حمزة مصطفى
فشلت ,ولله الحمد, آخر مؤامرات اثيل النجيفي. فبعد ان سلم الموصل الى داعش تمددت طموحاته لتشمل المملكة المتحدة حين زيّن للإسكوتلنديين محاسن الإنفصال والتقسيم طبقا لخطة صديقه جوزيف بايدن. الاسكوتلنديون أفشلوا بأنفسهم وعبر صناديق الاقتراع هذه المؤامرة حيث فضلوا البقاء بنسبة 54% ضمن التاج البريطاني برغم الاقصاء والتهميش والاعتقالات العشوائية. فضلوا نار الحاج ديفيد كاميرون على جنة اليكسي سالموندرين رئيس وزرائهم وراعي الانفصال الذي سرعان ما عقد بعد اعلان النتائج مؤتمرا صحفيا حمّل فيه قطر وتركيا والسعودية والاجندات الخارجية مسؤولية إفشال مخطط الإستقلال. من جهتي استغرب صمت حنان الفتلاوي وعالية نصيف ومحمد الصيهود على مؤامرة اثيل النجيفي الاسكوتلندية.
لا اريد من وراء هذا الكلام ابتزاز القارئ بانتزاع ابتسامة صفراء او خضراء منه باتهامي سياسيا عراقيا حملوّه مسؤولية كل ما حصل ويحصل وما سوف يحصل من دمار في العراق برغم انه مجرد محافظ لا سلطة له على نائب عريف في الشرطة الاتحادية فكيف بجنرالات الجيش الإتحادي الفيدرالي الموحد؟ في كل الاحوال فانما حصل في بريطانيا درس اتمنى , ولو استبعد ذلك, ان نتعلم منه. اول الدروس المستفادة ان من احترم نتائج الاستفتاء قبل اي احد اخر هو راعي الانفصال نفسه فاثر الاستقالة من منصبه بكل رحابة صدر احتراما منه لارادة الاغلبية حتى ولو لم تكن كاسحة, فهذه هي الديمقراطية نصف زائد واحد. ثاني الدروس ان التقارب بين المصوتين سواء لصالح البقاء او الانفصال سوف يعزز اهداف كلا الطرفين. بريطانيا حافظت على وحدتها,واسكوتلندا وسعت نطاق حكمها المحلي. ربما هناك من يرى ان نسبة مؤيدي الانفصال سوف تزداد في حال اجري استفتاء جديد بعد 5 او 10 سنوات. لكن يمكن ان يحصل العكس وهو الامر الاكثر ترجيحا. فالاجراءات التي وعد رئيس الوزراء كاميرون باتخاذها بتوسيع نطاق الحكم الذاتي سوف تاتي لمصلحة المؤيدين للانفصال ولكن بطريقة معكوسة. فاذا كان المصوتون للبقاء ضمن التاج البريطاني عبروا عن قناعة بذلك بصرف النظر ان كان الحكم الذاتي كاملا ام منقوصا. لكن المعترضين سوف يحصلون على ما يجعل الكثير منهم يعيدون النظر بدوافع الانفصال مستقبلا بعد الحصول على المزيد من المكاسب.
الجميع في بريطانيا ضربوا اكثر من عصفور بحجر واحد. معارضو الانفصال بات لديهم من الحجج ما يكفي للدفاع عن موقفهم , بينما سيحصل المؤيدون على حقوق اضافية. بريطانيا العظمى التي لادستور مكتوب لديها كسبت احترام العالم وشعبا اختار بمحض ارادته البقاء ضمن تاجها. ما تاثير ذلك علينا؟ لا اعرف بالضبط ولكن ما لاحظته ان الكثير من الجهات الرسمية والاعلامية عندنا فرحت باستفتاء اسكوتلندا اكثر من فرح اهل الدار انفسهم. ويبدو ان وراء الاكمة ما وراءها انطلاقا من دعوات انشاء الاقاليم او ربما الانفصال. كان ينبغي على من ردح طربا بعدم انفصال اسكوتلندا ان يسال نفسه عن الاسباب التي حالت دون ذلك لا النتائج.. والعبرة دائما بالخواتيم بينما نحن لانفكر الا بطريقة .. تالي الليل تسمع حس العياط.