ليست القصة قصة عداء. يتم صُنْع العدو بالحاجة إليه. الدول الكُبرى تحتاج للمحافظة على توازنها الإقتصادي إلى الخطر والحروب. تعرف هذه الدول ثقافة المواطن العربي. تصنع على ضوءها قراراتها. ومعها عدوها العربي والإسلامي الذي لا وجود له إلا في مخيلتها.
التقسيم: لُعبة الغرب والتطرف. دخول الطائفية والتطرف على المجتمعات العربية بعصاباته وثقافته ومسمياته أساء كثيراً لها ولما أنتجته من ثورات مناهضة للإستبداد. وأعاد إلى حدٍ كبير لبعض الأنظمة الرجعية الحاكمة في منطقتنا إعتبارها، لا بوصفها حلاً أفضل، بل بوصفها أقل الممكن سوءاً. في العراق لم يعد هنالك أفضل ماعدا الهجرة والصمت. هنالك سيء وأسوأ. الجيد هو الأقل سوءاً!.
يعتقد الكثيرون أن هذا يجيء من ضمن (لُعبة: التدويل والتقسيم) التي تهدد باجتياح الشرق الأوسط وتشمل العراق وبلداناً أُخرى تحولت (ثوراتها) إلى (صحوات)، و(أنظمتها) إلى (معتقلات) يتهمها الغرب بأنها مُنتِجة للإرهاب بثقافتها وانغلاقها الديني. مازلنا في أول الطريق. موارد النفط العربية يجب أن تغطي تمويل إعادة الإعمار والتأهيل لدول الإنهيار وسيذهب معظمها لشركات القبض الكُبرى. ستكون هنالك ثورة وثورة على الثورة وثورات منتجة للثورات. سيكون هنالك أكثر من مليشيا مذهبية محلية ووافدة. مع الأولى تـُقتّل ومع الصحوة تصحو ومع القاعدة تقعد. الخمول والعجز والعُقم أصاب المجتمعات العربية الكُبرى الولود وتصيب بعدواها الآخرين. لُعبة التقسيم وإعادة تأهيل- المجتمعات والأنظمة- تستغرق عقوداً وتستعيد أموال النفط لتعيد إعمار ماتهدم من بشر وحجر.