عن التعامل الدولي مع النظام الايراني

عن التعامل الدولي مع النظام الايراني
آخر تحديث:

بقلم:علاء کامل شبيب

التعامل مع ملف النظام الايراني وفق القنوات السياسية والاقتصادية ووضع سيناريوهات لما يجب ان يکون في إيران، يعتبر واحدا من أهم وأخطر وأکثر الملفات حساسية لتأثيراتها الاقليمية والدولية على حد سواء، وان المشوار الکبير الذي قطعه هذا النظام مع کل أشکال الضغوط والعقوبات السياسية والاقتصادية وتأقلمه معها، يمکن إعتباره بمثابة نوع من الالتفاف على تلك السياسات والنجاح في إمتصاص تأثيراتها المرجوة، ذلك لأن التغيير من الخارج من دون تهيأة أرضية مناسبة وخصبة لها في الداخل، يعتبر بمثابة کذب وتمويه ومجرد أحجية لامعنى لها، ولذلك فإن ضرورة قيام المجتمع الدولي بمراجعة حساباته والمحصلات والنتائج التي حصل عليها من وراء إنتهاجه لتلك السياسات التي تعامل بها مع ملف النظام الايراني، صارت مسألة ملحة جدا وتطرح وتفرض نفسها بقوة خصوصا وان هناك بدائل موضوعية مناسبة جدا يمکنها أن تعوض عن تلك السياسات وتحل الاشکاليات من دون لف او دوران وبمنتهى الشفافية، وان طرح مسألة الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للمعارضة والشعب الايراني وکونها البديل الوحيد المناسب لهذا النظام الديني المتطرف القمعي، تأتي بمثابة أکثر المسائل قوة وحيوية وتأثيرا في المشهد السياسي الايراني ودفعه بإتجاه مخاض التغيير الحقيقي والجذري.

السياسة الخبيثة التي إنتهجها النظام الايراني تجاه القوى المعارضة لها بصورة عامة وتجاه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولاسيما رأس حربته ورکيزته الاساسية منظمة مجاهدي خلق بصورة خاصة، سياسة تمکن من خلالها من خداع دول المنطقة والعالم على أساسها ونجح في تحجيم وتحديد ومحاصرة المعارضة الايرانية وتصفيتها والقضاء عليها الواحدة تلو الاخرى او إقصائها والحد من قوتها وتأثيرها، سياسة کتب لها النجاح مع مختلف فصائل المعارضة الايرانية ماعدا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي ظل ينتقل من موضع الى موضع نضالي آخر ومن مواجهة شرسة الى أخرى أشرس منها ضد هذا النظام، حتى تمکن أخيرا من الحاق الهزائم السياسية المنکرة به على الاصعدة الدولية وفضح سياساته العدوانية المشبوهة الموجهة ضد الشعب الايراني وضد دول وشعوب المنطقة والعالم، وان دور المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يبرز على عدة محاور أهمها:

1ـ تسليط الاضواء على قضية إنتهاك حقوق الانسان ومعاداة المرأة والنيل من کرامتها وإعتبارها الانساني وسعيه من أجل إيصال ملف إنتهاك حقوق الانسان الى مجلس الامن الدولي وطرحه هناك، خصوصا وان هناك أکثر 65 إدانة دولية للنظام في مجال إنتهاك حقوق الانسان.

2ـ نجاح المجلس الوطني في کشف الحقيقة العدوانية لملف النظام النووي وتنبيهه للمجتمع الدولي کي يستيقظ من غفوته ويبادر الى إتخاذ إجراءات عملية مستعجلة قبل أن يفوت الاوان، ولايمکن للمجتمع الدولي أن ينکر أبدا الدور الکبير الذي لعبه المجلس الوطني في کشف وفضح حقيقة البرنامج النووي للنظام وکذلك بالنسبة لدوره في التحذير من برامج الصواريخ الباليستية للنظام.

3ـ تمکن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من فضح حقيقة الدور المشبوه الذي لعبه ويلعبه النظام في المنطقة وکشف بالارقام تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لمختلف دول المنطقة وکيف أنه يقوم بتصدير الارهاب الى هذه الدول تحت عناوين شتى، وان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية هو الذي فضح دور النظام المشبوه في العراق ولبنان وسوريا ودول الخليج واليمن ومصر وغيرها.

ان التفات المجتمع الدولي الى الدور الهام والحساس الذي قام ويقوم به المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على صعيد الملف الايراني وکونه الطرف الاکثر خبرة ودراية وتمرسا في التعامل والتصدي لملف النظام الايراني، مسألة أکثر من ضرورية بل ويکن إعتبارها ملحة جدا لکونها تمثل المفتاح الذي بإمکانه فتح البوابة الايرانية بوجه التغيير ووضع حد نهائي لهذا النظام القمعي وإنهاء شروره، وسيرى المجتمع الدولي کيف أن إعترافه بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية سيؤدي الى إحداث هزة سياسية عنيفة جدا في إيران و سحب البساط من تحت اقدام النظام، وان مبادرة المجتمع الدولي للأخذ بسياسة جديدة تعتمد رکيزتها الاساسية على الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للمعارضة والشعب الايراني، من شأنه أن يعيد خلط الاوراق لغير صالح النظام.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *