كان لي صديق سوري شيوعي سابق وكلمة السابق غالبا ما تلتحق بكلمة شيوعي ، وكان من مؤيدي الديمقراطية التي اساسها الانتخابات ومنها الانتخابات العراقية الاولى في ضل الاحتلال البغيض .
ظهرت نتائج تلك الانتخابات فقلت له : أهذه هي الانتخابات ؟ لقد فاز الدين السياسي الذي هو في العراق طائفي بالضرورة شيعيا كان ام سنيا ..فلم يتفق معي وقال بالعكس عليكم ان تفرحوا لأن الدين السياسي هو الفائز لأنها ستكون نهايته كونه سيفشل في ادارة البلد حتما وسينكشف امره ولن يكون الفوز من نصيبه مرة اخرى.
كلامه من الناحية النظرية سليم ولكنه بالتأكيد فشل عمليا كون المؤسسات التي نتجت كانت افشل المؤسسات في تاريخ العراق المعاصر منذ تأسيس الدولة العراقية لحد الان..فكل الذي جرى هو وجود دولة أو بالاحرى سلطة احزاب طائفية بلا قانون احزاب وسلطة تنفيذية بلا نظام داخلي ينظم عملها ومجلس رؤساء كتل وليس مجلس نواب ومرجعيات دينية تلقي بظلالها على المشهد السياسي سرا وعلنا وقوات مسلحة يملك القائد حتى انفاسهم في ظل غياب مجلس الكتل وميليشيات متنفذة منفلتة وفساد اكل الاخضر قبل اليابس.
هل اثر كل ذلك قيد شعرة على الناخب العراقي؟؟ كلا والدليل ان الطاس نفسه والحمام نفسه وأن ادعاء التزوير لا يؤثر على جوهر الصورة فالدين السياسي بقى هو المهيمن وبقى الناخب ينظر الى الرماح الواقفة اما الجديد من انصار الدولة المدنية العلمانية فقد ظلت نتائجه خجولة لانهم بلا دعم خارجي فالدول الدينية كأيران واقطار الخليج لا تريهم وامريكا الديمقراطية لا تريدهم ايضا وكذلك المرجعيات الدينية والمليشيات.
دعونا نعود قليلا الى الخلف يوم شكل بريمر مجلس الحكم الانتقالي الذي اسميته يومها (الالتصاقي) ..اترون كيف التصق رجاله بالحكم من خلال صناديق الاقتراع عدا التكنوقراط منهم ؟؟ لفسح المجال (بالكامل) للدين السياسي الذي نقاط قوته المال السياسي والناخب الطائفي مما ادى الى ان حتى رجال الدين غير الطائفيين لم يتمكنوا من المنافسة .
سمحت لنفسي باستخدام تعبير الناخب الطائفي كوصف عام مع احترامي لشعبي العزيز فالنفق الذي ادخلو فيه كان كفيلا بتحويل طريق اكثر الشعوب تماسكا الى الهاوية الطائفية التي هي نتاج جهود واموال لا يعرف قيمتها الا الله ، ونعترف ان الشعب صمد امام المخطط الكبير حتى جاء تفجير المرقدين الشريفين الذي لم تخبرنا حكومتنا لحد الان اية معلومة عن الجهة التي فجرته واتحداها ان تفعل .ولما استعاد الشعب توازنه وعافيته الى حد ما وبدأ حراك المحافظات الستة السلمي بدأ توظيفه طائفيا من لدن كل الاطراف بلا استثناء ولكي يتم استثماره بلا حدود جائت داعش فجأة واستوطنت الفلوجة وهنا كانت الحجة الكبرى فتجيشت الجيوش ودقت الطبول لارتكاب المجزرة والتي لا تقاس بعدد الضحايا والاموال المصروفة والبيوت المهدمة بل بحجم التهديم في التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية … ويمكن القول انها هي وتفجير المرقدين الشريفين كانتا محطتان بل المحطتان الرئيسيتان لبناء الطائفية وهدم الوطن وبالتالي استمرار رفد صناديق الاقتراع بالناخبين الطائفيين والعشائريين ..ولعل من يعارض هذه الفكرة مطالب بأن يجيب عن سؤال مهم وهو كيف اعيد انتخاب الفساد وافشل
جدلية التغيير … بقلم عبد الخالق الشاهر
آخر تحديث: