من بديهيات الامور اان يتناخي المخلصين في اوقات الشدة وحين تتطلب الظروف من اجل ايجاد حلول للقضايا والمشاكل التي تلقي بظلالها على مجمل الوضع السياسي والامني في العراق من اجل ايجاد حلول ناجعة ترضي جميع الاطراف وتساهم في حقن دماء ابناء شعبنا الصابر الذي تحمل خلال العشر سنوات الماضية ما لا تتحمله الجبال وهي دماء ليست عزيزة فقط وانما هي اغلى من كل الخلافات السياسية والمصالح الشخصية والحزبية لان الانسان هو اغلى قيمة موجودة في الوجود وقد كرمه الله على باقي مخلوقاته بعد ان خلقه الله في احسن تقويم.لقد طرح السيد صالح المطلك خلال اليومين الماضيين مبادرة لوضع حد للقتال الدائر في محافظة الانبار تقوم على ثلاثة مباديء يتمثل الاول في ايقاف العمليات العسكرية والثاني ببدأ حوار جدي مع اهالي الانبار والثالث تنفيذ المطالب التي تقدموا بها وظلوا يناضلون من اجل تنفيذها على امتداد اكثر من سنة دون ان تجد اذنا صاغية من قبل نوري المالكي وحكومتة واطراف اخرى مشتركة في الحكومة والتحالف الوطني لا بل تعالت اصوات تدعوا الى التعنت وتطلق الاوصاف العنصرية والطائفية وكأن اهالي الانبار يعيشون في عالم ا خر او دولة اجنبية بجانب انطلاق حملة اعلامية كانت تهدف الى احراق الاخضر واليابس وتؤجج الفتنة وتحض على قطع اية روابط يمكن ان تعييد المياه الى مجاريها. انه من المؤسف ان يعول المالكي على الحل العسكري للاوضاع في الانبار وهو امر يدل على وجود اهداف اخرى من وراء هذه الحملة والعمليات العسكرية التي زج فيها كل امكانات الدولة العسكرية والمالية في اطار حرب شاملة تعدت الرغبة في القضاء على تنظيم داعش الذي يحق لنا هنا ان نسأل اين كانوا يختبئون وكيف وصلوا الى هذه الاعداد الكبيرة وجمعوا هذه الكميات الكبيرة من الاسلحة التي تكفي لتسليح ثلاث فرق عسكرية وفقا لما ذكرة وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي. لقد بات الاستماع الى صوت العقل والمنطق واجبا ليس فقد انسانيا وانما دينيا وهو ما تطالب به المرجعية العليا في وضع حد للعمليات العسكرية وانهاء القتال وسحب القوات العسكرية وعدم الاصرار على الخطأ وعدم اعتبار الرجوع من الانبار هزيمة او البقاء هناك انتصارا لان الرجوع الى صوت الحق والمنطق يعتبر من الفضائل التي تحظى برضاء الله والشعب. اننا هنا لايمكن الا ان نثني بحق على مبادرة السيد صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني وندعوا الى التعامل معها بكل ايجابية وموضوعية وعدم تفويت هذه الفرصة الثمينة والسانحة التي ان ذهبت فلن تعود مرة اخرى وسندفع من وراء خسارتها ثمنا ليس بالقليل ونهدر طاقات نحن بامس الحاجة اليها في هذه المرحلة المفصلية من تأريخ العراق الحديث. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
هل يستمع المالكي الى مبادرة المطلك ام على قلوب اقفالها
آخر تحديث: