السفير الإيراني: حماية النظام السياسي في العراق من مسؤولية بلادي!

السفير الإيراني: حماية النظام السياسي في العراق من مسؤولية بلادي!
آخر تحديث:

  بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال السفير الإيراني الحاكم الفعلي للعراق المدعو محمد آل كاظم ،يوم أمس، إن بلادي على استعداد لحماية النظام السياسي في العراق إذا طُلب ذلك رسميًا، ما أثار موجة من التساؤلات السياسية والدبلوماسية داخل العراق وخارجه. تصريحٌ يبدو بسيطًا على المستوى الظاهري، لكنه في عمقه يفتح بابًا واسعًا لفهم علاقة العراق بإيران، وللفرق بين النظام السياسي  والمنظومة السياسية  أي شبكة القوى والأحزاب والأطر التي تُدير هذا النظام على الأرض. هذا الفرق، في السياق العراقي، يُعد مفتاحًا لفهم سبب ردود الفعل الحادة التي أثارها هذا الكلام ،الخبير السياسي حسين الأسعد وصف تصريح السفير بأنه يفتح باب التأويل السياسي لسبب واضح: لأنه يوحي بوجود تهديد داخلي أو خارجي يستدعي تدخلًا غير عراقي، وهو ما يتعارض مع المفهوم الأساسي للسيادة الوطنية. أي حديث من هذا النوع في دولة ذات سيادة، حتى لو كان ضمن أطر علاقة جوار، يُمكن أن يُفهم على أنه تدخل في الشأن الداخلي، لا سيما وأن الحساسية الطائفية والسياسية العراقية قد تجعل مثل هذه التصريحات مادة للاستقطاب أو الاستغلال من قبل قوى سياسية متنوعة.وقال الأسعد في حديث صحفي ان “هذا التصريح لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي العام، ولا عن تاريخ العلاقة بين بغداد وطهران بعد عام 2003، واستخدام مصطلح (حماية نظام العراق) يفتح باب التأويل السياسي ويثير تساؤلات مشروعة داخل الشارع العراقي والمجتمع الدولي”.وبيّن أن “العراق دولة ذات سيادة ومؤسسات دستورية، وأن أي حديث عن حماية النظام من طرف خارجية قُدّم على أنه استجابة لطلب رسمي يُعد إشكالياً من الناحية الدبلوماسية، لأنه يوحي بوجود تهديد داخلي أو خارجي يتطلب تدخلاً غير عراقي، وهو ما يتعارض مع الخطاب الرسمي الذي يؤكد قدرة الدولة على حماية نظامها السياسي عبر مؤسساتها الأمنية والدستورية”.وأضاف أن “مثل هذه التصريحات قد تُفسَّر داخلياً على أنها تدخل في الشأن العراقي، خاصة في ظل حساسية التوازنات السياسية والطائفية، وقد تُستثمر من أطراف مختلفة لتعزيز الانقسام أو التشكيك باستقلال القرار الوطني”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *