هايدة العامري
اليوم هو يوم عاشوراء يوم أستشهاد الامام الحسين عليه السلام يوم أنتصار الدم على السيف يوم فيه من العبر والدروس ماتجعلنا ننحني أجلالا لفكر وتضحية الامام الحسين وصحبه ولكن هل يطبق السياسيون الذين يدعون أنهم سائرون على نهج الامام الحسين الجزء اليسير من هذا النهج الخالد والعظيم ؟
بصريح القول أقول أن الاغلبية العظمى من سياسيي الصدفة أو الذين ألتحقوا بهم من المتدينين الجدد يؤمنون بفكر الحسين قولا ولكنهم في الفعل والتطبيق العملي لهذا الفكر والنهج بعيدين كل البعد عن هذه المدرسة الحسينية فألاغلبية منهم فاسدون وسراق للمال العام ومنهم من يرتبط بشركات ورجال اعمال ومصالح أقتصادية وسياسية لدول أقليمية بل وجعلوا أنفسهم خدما لهذه الدولة وتلك ولاداعي للتفصيل لان جميع العراقيين يعرفون المعلن والمخفي لهولاء السياسيين
ولكن عندما يتحول دم الامام الحسين عليه السلام الى فرصة للاستغلال السياسي والتجييش الطائفي فهذا هو قمة الاجرام والاستهتار بالمناسبة وماجعلني أكتب في هذا الموضوع اليوم هو ماقاله السيد حسن نصر زعيم حزب الله في لبنان حول المناسبة يوم التاسع من محرم في خطبته التي نقلتها الكثير من الفضائيات وبين ماقاله السيد نوري المالكي قبل أسابيع من تنحيته من المنصب الذي قال أنه لن يتركه فالسيد المالكي وبعد خراب العراق وأحتلال الموصل وتكريت من قبل مايسمى داعش وقف في محافظة كربلاء وأمام جمهوره ليقول ألمعركة الان هي بين معسكرالامام الحسين عليه السلام وبين من يمثلون معسكر يزيد وكلامه حينها كان طائفيا تحريضيا هدفه حشد الطائفة الشيعية خلفه والقول للشيعة أنه هو الوحيد الذي يستطيع أن يحميهم من السنة وكل ذلك الكلام الغير مسؤول هدفه الحفاظ على رئاسة الوزراء ويومها تم أنتقاد كلام المالكي من العقلاء ومن الذين يعرفون الهدف من هذا التصريح الذي يحرض الناس على الاقتتال الطائفي وكأن المالكي يحصر الموضوع بالعراق فقط علما أن الموضوع أكبر من العراق ومن العالم العربي والاسلامي
ولكن ماذا قال حسن نصر الله اليوم وفي نفس الموضوع؟ بغض النظر عن الموقف من حسن نصر الله وسياسات حزب الله في لبنان وسورية ولكنه قال اليوم كلاما منطقيا وحلل الوضع تحليلا صحيحا لانه وبصراحة لايحتاج أن يحشد جمهوره أو يستجدي من الجمهور الشيعي في لبنان الدعم والتأييد لحزبه وشخصه فقد قال أن المعركة هي معركة بين مشروع أميركي يهدف الى أختصار الموضوع برمته وتصويره على أنه أقتتال سني شيعي ولكنه في الحقيقة أن الصراع هو تطبيق لمشروع أميركي يهدف أولا الى حلب دول الخليج وجعلها مفلسة وليس من قبيل الصدفة أن تنخفض أسعار النفط مع كل هذه الصراعات في المنطقة وتفريغ خزائن الدول من الاموال الموجودة في الاحتياطيات المالية وكل ذلك بسبب عدو صنعته أميركا بكل أمتباز
عندما يسمع أي متابع أو محلل سياسي بسيط التصريحات الاميركية بأن المعركة مع داعش ستكون طويلة وتستغرق عدة سنوات فأن علامات الدهشة والتعجب سترتسم على محياه ولن يصدق أن من يقول ذلك هي الولايات المتحدة الاميركية أقوى دولة في العالم والتي تمتلك أمكانيات تكنلوجية تكتشف الجرذ المختبيء في الكهوف والمضحك اليوم هو التصريح الذي صرح به الناطق بأسم البنتاغون وقال أن مجموع الضربات الجوية التي وجهتها الطائرات الاميركية من بدء الحملة على داعش لحد الان هي 400 غارة جوية وهذا التصريح المضحك والمثير للسخرية جعلني أتذكر الارقام المخيفة التي كنا نسمع بها عندما تدخل الولايات المتحدة حربا ففي حرب الخليج الثانية أو مايسمى حرب تحرير الكويت أو عاصفة الصحراء قامت الطائرات الاميركية التي لم تغب دقيقة واحدة عن أجواء العراق والكويت وحسب التصريحات الاميركية بمئة وعشرون ألف طلعة جوية وفي الحرب التي أحتلت أميركا بها العراق من التاسع عشر من أذار 2003 ولحد يوم أنتهاء العمليات العسكرية في شهر مايس حسب الاعلان الرسمي الاميركي لانتهاء الحرب قامت الطائرات الاميركية لوحدها بتنفيذ 54 ألف طلعة جوية ناهيك عن الطائرات البريطانية التي لاأتذكر أرقام الطلعات الجوية التي قامت بها فهل عجزت الولايات المتحدة عن تدمير هذا الوحش الخرافي المصطنع الذي يطلق عليه أسم داعش بأستعمال الطائرات وأضعافه حتى تستطيع أي قوة عسكرية حتى لوكانت محدودة أنهائه
هنا أتذكر كيف كانت أميركا تسكت عن تصرفات المالكي ومواقفه التي جعلت الطائفة السنية والمناطق الغربية والمحافظات الست تعتصم وتتظاهر وتنام في الطرق والساحات بل والسكوت عن أقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة وأرتكاب مجزرة في فجر شهر نيسان 2013
نعم أيها ألاخوة لقد أطلقت أميركا يد المالكي أتجاه السنة في العراق وسكتت متعمدة عن كل شيء يفعله ويجعل الوضع يتوتر في المناطق السنية فهل أميركا لاتملك قوة تأثير أو ضغط على المالكي لكي تجعله يتوقف عن كل هذه السياسات التي أوصلتنا الى ماوصلنا أليه وهنا أتذكر تصريح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي قال فيه أنه متعجب كل العجب لسكوت الولايات المتحدة أمام مايفعله بشار الاسد أو على الاقل دعم مايسمى بالجيش الحر بل وانها كانت تضغط على السعودية لعدم تسليح مايسمى المعارضة السورية وعندما أحرجت أميركا قالت أنها ستدعم مايسمى الجيش الحر والمعارضة السورية بتجهيزات عسكرية دفاعية مثل أقنعة الوقاية الكيمياوية وبعض التجهيزات الطبية من مستشفى ميداني وغيرها من الاشياءالتي لن تؤثر على ميزان القوى وأميركا كانت لوتريد فعلا أسقاط نظام بشار الاسد لفعلت كل شيء ولكن هذا المخطط الاميركي الذي كان يغض الطرف عن الدعم العسكري التركي والقطري لداعش بحجة دعم المعارضة السورية وألا فلماذا قطر وتركيا هي الدولتان الوحيدتان اللتان تستطيع التوسط ونجحت في أطلاق سراح المتجزين اللبنانيين لدى جبهة النصرة وتنظيم داعش ولحد ظهر اليوم كان هناك وفد قطري ذهب الى منطقة جرود عرسال اللبنانية وهي منطقة جبلية وعرة للتوسط بأطلاق سراح جنود لبنانيين أحتجزتهم جبهة النصرة وتنظيم داعش وهما في الحقيقة تنظيم واحد صناعة أميركية بأمتياز
والسؤال الذي يسأله السائل لماذا تتوسط قطر في هذه الامور ومعها تركيا في لبنان ولاتتوسط في العراق والجواب ببساطة لان هناك قرارا أميركيا بعدم تفجير الوضع في لبنان لانه بلد صغير أولا لايحتمل ذلك ولانه مجاور لاسرائيل وهذا هو المهم وشاهدوا كيف تحولت نظرية الجهاد من أسرائيل الى جهاد ضد الشيعة وأيصال الامور الى فتنة سنية شيعية وساهم بذلك مساهمة مباشرة السيد المالكي بل وكان الحجر الاساس في هذا تنفيذ هذا المشروع الاميركي وأن كان المالكي يعلم فتلك مصيبة وأن كان لايعلم فالمصيبة أعظم
أيها الاخوة أن حسن نصر الله فهم اللعبة وكلامه اليوم كان يقول أنه لاتوجد فتنة سنية شيعية وأنه لن يسمح بذلك أبدا لان من يسمح بذلك هو يساعد المشروع الاميركي في المنطقة وأنه يجب التمييز بين داعش وبين الاخوة السنة وهذا السائد بين بعض الجهلة من الشيعة حيث يصورون للناس أن السنة هم داعش ويتناسون أنهم بذلك يطبقون المشروع الاميركي في صناعة سايكس بيكو جديد في المنطقة وسؤالي هنا للشيعة في العراق جميعا هو عندما قصف صدام حسين المراقد في النجف وكربلاء عام 1991 فهل أتهمتم السنة بذلك وعندما أعدم صدام حسين السيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى فهل تم أتهام السنة بذلك؟ كلا والف كلا لم يتم أتهام السنة بذلك أبدا وأنما تم توجيه الاتهام للجيش والذي يضم الشيعي والسني ومثلما قيل أن صباح الفتلاوي شقيق حنان الفتلاوي هو من المشاركين في قصف مدينة كربلاء المقدسة
والخلاصة أعزائي أن المشروع الاميركي الذي خلق بعبع أسمه داعش وجمع له تحالفا من خمسين دولة يريد ترتيب المنطقة من جديد وألا فهل تصدقون أن الولايات المتحدة الاميركية من الغباء بحيث تسقط نظام صدام حسين وحزب البعث وتدمر الدولة العراقية وتعبر بجيشها سبعة أبحر وتقدم كل هذه الخسائر المادية والبشرية حتى تسلم البلد للنفوذ الايراني ومن يصدق ذلك فهو لايتمتع بأي ذكاء سياسي أو قدرة تحليلية بعيدة المدى للامور وأن وراء مشروع داعش والتحالف أهداف أميركية ستراتيجية وبعيدة المدى ستتضح فيما بعد وهي تطبيق لسياسة وخطط وضعها كيسنجر الذي لايزال على قيد الحياة وناهز عمره 92 سنة ولكن ومليون لكن (ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين) وحمى الله العراق والعراقيين\