هايدة العامري
يتذكر جميع العراقيين عند حصول الانتخابات البرلمانية لازمة يرددها ابناء المحافظات الغربية تتعلق بذهابهم لصناديق الاقتراع وهي هل تريدون مني الذهاب للانتخابات لكي أنتخب جمال الكربولي وحركة الحل ووقتها نزلت حركة الحل في قائمة أنتخابية واحدة مع متحدون بعد أن تعهد جمال الكربولي بأن يقوم بتغطية كامل مصاريف الحملة الانتخابية لمتحدون وقيل وقتها أنه دقع مبلغ خمسة وعشرون مليون دولار لتغطية الحملة الانتخابية وكذلك سخر مايملكه من أجهزة أعلامية من تلفزيون ومواقع ألكترونية وأبواق صحفية لهذا الغرض وفوق هذا وذالك صرف عشرات الملايين من الدولارات لنواب الحل بغية دعمهم وضمان فوزهم لكي تكون الحل هي الجزء الاكبر لمتحدون ولكي يملك مفتاح القرار السني ويتحالف مع المالكي في ماكان يعرف بأنه حكومة أغلبية سياسية تضم دولة القانون وجزء من الاكراد وقسم من سنة المالكي بغية ضمان حصول المالكي على الولاية الثالثة وعندما ظهرت نتائج الانتخابات كان جمال الكربولي صاحب المبادرة بتأسيس مايعرف اليوم بأتحاد القوى العراقية ووقتها قام بمقابلة المالكي هو وسليم الجبوري وعدد من النواب وأعطوه دعمهم وأصواتهم ولاداعي للتذكير بما حصل من مشادات في الوسط السياسي السني حول هذا الموضوع وكيف تم أبتزاز سليم الجبوري مقابل أنهاء الاجراءات القانونية الخاصة بتهم الارهاب المتهم بها
وحين أحس جمال الكربولي أنه من الصعوبة بما كان أن يتولى المالكي ولاية ثالثة وخصوصا بعد أبلاغه من قبل سفير دولة خليجية في عمان بان وصول المالكي للولاية الثالثة أمر مستحيل وبعد سقوط الموصل وتكريت بدأ يمسك العصا من الوسط ويحاول أيجاد موطيء قدم له في الحكومة الجديدة وحدد وزارات معينة جعلها هدفا وضع تحقيقه نصب عينيه وطبعا الوزارات هي وزارات تدر اموالا له ولعائلته ومجربة مثل الكهرباء والصناعة التي كان يشغلها أحمد الكربولي وتم تكليف الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الوزارة وحينها كان جمال الكربولي حريصا على عقد الاجتماعات المتلاحقة وأبلاغ حلفائه انه يريد هذه الوزارات لكي تدر عليه الاموال وتزيد ثرواته بل حلم جمال بأن يكون قائدا للصف السني العراقي ويكون هو الزعيم الاوحد والمسيطر على مقاليد الامور بما يتعلق بالوسط السني العراقي متناسيا ان السنة في العراق هم رقم صعب وانهم اكبر من أن يمثلهم شخص واحد أو جهة واحدة
وجائت مفاوضات تشكيل الحكومة وأبلاغ الدكتور حيدر العبادي من قبل الجانب الاميركي بأن منح جمال الكربولي وأي شخص من عائلته وأقاربه منصيا يعتبر من المحرمات وكان جمال حينها يشيع بأنه سيحصل على منصب نائب رئيس الوزراء أو وزارة المالية ولم يكن جمال الكربولي يعلم بهذا القرار بل أن جمال الكربولي ولضمان حصوله على مايريد دخل على خط الاخوان المسلمين في العراق وأجتمع بمنير العبيدي وطه الحمدون ووعدهم بتسليمهم الوقف السني مقابل أن يظهروا أمام وسائل الاعلام وبقولوا نطالب قادة السنة وعلى رأسهم الدكتور جمال الكربولي بفعل كذا وكذا وهذا ماحصل فعلا ويذكر الجميع كيف فاحت رائحة بيع الوزارات في عمان وكيف كانت تجري الاجتماعات في فنادق عمان وكيف دخل صاحب محطة تلفزيونية معروفة وأصيل طبرة على خط البيع والصفقات وهذا كله فضحه حيدر الملا بعد أن أحس أن لامكان له في الوزارة القادمة
الان وبعد ظهور التشكيلة الوزارية وحرمان جمال الكربولي من الحصول على الوزارات التي كان ينوي الحصول عليها والتي كانت ستدر عليه ذهبا من موازناتها وعقودها وأحساس الكرابلة بأنهم قد خسروا خسارة منكرة فهل ستتم محاسبتهم على المخالفات الادارية والمالية المرتكبة في وزاراتهم؟
كافة المعلومات والمؤشرات تشير الى أن ملفات الصناعة وغيرها من الوزارات سيتم فتحها من أجل جعلهم عبرة للجميع ولكن الاهم والمهم في الموضوع كله أن الحكومة ورغم فقدان الامل بنجاحها الا ان رئيسها حيدر العبادي نجح هو والاميركان بتهميش جمال الكربولي وحرمانه من البقرات الحلوب وحرمانه من ترشيح أوس الاورفلي وغيره من الاسماء التي كانت ستفتك بأموال العراق والعراقيين والحمد لله فأن حقبة وعصر جمال الكربولي قارب على النهاية الدراماتيكية وحمى الله العراق والعراقيين