مثل بول البعير. مثل يضرب لوصف حال من يتراجع على الدوام ولايحقق شيئا .وفي بعض الأحيان ترتفع حدة الإنفعال عند الفرد حين لايتقدم ولاينجح ولايجاري أقرانه في العمل والحياة وحين يسألونه عن حاله يقول..والله أنا مثل بول البعير دايما راجع الى الوراء .
في العراق كانت الدكتاتورية البغيضة تكتم أنفاس الطائفية ويسكت الناس عن مطالبهم العقيدية خشية البطش ، ولايتمردون إلا قليلا على الحاكم ويطالبون بحقوقهم ،وهذا حصل في العراق ،وفي بلدان الجوار كلها ( تركيا إيران الكويت سوريا الأردن ) حيث يوجد عدد كبير من الأقليات العرقية والدينية والمذهبية ، ولدى كل طائفة منها مطالب وحقوق تعتقد بصواب المطالبة بها وتأكيدها ، وفي غالب الأحيان ترفض الدول التي توجد فيها تلك الأقليات النزول عند مطالبات أقلياتها ، وتبقى البلاد رهنا لسلطان الأغلبية ،أو الفئة والطائفة القاهرة في الحكم والسياسة والإقتصاد والدين وتتحكم بكل مقدراتها، ولايكون لسواها من أمر ولانهي وعليها مسايرة الحاكم كيف كان توجهه وتعمل لديه في مؤسسات الدولة والجيش والشرطة لكنها لاتعرف حقوقا إلا بالمقدار الذي يحدده لها ويمن به عليها .
برغم ذلك يجد عديد من أصحاب الرأي إن غلبة الحكم على أتباع الطوائف ربما يكون أفضل لمستقبل الدولة من ترك الأمور على الغارب وبالتالي حدوث صدام كالذي يحدث الآن في سوريا وكما في البحرين والسعودية ومصر وحتى في نيجيريا وجورجيا وروسيا والصراع في آيرلندا بين الكاثوليك والبروتستانت حيث يشيع القتل على الهوية الطائفية والقومية ولايجد الناس سبيلا الى الأمن والسلام وتضيع الأحلام وتنتهي وتذوي في الزوايا المنسية والمهملة وتنشغل الحكومات برتق مالايرتق وسد الثغرات هنا وهناك دون جدوى فلاتتوفر الخدمات للناس ولايعثرون على بغيتهم لا في الأمن ، ولا في الصحة ، ولافي العمل وسواه من ضرورات الحياة كالماء والكهرباء والطرق والتعليم والتربية والإتصالات فكلها تتحول الى نوع من الترف لاحاجة له في مقابل تصاعد أهمية توفر السلاح والحيطة ومناكفة الخصوم هنا وهناك وشتمهم من على منابر الخطابة وفي وسائل الإعلام الموالية.
في العراق إشتغل الناس بالهم الطائفي صغيرهم والكبير ، وفي مختلف المدن التي تحولت الى مدن أشباح ، وتصاعد التوتر وكان التطرف هو الحاكم بين المواطنين من مختلف الطوائف وهاجر العديد منهم الى بلدان أخرى وأخذ القتل يتحول الى سلوك وأسلوب حياة لردع الآخر .ومنذ العام 2003 كانت بوادر الصدام الطائفي حاضرة ولكن حدتها إرتفعت في العام 2006 بعد تفجير المراقد الدينية في سامراء ودخول القاعدة كتنظيم متمرد شمولي لايفاوض ولايحاور. ثم تأسيس مجموعات مسلحة من السنة والشيعة ليس للدولة ومؤسساتها سلطة عليها. خرج العراقيون ن محنة الصدام الطائفي وبقي العنف المنظم ،لكن شبح الصراع يعود من جديد بعد كل التضحيات والمصائب التي ضربت البلاد وتشيع أخبار عن تهجير وقتل منظم وتفجيرات هنا وهناك لاتفرق بين مصل في مسجد وبين عامل في الشارع وموظف خدمة عامة ومسؤول كبير وشيخ عشيرة وغمام مسجد ومؤذن وهي حوادث تصاعدت في الفترة الأخيرة تخيف الجميع وتبعث القلق الكبير .
أرجوكم لاتكونوا كذاك الذي وصف حاله المترد كبول البعير ..دائما الى الوراء!