التردي الامني الذي تشهده بغداد يدفع فرقاء العملية السياسية للبحث عن الضوء الاخضر في النفق المظلم ….متابعة الدكتور احمد العامري

التردي الامني الذي تشهده بغداد يدفع فرقاء العملية السياسية للبحث عن الضوء الاخضر في النفق المظلم ….متابعة الدكتور احمد العامري
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق-  يستمر تردي الاوضاع الامنية في عموم العراق في اطار ما اطلق عليه بالانهيار الامني الذي حصد ارواح الاف من العراقيين  وهو الامر الذي دفع فرقاء العملية السياسية للبحث عن الضوء الاخضر في النفق المظلم الذي مازال يسيطر على العراق منذ عدة سنوات.فقد  قالت لجنة الأمن والدفاع النيابية، الأربعاء، إن قيادة عمليات بغداد “فشلت” في التوصل إلى أصحاب 67 سيارة مفخخة انفجرت في بغداد خلال الفترة الماضية، مشيرا الى أن الأخيرة قدمت حججا غير مقبولة.وقتل نحو 75 شخصا على الأقل وإصابة 100 آخرين بجروح اثر انفجار أكثر من 13 سيارة مفخخة مساء أمس في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد.وقال عضو اللجنة مظهر الجنابي اليوم: “استضفنا قائد عمليات بغداد في اللجنة مؤخرا، وطرحت عليه سؤالاً عن ان انفجار 67 سيارة مفخخة في بغداد بأقل من شهر، فهل لهذه السيارات من أصحاب يمكن التوصل من خلالهم إلى الجهات المسلحة، فكان جوابه ان جميع السيارات مزورة، وهذا هروب من المسؤولية وجواب غير دقيق”.وأضاف الجنابي أن “القادة الآمنين يكاد ليس لهم اي دور”، مشيرا أن “الحل للمشكلة الحالية هو ان أي سيارة تسير في الشوارع تحمل لوحة تسجيل باسم مالك السيارة، ومنع سير أي سيارة لاتحمل لوحات رسمية، وبالتالي يمكن الوصول إلى أي صاحب سيارة مفخخة خلال ساعات”.وتقول الأمم المتحدة إن نحو 3245 عراقي قتلوا في آب وان اكثر من ثلثهم سقطوا في الهجمات المميتة في العاصمة بغداد.وتتبنى دولة العراق والشام الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة جميع التفجيرات التي تحصل في بغداد وتقول إنها تأتي ردا على تنفيذ احكم الإعدام بحق “السنة”. و أفاد النائب عن حركة التغيير محمد كياني، بأن فشل الحكومة بالسيطرة على الملف الأمني يعني فشل ‘مجلس الوزراء’.وقال كياني  في تصريح صحفي له اليوم : إن الحكومة غير قادرة على حل المشاكل الأمنية وفشل الحكومة في هذا الملف دليل على ‘فشل مجلس الوزراء’.وأصاف: ان الحكومة تحاول الهاء الشعب بمسائل ثانوية لإلهائهم عن الفشل الأمني والخدمي  مطالباً الشعب بعدم الالتهاء بمسائل ليس حيوية في الوقت الحاضر مقارنة بما يدور في البلد.وكان النائب المستقل قيس الشذر، علل سبب تدهور الأوضاع السياسية في البلد الى وجود قضايا داخلية وخارجية تؤثر على العملية السياسية.وقال الشذر في تصريح سابق هناك قضايا داخلية وخارجية لها تأثير سلبي على مجرى الأمور السياسية في البلد، وخاصة والأزمة السورية سوف يكون تأثيرها سلبي على العراق. و أفاد مصدر في شرطة محافظة نينوى، الأربعاء، أن عدداً من عناصر الشرطة الاتحادية ومدنيين سقطوا بين قتيل وجريح بتفجير انتحاري أعقبه هجوم مسلح غربي الموصل.وقال المصدر في حديث له اليوم :  إن “انتحارياً كان يقود سيارة مفخخة فجر نفسه في وقت متقدم من، صباح اليوم، على مقر للشرطة الاتحادية في منطقة اليرموك في حي التنك غربي الموصل أعقبه هجوم أخر من قبل مسلحين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة ممّا أسفر عن مقتل خمسة عناصر من الشرطة وإصابة 11 أخر بجروح اغلبهم من المدنيين”.وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه أن “القوات الأمنية طوقت مكان الحادث ونقلت الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج والقتلى إلى دائرة الطب العدلي فيما نفذت عمليات دهم وتفتيش في المناطق المحيطة به بحثاً عن المسلحين”.ومدينة الموصل مركز محافظة نينوى تنتشر فيها مجاميع مسلحة تنفذ عمليات مختلفة كالقتل والتفجير والخطف بالإضافة إلى جمع “الاتاوات” من التجار وميسوري الحال لدعم عناصرها للاستمرار بما يقومون به.وكانت الأجهزة الأمنية ولا زالت تنفذ خططاً امنيةً للقضاء على تلك المجاميع منذ توتر الأوضاع الأمنية في عموم العراق بعد سقوط النظام السابق إلاّ أنها لم تتمكن من تطهير المدينة بشكل كامل، بحسب مختصين.وتضم محافظة نينوى شمال بغداد خليطاً من السكان من مكونات واديان ومذاهب مختلفة، وتوجد فيها مناطق متنازع عليها بين اربيل وبغداد.و-اعلنت مصادر طبية عن استشهاد واصابة 99 مدنيا في التفجيرات التي وقعت ببغداد مساء امسوقالت تلك المصادر في تصريحات صحفية ان”تلك التفجيرات اسفرت عن استشهاد 29 مدنيا واصابة 70 اخرين بجروح”.وكان عدد من السيارات المفخخة انفجرت في مناطق مدينة الصدر الطالبية وحي الاعلام والمعامل والشرطة الرابعة والزعفرانية والكرادة والشرطة الخامسة. و حمل النائب عن التحالف الكردستاني، حميد بافي، القادة الأمنيين، والمسؤولين الحكوميين مسؤولية مايشهده البلد من واقع متردٍ، مشيرا الى انه لو كان لديهم شعورا بالمسؤولية لقدموا استقالاتهم، مبينا انه بسبب عدم محاسبة المسؤول المقصر وعدم خوفه من مخالفة الدستور بات لا يشعر بمسؤولياته ولا يهتم بواجباته.وقال بافي في بيان له اليوم الثلاثاء:ان “عدم الشعور بالمسؤولية لدى العديد من المسؤولين هو سبب معاناة العراقيين، ولو كان لدى المسؤولين الحكوميين والعسكريين والأمنيين شعورا بالمسؤولية لقدموا استقالاتهم”.وأضاف ان “المسؤولية مهمة إنسانية واجتماعية وأخلاقية وإلهية كبيرة لها تبعات خطيرة ينبغي التنبه لها دائماً، فالمكلف بمسؤولية ما إن أحسن العمل وأدى واجباته بإخلاص وبإتقان سيكبر في عيون مواطنيه‌ في الدنيا ويُقدر، ويفوز في الآخرة عند ربه ويسعد، وإن كسل وقصر ولم يؤد ما عليه من مسؤوليات فسيفقد قيمته لدى المواطن، وسيعاقب من لدن خالقه، وهذا هو الأصل والقاعدة في هذا الباب “.ورأى بافي انه ” يبدو أن المسؤول العراقي قلما يشعر بالمسؤولية بسبب الفساد السياسي والإداري والمالي الذي ينتشر في معظم مفاصل الحكومة والسلطات العراقية المختلفة، بحيث أصبح الهم الأول للمسؤول العراقي هو جمع أكبر قدر من متاع الدنيا والاستفادة الشخصية من منصبه، دون أن يأخذ بنظر الاعتبار مسؤوليته‌ وسمعته ومحنة شعبه “.وأشار إلى ان ” بسبب عدم محاسبة المسؤول المقصر وعدم خوفه من مخالفة الدستور والقانون والنظام بات لا يشعر بمسؤولياته ولا يهتم بواجباته، وصار يختلط الحابل بالنابل، فلا خدمات للمواطنين ولا تنمية في البلاد ولا أمن في الشارع، ولا لقمة عيش كريمة للإنسان العراقي الذي ضحى بكل ما لديه من أجل إنهاء حكم الاستبداد والدكتاتورية وإيجاد نظام جديد يعتمد الأسس الديمقراطية‌ والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمواطنة العراقية “.أوضح ” إننا نرى دماءً عراقية طاهرة زكية بريئة تراق كل يوم دون أن يشعر المسؤول العراقي المكلف بالمسؤولية، بالرغم من أنها، دماء وهي فوق كل شيء، فبدل الإقدام على الاستقالة والتنحي نجدهم يُسمعون آذان المواطنين كلامهم القبيح عبر شاشات الفضائيات بأن كل شيء على ما يرام وأنهم دحروا الإرهاب ودمروا آلياته وألقوا القبض على القائمين به وأنهم يسيطرون على الموقف والشارع، يقولون هذا من غير حياء ويبقون في مناصبهم الحساسة وكأن شيئاً لم يكن، فسبحان الله ويا لمصيبة الشعب العراقي الذي ابتلي بهؤلاء المسؤولين اللاشعوريين “.وتابع بافي انه ” لو كان هناك أدنى درجات الشعور بالمسؤولية لأقدم المسؤولون العسكريون والأمنيون والحكوميون، من أعلى الدرجات والمقامات إلى أدناها، لأقدموا على الاستقالة عن مسؤولياتهم والتنحي عن مناصبهم حفاظاً على شعبيتهم وخوفاً من ربهم، لكن لا حياة لمن تنادي ولا فائدة في نفخ الرماد “.ويشهد الوضع العراقي أزمات عدة وصفت من قبل اغلب المحللين للوضع السياسي بأنها الأصعب، حيث تتمثل تلك الأزمات بتردي واقع الخدمات، فضلا عن الخروقات الأمنية المتكررة التي يشهدها البلد جراء العمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم القاعدة والتي تتمثل بتفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والتي راح ضحيتها الآلاف من المواطنين الأبرياء.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *