أيها العرب .. ننبهكم ونحذركم من شرٍ قد أقترب .. أمتكم تحتضر

أيها العرب .. ننبهكم  ونحذركم من شرٍ قد أقترب .. أمتكم  تحتضر
آخر تحديث:

  جبار الياسري 

أيها الأخوة العرب , أيها الشرفاء أينما كنتم على امتداد الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج , أمتكم في خطر .. أمتكم تحتضر .. وها قد دق ناقوس الخطر , وعروس عروبتكم ” بغداد ” يغتصبها الفرس في وضح النهار على مرأى ومسمع منكم .

 

نناشدكم باسم الله وباسم الإنسانية وباسم العروبة التي ننتمي إليها جميعاً , وبأسم الأديان السماوية الثلاثة التي تدينون بها , أن تنتبهوا وتعوا جيداً إلى الأخطار والأهوال المحيطة والمحدقة بنا  وبكم من كل حدب وصوب , ولما يحاك ويدبر لنا خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة , وما ينتظرنا من مصير ومستقبل مجهول يهدد كياننا ووجودنا في الصميم لا قدر الله .

 

أيها الأخوة .. من خلال قراءتنا ومراجعتنا للتاريخ البعيد والقريب , تعد هذه المرحلة بالذات من أخطر وأسوء مراحل وجودنا كأمة عربية , كان لها بالأمس القريب  كلمتها ووزنها وهيبتها بين الأمم , لكننا اليوم وبالتحديد .. ومنذ أن تم احتلال وتدمير عاصمة الخلافة العربية والإسلامية ” بغداد العروبة ” عام 2003 , وتسليمها بشكل رسمي ومباشر على طبق من ذهب لألد أعدائنا التاريخيين , وما تبعها من مؤامرات وحروب واقتتال طائفي وفتن طال أغلب الدول العربية المؤثرة , باسم وتحت مظلة ويافطة ما يسمي  بالربيع العربي المزعوم , بعد أن فشل المشروع الأمريكي الصهيوني من بسط هيمنته ونفوذه على العراق , بفضل الله ومقاومة أبنائه الأبرار الاسطورية , وأخرجته مذموماً مدحوراً من أرض العراق عام 2011 , ولكي تنتقم منا كعراقيين قامت بتسليم الملف العراقي وخاصة الأمني والأقتصادي لجارة السوء إيران , وابتدعت فرية الربيع العربي من خلال تضحيتها بأوثق حليفين وعميلين لها كـ “حسني ميارك مصر , وزين الهاربين بن علي ” , لذر الرماد في العيون , على أن ما يجري هو ثورة وربيع عربي جاء بعد تحرير العراق من الدكتاتورية ؟, وقيام نظام ديموقراطي جديد فيه !؟, وحدث ما حدث , وها نحن نرى الاقتتال والمجازر الوحشية والتهجير ونهب وتدمير ثروات العرب الإستراتيجية كالبترول تنهب وتهرب وتحرق وتتقاتل شعوب تلك الدول فيما بينها لأتفه الأسباب منذ أربعة أعوام , كما هو جاري في ليبيا ومصر وسوريا واليمن .

 

ولهذا ننبه ونحذر من خطورة الموقف على كافة الأصعدة , ولما يتم اعداده وطبخه في مطابخ ومختبرات الدوائر الاستعمارية الماسونية والصهيونية وحليفتهم الصفوية الجديدة , المغلفة بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان , والحرب على الإرهاب الذي كان متمثلاً بالقاعدة صنيعة أمريكا وإيران , والآن بما يسمى بـ تنظيم ” داعش ” أو ” الدولة الإسلامية ” , الذي خرج من نفس ذلك المطبخ والمختبر . والدليل على ذلك وعلى ما ذهبنا إليه ..  هو ليس من باب أو قبيل الصدفة أن تنشب الحرب العراقية الإيرانية وينشأ ويقوم ما يسمى بتنظيم  جماعة المجاهدين العرب في آن واحد !؟؟؟, أي في ثمانينات القرن الماضي , والذي تحول بقدرة قادر إلى أقوى تنظيم إرهابي  عرفه التاريخ  الحديث كما يزعمون صانعيه … تحت أسم تنظيم القاعدة بزعامة أحد أبناء وعائلة ” آل لادن ” شركاء عائلة ” آل بوش ” أسامة بن لادن ” !؟.

 

إن الثالوث الشرير المشؤوم كان ومازال وسيبقى يحاول منذ آلاف السنين طمس الهوية العربية الإسلامية وتفتيت أمة العرب , وتشتيت وتفريق أبنائها من خلال سياستهم القديمة الحديثة ” فرق تسد ” , وقد نجحوا بذلك للأسف , والآن بنفس تلك الطرق الشيطانية ,  يحاولون تفتيت الدول العربية الواحدة تلو الأخرى , ولم يهدأ لهذه الدوائر الإستعمارية الإجرامية ولأبواقهم وعملائهم وأدواتهم في المنطقة بال , ولن يستقر لهم حال على ما يبدو .. إلا بتقسيم الدول العربية المقسمة أصلاً منذ معاهدة سايكس – بيكو , وتقزيم شعوبها , وصولاً لتفتيتها على أسس مناطقية عنصرية قومية ومذهبية طائفية مقيتة  , ليتم إبتلاعها الواحدة بعد الأخرى في نهاية المطاف من قبل قادة وأصحاب هذا المشروع الثلاثي الأبعاد , أي بين الغرب وإيران والكيان الغاصب لإولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .

 

ولا نخفي  سراً إذا قلنا .. بأن مخطط غزو واحتلال وتدمير العراق كان مقرراً ومطروحاً على الطاولة ( الأمريكية الإيرانية الإسرائيلة ) منذ عام 1987 , لكن الحرب والعدوان الإيراني- الذي شنه الخميني على العراق , واشعال فتيل تلك الحرب المجنونة , حال أو أخر تلك الخطة الخبيثة , أو هذا المشروع الصفوي الصهيوني , ناهيك عن خروج العراق من تلك الحرب قوياً منتصراً موحداً , الأمر الذي أدى إلى تأخير أو تأجيل احتلاله 16 عشر عاماً , تم خلالها …أي خلال تلك الفترة الممتدة ما بين أعوام 1988- 2003 , حياكة أنذل وأخس وأبشع المؤامرات الدنيئة التي لم يشهد لها تأريخ البشرية مثيل , من أجل توريطه في حروب داخلية وخارجية بما فيها جره بالقوة إلى فخ الكويت , ليتم اصدار قرارات مجحفة بحقه باسم الدفاع عن الشرعية الدولية , ومن ثم اسنزافه واستهدافه وتدميره بالكامل , والعمل على إنهاء قوته العسكرية الضاربة , التي كانت قوة إقليمة لا يستاهان بها , وصمام أمان له ولأمته العربية من المحيط إلى الخليج , وجر وتوريط أغلب الدول العربية للأسف لهذا المستنقع من خلال اسنزافها وحلبها مالياً وتخويفها من خطر وتعاظم قوة العراق , وخاصة الدول الخليجية الغنية التي شاركت بعلم أو بدون علم بتدمير دولة عربية شقيقة حمتهم ودافعت عنهم على مدى عقود من الأخطار الخارجية والداخلية , ومن ثم فرض أبشع حصار عليه دام أكثر من ثلاثة عشر عاماً , لتركيعه  وإنهاكه وتحطيمه بالكامل , لتسهيل احتلاله فيما بعد , كما جرى منذ عام 2003 , و ماتبعه من جرائم وقتل وترويع وتهجير وتشريد لأبناء شعبه , وكذلك ما يجري من نهب وسلب منظم لخيراته وثرواته وإرثه الثقافي والحضاري وصولاً لمحو وطمس هويته التأريخية العربية الإسلامية .

 

ومن يعتقد من أهلنا وأخواننا العرب وخاصة الدول الخليجية , وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بأنهم في مأمن من هذا المخطط , ومن هذه الفتنة الكبرى , ومن عدم وصول هذه النار المشتعلة في سوريا والعراق واليمن ومصر .. لأذيال دشاديشهم  فهم واهمون جداً , لأن هذه النار هي نفسها التي التهمت في بداية القرن الماضي عام 1924 الأحواز العربية  , بعد أن احتل العراق عام في 11 آذار 1917 ,  شاهد  .. كيف يعيد  التاريخ نفسه ؟. وها هم نفس هؤلاء الأشرار الذين قتلوا أميرها الشيخ خزعل وسلموها على طبق من ذهب لإيران كمكافئة لها على وقوفها معهم في اسقاط دولة الخلافة العربية الإسلامية ومن ثم الدولة العثمانية , وهم أنفسهم  من سهلوا وساعدوا على احتلال  فلسطين عام 1947 والعراق عام 2003 , وما يجري لبقية الدول العربية منذ عام 2011  وحتى يومنا  هذا والحبل على الجرار … وقريباً إن لم ينتبهوا ويعودوا لرشدهم ويعوا جيداً أخواننا حكام وقادة دول الخليج العربي  , سنرى داعش  بمساعدة واسناد إيران وأمريكا .. في الكويت والرياض والمنامة وأبو ظبي وصلالة والدوحة .. والأيام بيننا .

 

الجارة الشريرة إيران  عندما تطلق هذه البالونات بين الفينة والأخرى , فهي لا تنطق عن الهوى ؟, ولا تقوم بممارسة كل هذه التصرفات الإجرامية المشينة بحق دولة مسلمة جارة , باتت تتدخل في جميع مفاصلها وتهيمن على كافة قراراتها السيادية والوطنية بشكل وقح  وصلف , ناهيك عن الجرائم التي ترتكبها ميليشياتها الطائفية والإرهابية المسلحة والممولة بأموال العراق المنهوبة , وترتكب أبشع الجرائم بحق الناس المدنين العزل  في أغلب مناطق العراق الثائرة ضد التدخل  والتمدد ,الفارسي البغيض , تلك الجرائم … التي ترقى إلى جرام حرب , وإبادة جماعية ضد بني البشر , وتمارس التطهير العرقي على أسس طائفية شوفينية عنصرية قل لها مثيل .

 

 وإيران العنصرية أيضاً .. لا تتصرف بكل هذه التصرفات من باب القوة فقط , بل هي اليوم أصبحت بقدرة قادر .. أو يراد لها أن تكون هكذا .. بعبع المنطقة بلا منازع , وها هي منذ أن احتل العراق تزبد وتعربد وتهدد العرب في عقر عواصمهم , وتفتخر على لسان أعلى المستويات السياسية والعسكرية بأنها باتت تهيمن على أربع دول عربية رئيسية … على رأسها العراق , وسوريا ,  ولبنان  , واليمن .

 

إن ما يجري في محافظة صلاح الدين من حرب قومية عنصرية بكل المقاييس ما هو إلا غيض من فيض , وأن نظام الملالي المتخلف لم ولن تجرؤ إيران على هذه الأفعال والممارسات الشنيعة ويتحدى مشاعر العرب والمسلمين , ويتحدى العالم بأسره  , بدون أن يأخذ الضوء الأخضر وموافقة أغلب دول العالم المؤثرة والفاعلة في مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين , والتي يصرح قادتها تصريحات خائبة بائسة ومتضاربة , فتراهم تارة يؤيدون ويدعمون , وتارة أخرى يشجبون ويستنكرون التدخل الإيراني السافر في العراق !؟.

 

 أخيراً نود أن نضم أصواتنا لأصواتكم أيها الأخوة العرب  في كل مكان , ونناشد الأخوة العراقيين في الشتات والمهجر , وفي مشارق الأرض ومغاربها , بأن يهبوا لنجدة حرائرهم , من خلال التصدي والوقوف بحزم بوجه هذا المشروع التخريبي التدميري الفارسي الذي يحاول ابتلاع العراق بالكامل … لا قدر الله .. والدول العربية وعلى رأسها الدول الخليجية .

 

هبوا لنجدة وإنتشال وطنكم العراق العظيم وأمتكم  العربية  المجيدة من مخالب الفرس ودنس الصفويين الأشرار … قبل فوات الأوان وقبل وقوع الواقعة , كفاكم شعارات ومهاترات على قنوات التواصل الاجتماعي وخلف شاشات الكمبيوترات والتلفزيونات , الإمبراطورية الفارسية تتمدد شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً , ونحن نائمون …نومة أهل الكهف منذ  عام 1980 وحتى أن  تعلن إيران قريباً عاصمة إمبراطوريتها الجديدة بغداد .. فماذا تنتظرون وماذا أنتم فاعلون !؟؟؟؟؟ .

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *