آخر تحديث:
شبكة أخبار العراق
ما يحدث في العراق اليوم توقعه كل من يفهم، و لو القليل في السياسة. أما من لم يتوقعه فهو أما جاهل إلى العظم، أو طائفي و خائن و متآمر على العراق! قد يقول قائل: و لماذا هذا الحكم القاس جوابي: ببساطة لأن الإسلام السياسي إينما كان هو حركة طائفية، و الطائفية كان لابد لها من تدمير العراق مثلما دمرت غيره من البلدان
طبعاً لايهم أن تكون شيعياً أو تكون سنياً أو علوياً أو أباضياً، كلهم سوى سوى لأن المسلم لابد أن ينتمي لطائفة و الإنتماء لطائفه يعني الدفاع عن معتقداتها لأنها “سماوية” و لا يجوز مناقشة و تحريف السماويات. لذلك لابد من التصادم
حركة الإخوان المسلمون، و منذ اليوم الأول لإنشائها أعلنت، و بصراحة، إنها حركة إسلامية سنية تعمل على نشر الدعوة الإسلامية و إعادة الخلافة (طبعاً على أساس المذهب السني) و نفس الشيء مع حزب الدعوة، فهو حركة إسلامية شيعية طائفية، و كذلك طالبان، و كذلك حزب الله، و كذلك بدر، و كذلك حزب العدالة و التنمية، و كذلك حزب الفضيلة و المجلس الإسلامي الأعلى و و و …. كل هذه حركات إسلام سياسي تنتمي لهذا المذهب أو ذاك و بالتالي تتصادم مع المذهب الآخر
كان هذا معروفاً في بغداد و القاهرة و دمشق و تونس و طرابلس و كل مكان آخر، و لكنه حكم القوي على الضعيف. فحين قررت أمريكا أن تمنح الفرصة للإسلام السياسي بحكم دول عربية لم يتمكن أي كان من أن يقول لها: لا، و من يجرؤ؟ و هكذا بدأت أمريكا خطة طويلة الأمد لإعداد القيادات الإسلامية المستقبلية. و أذكر أنه أثناء وجودي في جامعة بتسبرغ الأمريكية أن مرشد المنظمات الطلابية في الجامعة كانت شخص منتمي لحزب الدعوة يحمل الدكتوراه في الرياضيات و خلال فترة “إرشاده” العظيمة حصل تصادم في الجامعة بين الإسلاميين و العلمانيين جُرح فيه طالبان بعد أن إستخدم الرعاع الإسلاميون السكاكين، كان ذلك في عام 1981 فتصوروا
بذلك السلطات المخابراتية الأمريكية جهودا جبارة لإعداد القادة الإسلاميين من بين صفوف الطلبة العرب و المسلمين الآخرين الدارسين في الجامعات الأمريكية، و كانت النتيجة عدد من هؤلاء المتأسلمين، من أمثال محمد مرسي و هشام قنديل و أحمد الجلبي و عبد ذياب العجيلي (في بريطانيا) و حسين الشهرستاني (كندا) و غيرهم فعادوا و هم يحملون عقيدة طائفية سياسية لتدمير بلدانهم و هذا ما أثبتته السنوات الماضية
الإسلام السياسي طائفي للعظم و لا يمكن له أن يتغير لأن الطائفية هي جزء من تكوينه و يانه و بناءه و إليها تستند كل أحكامه لذلك لا يمكن له أن يتعامل مع الطوائف الأخرى، قد يفعل ذلك تحت ظروف معينة و لكنه لابد أن يعود لأصله فور إنتهاء هذه الظروف
أوربا قبل ما يقرب من 500 سنة عاشت الظرف الذي نعيشه في ظل المسيحية السياسية فتم ذبح الآلاف المؤلفة لا لشيء إلا لكونهم بروتستانت لم ترضى بهم الكنيسة الكاثوليكية المتحكمة في كل شيء في حينها حتى بالفضاء و الفلك، مثلما يفعل شيوخ الإسلام اليوم. إحتاجت أوربا لما يقرب من 500 سنة للتتخلص من المسيحية السياسية و ربما نحتاج نحن ايضا لهذا العدد من السنوات فليهنأ السياسيون
الإسلاميون و لينهبوا ما يشائون فليس من سبيل للتخلص منهم الآن ما دامت الجهالة هي الغالبة و ما دام التافهون يتصدرون المشهد