يتم طرحها ولا مناقشتها في المؤتمر. بل حشروها في الساعة الأخيرة من البيان الختامي للمؤتمر. هذا جانب ، ومن جانب آخر، كانت الفقرة 13 تنص على “المؤتمرون أيدوا”. وبعد معارضة هذه الفقرة بشكل عام من قبل أحد الشخصيات الوطنية التي حضرت المؤتمر ، وعدم حصولها على التأييد من قِبل المؤتمرين ، تحولت الصيغة إلى “المؤتمرون أتفقوا”. وهذا الإتفاق لم يحدث أيضا . هذا من جهة ، ومن الجهة الثانية فعلى الرغم مما تبدو عليه الفقرات أدناه من مطالب مشروعة ونقاط مهمة ، فإن الفقرة الأخيرة رقم 13 ، وبتقدير الكثير من المؤتمرين وكذلك القوى الوطنية الحقيقية ، كانت اللغم الذي نسف الفقرات التي قبلها وبشكل إلتفافي مبرمج وذكي .
لنقرأ الفقرات أولا .. ولنقف بعد ذلك عند الفقرة 13 وتداعياتها .
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
وقد توصل المؤتمرون الى اقرار التوصيات التالية:
1. بذل الجهود مع المنظمات الدولية لايقاف التدهور في اوضاع حقوق الانسان، والعمل معها من أجل إحالة مرتكبي جرائم الحرب وجرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية في العراق الى العدالة الدولية.
2. تكليف الجمعية بتشكيل لجنة من القانونيين والاطباء والاعلاميين وغيرهم تتولى مهمة تسجيل وتوثيق الجرائم وانتهاكات حقوق الانسان في العراق بمختلف صورها، بغية العمل على تدويل هذه الجرائم والسعي لمقاضاة مرتكبيها وفقا لقواعد القانون الدولي الانساني والمحكمة الجنائية الدولية.
3. حث الاعلاميين ووسائل الاعلام المهتمة بالشان العراقي، على التعريف اعلاميا بالانتهاكات الحاصلة لحقوق الانسان في العراق، بهدف حشد ولفت انتباه المجتمع الدولي ومنظماته على حجم تلك الانتهاكات وضرورة التصدي لها وفضح وملاحقة مرتكيها.
4. التحرك دوليا واقليميا لمساعدة ودعم ضحايا النظام الطائفي الصفوي الحالي نتيجة اعمال التعذيب والقتل والاضطهاد والاغتصاب وهو الامر الذي ادى الى تفاقم اعداد الارامل والايتام الذين هم في امس الحاجة للمساعدة والدعم من المنظمات الانسانية الدولية والعربية.
5. ضرورة دعم الجهود القانونية من أجل إصدار قرار دولي يحمّل كل الجهات التي ساهمت في غزو واحتلال العراق المسؤولية القانونية عن دفع التعويضات عن آثار الاحتلال والحرب العدوانية وممارسات قوات الاحتلال بحق ابناء الشعب العراقي.
6. يوصي المؤتمر بتجميع طلبات جميع ضحايا التعذيب في العراق موثقة بالوقائع والتقارير والصور وغيرها من الاثباتات ورفعها الى المفوض الخاص للامم المتحدة لمناهضة التعذيب – خاصة وان العراق من الدول المصادقة والمنضمة الى اتفاقية الامم المتحدة لمناهضة التعذيب.
7. كما يرى المؤتمرون أهمية تعريف المجتمع الدولي، ومنظماته المتخصصة بالحالة البائسة للقضاء العراقي اليوم وفقدانه الاستقلالية، وتبعيته المطلقة للسلطة التنفيذية وأحزابها الطائفية، وغياب الضمانات الحقيقية للمتهم في ظل ما يحصل من اجراءات مخالفة لأبسط قواعد العدالة الجنائية المعتمدة دولياً.
8. مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية بالضغط على الحكومة بالاستجابة الى جميع مطالب المتظاهرين المعتصمين في سوح العزة والكرامة، وبخاصة منها وجوب الغاء قانون الارهاب رقم 13 لسنة 2005 وما يسمى بالمخبر السري والاجتثاث والاسراع في اطلاق سراح جميع المعتقلين والمعتقلات وملاحقة مرتكبي جرائم التعذيب والاغتصاب في المعتقلات الحكومية السرية والعلنية.
9. العمل على إعلام المجتمع الدولي ومنظماته القانونية، بخطورة العديد من التشريعات التي أصدرها أو على وشك أن يصدرها النظام الطائفي التعسفي القائم في العراق، والتي تصادر حرية الفكر وتضيق حرية الرأي وتلاحق الناس على أفكارهم وقناعاتهم وانتماءاتهم، ومن شأنها أن تفتت نسيج الأواصر الاجتماعية وتنشر الرعب في المجتمع، ومن ذلك على سبيل المثال قانون المعلومات وقوانين الاجتثاث والمسائلة والعدالة وأي قانون اقصائي آخر.
10. يثمن المؤتمرون الجهود المبذولة من بعض المنظمات والجمعيات والهيئات داخل العراق وخارجه لتوثيق الجرائم والانتهاكات الحاصلة على حقوق الانسان العراقي وتجهيز ملفات المقاضاة على النطاقين الوطني والدولي، ونأمل أن يتم التنسيق والتعاون وتوحيد الجهود فيما بين جميع الجهات لايصال صوت ومعاناة المظلومين والمضطهدين الى الجهات المعنية وملاحقة مرتكبي تلك الجرائم.
11. وإذ يستذكر المؤتمرون واقعة تفجير المرقدين المقدسين في سامراء في شباط (فبراير) 2006 تلك الجريمة التي كانت الشرارة التي أشعلت حرب الإبادة الطائفية في العراق وراح ضحيتها مئات الألوف من الأبرياء المسالمين على يد الميليشيات الصفوية، واتخذتها الحكومة الطائفية واجهزتها ذريعة للزج بالأبرياء في السجون والمعتقلات، فإن المؤتمرين يوجهون بلفت أنظار المجتمع الدولي إلى التصريحات الأخيرة لقائد قوات الاحتلال الاميركي في العراق حينها، الجنرال كيسي الذي صرح علنا بان إيران وميليشياتها هي التي تقف وراء تفجير المرقدين الشريفين في سامراء، وهي شهادة موضع الأهمية والخطورة من شخص كان المسؤول الأول عن الأمن في العراق، مما يتطلب ان لا تمر هذه القضية مرور الكرام بل يجب تحريك العدالة الدولية لتأخذ مجراها في ملاحقة المجرمين الذين ارتكبوا الجريمة ومن يقف وراء توجيههم والتخطيط والتنفيذ لهذه الفعلة الاجرامية الخطيرة والتستر عليها.
12. يشاطر المؤتمرون إخوانهم الأحوازيين بما يتعرضون له من اضطهاد وتهميش واضطهاد وقهر من قبل النظام الفارسي العنصري ويعلنون تضامنهم معهم ودعم قضيتهم امام المجتمع الدولي والاقليمي للحصول على حقوقهم المشروعة.
13. ولغرض تنفيذ هذه التوصيات فإن المؤتمرين اتفقوا على ان تقوم جمعية الحقوقيين العراقيين في بريطانيا بأتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات، واجراء ما يقتضي من اتصالات مع الشخصيات الفاعلة لغرض تشكيل لجان من عدة جمعيات والمنظمات غير الحكومية المشاركة في المؤتمر، لمتابعة تنفيذ التوصيات بالتنسيق مع الجهات المعنية في المجتمع الدولي وفي العراق.
والله تعالى ولي التوفيق
وبوركت كل الجهود الخيرة من أجل إنقاذ العراق
ونسال الله الرحمة لشهداء العراق الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا.
المشاركون في مؤتمر جمعية الحقوقيين العراقيين في بريطانيا المعنون الجرائم والانتهاكات لحقوق الانسان في العراق
أسطنبول في الثامن من تموز (بوليو) 2013
0000000000000000000000000000000000000000000000000000000
تم ربط تنفيذ الفقرات والتوصيات أعلاه بـ ( جمعية الحقوقيين العراقيين ) حصرا . وجمعية الحقوقيين العراقيين هذه تدار من قبل شخص واحد وزوجته من منزلهما . وهذا الشخص الواحد ، وعلى الرغم مما نقل عنه من الإعتذار والتوبة عن مواقفه السابقة ، فإن عليه وعلى تاريخه وإتصالاته ألف علامة إستفهام ..!! وحتى لو قبلنا وصدقنا بذلك ، كما قال تعالى : عفا الله عما سلف . فكيف يمكن القبول بذلك ، أي بشخص واحد فقط تحت يافطة جمعية بتحقيق تنفيذ التوصيات .. أليس الأجدر أن تقوم بذلك لجنة وفي المؤتمر شخصيات وطنية لاغبار عليها .. ؟ أم أن هذا الإلتفاف الذكي جاء مقصودا وفرض على المؤتمر من أجل أن تكون كل هذه التوصيات عبارة عن إنشاء لغوي وحبر على ورق .. ومن أجل نسف الصف الوطني واختراقه ..؟ أم أن ذلك كان الشرط التمويلي للمؤتمر الذي بلغ 9 مليون دولار ..؟؟ نعم هذا هو الرقم ولا تستغربوا ياعراقيين ..!!
أناشدكم الله ألا يكفينا مهازل وضحك على الذقون وطعون في ظهر مناضلي العراق الأصلاء .. أم أننا نسير على طريق إنتكاسات مرتبة وهذه إحداها لتكون خيوطها في النهاية بيد محامي صالح …؟؟!
بالمناسبة ، كان هناك إثنان من المؤتمرين تمسكا بهذه التوصية حتى الرمق الأخير . أحدهما سحب تأييده لها .. والآخر لايزال يدافع عنها حتى هذه اللحظة ..
وسلام على الوطنية ..!!
والى صفحة جديدة