عيد الاضحى في العراق ..الفرح المفقود !

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- على الرغم من الأجواء الأمنية المتوترة في العراق اعتاد العراقيون على تبادل التهاني فيما بينهم متحدين كل الصعاب فيما لاتزال مناطق واسعة من البلاد تئن القتل والرعب اليومي مثل مدينتي الموصل وتكريت وغيرهما.ولايختلف عيد الاضحى في العراق عن الاعياد السابقة منذ نحو عقد من الزمن حيث تتكرر الامنيات المتعلقة بعودة الاستقرار للبلاد لكن دون جدوى.واذا كان الخوف يتملك شريحة كبيرة من العراقيين من المستقبل المجهول فان هناك فئة لايستهان بها خضعت للامر الواقع وجالت الاسواق في أجواء شعبية خجولة تحضيرا لعيد الأضحى.وقررت الحكومة العراقية ان تكون عطلة عيد الاضحى من السبت وحتى يوم الخميس.وبسبب العيد كثفت القوات الامنية من اجراءاتها عبر زيادة عدد حواجز التفتيش في بغداد منذ ان تعرضت العاصمة لسلسلة هجمات مؤخرا.ومع كل عيد يمر تتجدد امنيات العراقيين وتكاد تكون ثابتة وابرزها بأن يعم الامن والامان والسلام أرجاء العراق.ويقول عبد الزهرة العابدي وهو مواطن من البصرة لـ”شفق نيوز “مع الأسف هذا العيد لايختلف عن الذي سبقه.. اصبحنا نبحث عن الابتسامة والفرح المفقود”.وتابع بينما ساد الحزن نبرة صوته “دعنا نسمي هذا العيد عيد الضحايا”.وكان العبادي يشير بذلك الى ارتفاع وتيرة اعمال العنف والقتل بين الاطراف المتنازعة واضاف “في هذه المناسبات على الاقل يجب ان تتوقف آلة الموت”.والعابدي وهو موظف في دائرة النفط شأنه شأن الكثيرين فقد احد اصدقائه مؤخرا في معركة قرب الفلوجة وقال انه لم يحتفل بالعيد حزنا على صديقه.وقتل عشرات من الجنود العراقيين ومن افراد الاجهزة الامنية الاخرى بدم بارد على ايدي تنظيم داعش الارهابي في الموصل وتكريت والفلوجة والرمادي.وتقول ام نجيب او هكذا ارادت ان تلقب نفسها كي تتحدث بحرية “اسفي على التجار الذي يرفعون الاسعار في العيد. اسفي على السياسيين الذي يتاجرون بدمائنا.. اسفي واسفي واسفي على كل داعشي كان سببا في اراقة قطرة دم واحدة”.وام نجيب التي تسكن حيا شعبيا في منطقة الحرية ببغداد ترفض الاحتفال بالعيد كغيرها من باقي افراد اسرتها حزنا على قتلى العراق.وقالت “سأكتفي بارسال التهاني عبر (الهاتف) الجوال وكل شيء سوف يكون مؤجلا بالنسبة لدي الى اجل غير مسمى”.اما في نينوى فاعلنت رئاسة مجلس المحافظة عن ايقاف كل المراسيم الرسمية للاحتفال بعيد الاضحى مشيرة الى ان العيد سيكون يوم تحرير مناطق نينوى من سيطرة تنظيم داعش.وجاء في بيان صادر من رئاسة مجلس محافظة نينوى انه “بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وإذ نهنئ كافة المسلمين في نينوى بهذه المناسبة المباركة ولكن في نفس الوقت نعلن عن إيقاف كل مراسيم العيد الرسمية”.وعلل البيان سبب ذلك “احتراما لشهداء شنكال (سنجار) وزمار وسهل نينوى ومخمور وسبايا الآيزيدية والشيعة الذين تم أسرهم من قبل إرهابيين داعش وكذلك احتراما لعوائل بقية أهالي نينوى من ضحايا إرهابيين داعش”.وبحسب البيان “سيكون بإذن الله عيدهم يوم تحريرهم ومناطقهم وكذلك بسبب نزوح وتشرد مئات الآلاف من أبناء نينوى فلن يكون للعيد معنى وهم خارج مناطقهم وندعوا من الله عز وجل ان يعجل بالفرج وتعود نينوى الى حلتها وبهاءها بعيدا عن دنس داعش ان شاء الله”.