بديل المالكي عزّت الشابندر بقلم اياد السماوي

بديل المالكي عزّت الشابندر بقلم اياد السماوي
آخر تحديث:

بديل المالكي عزّت الشابندر

 

  اياد السماوي

في نهاية عام 2009 كنت في رحلة من مالمو السويدية إلى بغداد , وكان معي في هذه الرحلة الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية السيد عدنان الأسدي , الذي تربطني به علاقة صداقية تمتّد إلى ما قبل سقوط النظام الديكتاتوري , وفي هذه الرحلة أخبرني السيد عدنان الأسدي أنّه يمتلك ملفات و وثائق تدين السيد عزّت الشابندر , وهذه الملفات والوثائق تتعلق بعقود وفساد وعمولات , وطلب مني نشر هذه الملفات التي تفضح النائب الشابندر في الإعلام وخصوصا في موقع كتابات الذي أنشر فيه , من دون الإشارة إلى أسمه , وأوعدني أنّه سيرسل لي كل هذه الملفات والوثائق على بريدي الخاص , لكنّ هذه الملفات والوثائق التي أوعد بإرسالها لم تبعث حتى هذه اللحظة .

بعد فترة قليلة فوجئت أنّ السيد عزت الشابندر الذي كان الناطق الرسمي بسم القائمة العراقية ومستشار السيد أياد علاوي , يترّشح للانتخابات عن قائمة دولة القانون برئاسة نوري المالكي , والمفاجئة لم تكن على أساس الحديث الذي أخبرني به السيد عدنان الأسدي , لأني صراحة لم أعتدّ بحديث السيد الأسدي عن الشابندر , بل أنّ المفاجئة هي في علاقة السيد عزّت الشابندر بحزب الدعوّة والتي كانت على الدوام تتميّز بعدم احترام الشابندر لهذا الحزب وقياداته , والمفاجئة الأكبر هي حين رشّحه المالكي أن يكون بديلا عنه في مجلس النوّاب العراقي .

في هذه الفترة تحديدا كنت أعتقد أنّ المالكي هو قاسم العراق الجديد , وحينها كنت مندفعا في الدفاع عنه وعن سياساته حيث سخرّت كل طاقاتي في الدفاع عنه , ولهذا اعتبرت أنّ ضمّ الشابندر إلى طاقم رئيس الوزراء هو من أجل زيادة قوة فريق المالكي التفاوضي , لما للسيد الشابندر من قوّة تفاوضية وقدرة على المناورة والإقناع قد يفتقد لها أغلب قيادي ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوّة , لكنّ الذي يتابع نشاط ودور السيد عزّت الشابندر وعلاقته برئيس الوزراء نوري المالكي , يصل إلى نتيجة أنّ السيد الشابندر هو يد المالكي الطولى في كل عملياته وصفقاته السرّية و اللاقانونية , وليس مستبعدا إن صحّت أقوال السيد عدنان الأسدي أن يكون حلقة المالكي لأموال العراقيين المهرّبة إلى خارج العراق , وإلا فما السر في ترشيح رجل يحل محل المالكي في مجلس النوّاب وهو يعتبر أن قيادات حزب الدعوّة الإسلامية لا دين لهم ولا أخلاق , وقضى جلّ حياته مهاجما و مشهرّا بالحزب وقياداته ومواقفه ؟ , إن لم يكن لأمر لا يعلمه إلا الله و الراسخون في اللغف .

أنّ تصريحات السيد الشابندر لم تأتي من فراغ , والتنصّل منها وإنكارها ليس دليلا على عدم صحتها , وما أعلنه السيد الشابندر عن لقائاته بالعيساوي تدخل ضمن صفقات المالكي السرّية و اللاقانونية , وقضية مشعان الجبوري هي واحدة من هذه العمليات السرّية , والله أعلم بالمتّخفي .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *