آخر تحديث:
شبكة أخبار العراق : لا شك بأن العراقي اليوم يفكر برحيل المالكي من عدمه بطريقة مختلفة عن السابق، ففي السابق كان العراقي يفكر بمعايير أخر كالديمقراطية والرفاه والأمن والخدمات اما اليوم وبعد ان التف الحبل على عنق الشعب ..وصلت الطائرات..كثرت المدافع وهو العالم ان قذائفها لا بد ان تصيب بيته او جاره بطريقة او بأخرى بسبب الخطأ او نقص التدريب ..عصائب اهل الحق تجول
البلاد..الميليشيات تستعرض ..المرجعيات تفتي …المالكي يهدد…مجلس النواب قد يجتمع والكل يعلم انه مجلس محاصصة ان اجتمع او لم يجتمع فالأمر سيان.
عندما يلتف الحبل فأن رغبة المعدوم الوحيدة ان يفك الحبل عنه ، ورغبة الغريق الوحيدة هي النجاة ، والاسير رغبته الوحيدة فك الاسر ، وبعدها يكون لكل حادث حديث.
هذا هو واقع الشعب العراقي اليوم بلا تسويد للصورة ..وعليه فان الشعب لا يفكر برحيل المالكي من عدمه الا من خلال الازمة الحالية ، وقبل الدخول بالموضوع نود ان نوضح ان هذا الرحيل سيؤدي الى رحيل شخص هو نتاج لحزب الدعوة الذي لن يرحل ، ونتاج غير مباشر للبيت الشيعي او التحالف الوطني الذي هو باق ايضا ولعل ما قام به المالكي سلبا او ايجابا هو نتاج لفكر التحالف الوطني على الرغم من ان المالكي خرج عن التحالف مرارا وضرب احد اطراف التحلف (الصدريين) بالنار وهمش المجلس الاعلى وخرج عن الدستور وهمش مجلس النواب الا ان التحالف خط احمر عراقيا وايرانيا ، مما يقودنا للتفكير ان القادم سيكون جزءا من التحالف في اتخاذه للقرار ورؤيته للامور وسوف لن يتمكن من الافلات كالمالكي كون التحالف اخذ درسا بالتاكيد من تجربته المريرة مع المالكي، ولذلك وجدنا التحالف يؤكد على نظام داخلي جديد ، ونعتقد ان النظام الداخلي سيخفف فقط من دكتاتورية الرئيس الجديد ولا يلغيها في ظل نظام المحاصصة ( الشراكة) ..
المجال لا يتسع للحديث عن آثار رحيل المالكي كلها ولذلك سنأخذ النقطة المفصلية وهي ان المالكي متورط في الازمة وهو الذي ساهم مساهمة فعالة في تحقيقها منذ الفقاعة النتنة مرورا بعسكر يزيد وانتهاءا بالقصف الوحشي للمدنيين العزل، وعليه لا نتوقع له اللجوء الى السياسة مرة اخرى فقد غادرها دون عودة كونه فقد الخيوط كلها وبقى الخيط العسكري الذي هو برأيي المتواضع لا يعني الا نهاية العراق وأهله
اما الرئيس الجديد فهو ليس بالتورط (شخصيا) بالازمة وستتجه اليه الانظار وستكون لديه خيارات سياسية كثيرة للحوار وترميم التماسك الاجتماعي والعلاقات العربية وسيكون الاقدر على تلبية المطالب للمحافظات الستة وبالتالي عزل داعش تماما واعادة شعبية الجبش في تلك المحافظات بعد اعادة تأهيله ليكون جزءا من الشعب وليس جزءا من السلطة.
لهذا السبب ولاسباب اخرى يعد رحيل المالكي ضرورة عراقية تاريخية ، ونسأل الله ان يكون القادم افضل والا فاكتب على العراق السلام لان الجلبي يكفي استلامه للسلطة لتأجيج المشاعر فهو عراب الاحتلا ل وعراب الطائفية بتأسيسه للبيت الشيعي الذي حول العراق الى بيوتات شيعية وسنية