بغداد/ شبكة أخبار العراق- فجأة وعلى حين غرة ، تسللت عشرات السيارات المدنية والعسكرية والآليات التي ترفع إعلام /داعش/ قادمة من أقصى شرق سامراء لتقوم بعملية إرهابية هدفها واضح ، والمستفيدون منها كثر.فمن منطقة الجلام التي تقع أقصى شرق سامراء جنوب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين والممتدة أراضيها الواسعة لتصل إلى سلسلة تلال حمرين ، اقتحمت عناصر تنظيم داعش مدينة سامراء في محاولة اجمع عليها السياسيون والمواطنون ، لإشعال فتنة طائفية بين أبناء البلد الواحد وتعيد أحداث عام 2006 التي أدخلت البلاد والعباد في موجة قتل وتهجير طائفية لم يشهدها العراق من قبل.ويتساءل مراقبون للشأن العراقي عن كيفية تسلل هذا العدد الكبير من المسلحين ومركباتهم وقطعهم مسافة كبيرة دون ملاحظة او دون مواجهة مع أية قوة أمنية أو عسكرية ، ومن ثم قيامهم بإزالة الحواجز الكونكريتية والسواتر الترابية واحتلال أحياء كاملة من سامراء دون فعل حقيقي استباقي للحد من تقدمه ؟ ولماذا سامراء بالذات وألان ؟.ويؤكد هؤلاء المراقبون ان هناك أطرافا عديدة خارجية وداخلية تستفيد من عدم استقرار الأوضاع في البلاد ، فإشعال الفتنة الطائفية مرة أخرى بين أبناء البلد الواحد هو المطلب الرئيس لهذه الأطراف ، وإشعالها كما المرة السابقة.
كيف سارت الأحداث امنياً ، وما ردود الأفعال عليها سياسياً وشعبياً ؟
فجر الخميس الماضي قامت مجاميع مسلحة بدخول مدينة سامراء بإعداد كبيرة ، وذكرت إنباء انها سيطرت على المراكز الأمنية فيها . لكن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن نفى ذلك ، وأكد ان القوات الأمنية تصدت للمسلحين ، ودارت اشتباكات عنيفة معهم.من جانبه ذكر مصدر امني في قضاء سامراء ان ” ارهابيي داعش الذين سيطروا اليوم على عدة أحياء في قضاء سامراء بدأوا بتفخيخ عدة شوارع ومناطق محيطة بها “.وقال المصدر ان ” ارهابيي داعش تمكنوا فجر اليوم من دخول سامراء من جهتها الشرقية في منطقة جلام والتي تمتد حدودها الى منطقة تلال حمرين وبإعداد كبيرة مزودين بمختلف أنواع الأسلحة والسيارات المدنية والعسكرية الهمرات “.وأضاف المصدر ان ” الإرهابيين سيطروا على خمسة أحياء في المدينة وهي العرموشية والضباط والمثنى والبديرية والشهداء وبات يفصلها عن مرقدي الامامين العسكريين وقيادة عمليات سامراء حيين فقط ” دون ان يسمهما.من جانبه اكد النائب عن ائتلاف الوطنية شعلان الكريم وجود تعاون كامل ما بين الأهالي والقوات الأمنية ، وعبر عن الأمل ” بالقضاء على هذا الاعتداء الإجرامي ، من قبل القوات الأمنية والعسكرية في أسرع وقت “.ولتعلن بعدها القوات الأمنية عصر أمس عبر جهاز مكافحة الإرهاب النخبة عن تطهير مدينة سامراء بالكامل وقتل عدد كبير من داعش .وجاءت المواقف والتصريحات السياسية لتعكس الخشية والخوف من ان تكون هذه العملية الإرهابية إشعالا لفتنة طائفية جديدة يدفع ثمنها الجميع.فقد وصف عضو كتلة الأحرار النيابية بهاء الاعرجي ما حدث في سامراء بانه ” ناقوس خطر يستوجب توحيد الصفوف وتشكيل الكتلة النيابية الأكبر “.وقال ” ان ماحدث في سامراء من انتشار للمسلحين ، يعد ناقوس خطر يستوجب توحيد الصفوف والإسراع بتشكيل الكتلة الأكبر وعدم التشبث برئاسة الوزراء “.من جانبه أكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عباس البياتي ” ان الهدف من التعرض على سامراء من قبل تنظيم داعش ، هو إشعال الفتنة الطائفية والحرب الأهلية بين المكونات العراقية ، باستهداف مرقد الامامين العسكريين مرة أخرى “.وقال ” ان جماعات داعش والقاعدة حاولت نقل المعركة من الفلوجة إلى سامراء والموصل ، ولكن القوات الأمنية والعشائر والصحوات ، تصدت بشجاعة لهذه المحاولة ، وأجهزت على هذه الجماعات وخطتها ” لافتا إلى ” ان هذه الجماعات حاولت مرة أخرى بهذه المحاولة بإثارة الفتنة الطائفية ، وإشعال الحرب الطائفية “.وأوضح البياتي ” ان العملية السابقة باستهداف المرقدين العسكريين كانت الشرارة التي أشعلت الحرب الطائفية ، لذا حاولوا مرة أخرى بإشعال هذه الحرب بعدما عجزوا مواجهة القوات الأمنية والصمود في الفلوجة وأصبحوا يتعرضون يوميا إلى عمليات عسكرية نوعية من قبل قواتنا ، وبالتالي لجأوا الى أسلوب الحرب الطائفية وإثارة الفتنة والفوضى “.ومع هذا كله يبقى السؤال الأهم ، كيف تسللوا وقطعوا المسافات ليدخلوا إلى سامراء ويعيثوا فيها الدمار ؟ سؤال يعرف جوابه الكثيرون ولكن أيضا كحال السياسيين يجيبون بان الهدف إشعال الفتنة الطائفية دون التطرق إلى من المستفيد المحلي منها ؟.