فاضل:رواية (بلدة في علبة) تنتمي إلى الثقافة المكانية في السرد العراقي

فاضل:رواية (بلدة في علبة) تنتمي إلى الثقافة المكانية في السرد العراقي
آخر تحديث:

البصرة /شبكة اخبار العراق- لم تعن الجلسة الاحتفائية التي أقامتها اللجنة الثقافية في اتحاد أدباء البصرة حول رواية حامد فاضل بلدة في علبة  بالرواية وآلياتها، بل دارت (الكلمات) التي ألقيت في هذه الجلسة حول فن الرواية بشكل عام، ومحايثات عمل فاضل مع أعمال عربية وعراقية أخرى. في الجلسة التي قدمها القاص عبد الحليم مهودر، لم يكن حامد فاضل خارجاً عن هذا السياق، فقد كانت كلمته مقتصرة عن أحداث الرواية، وكأنه أراد أن يعرّف القارئ بها، في الوقت الذي كان الحاضرون ينتظرون منه أن يتحدث عن تقنياتها وأساليب اشتغالها، فضلاً عن فهمه لهذا الفن الذي أصبح مساحة خضراء للكتابة. فقد أشار فاضل إلى أنه حاول في هذه الرواية أن يوثق مسألة ما، وهي أوليات وبدايات الحركة الحركة الوطنية في السماوة، مبيناً أن رواية (بلدة في علبة) تنتمي إلى الثقافة المكانية في السرد العراقي، وهي محاولة لكتابة سيرة زمكانية عن مدينته التي ولد في واحدة من قصباتها. الناقد جميل الشبيبي تحدث عن هذا العمل قائلاً :إن هذه الرواية تختلف عن معظم الروايات العراقية التي ظهرت في ما بعد التغيير وما قبله، فالروايات كتبت عن شخصيات وإشكاليات حياتية يمر بها المواطن العراقي، أي أن كل كاتب يحاول أن يكتشف عدة تقنيات حتى يستطيع أن يوصل خطابه الروائي، لكننا نجد في معظم هذه الروايات عالماً مختصراً وصغيراً، وفيها أماكن محدودة.. أما في هذه الرواية، فيعتمد فاضل كلياً على الحكاية، إذ إن هناك مجموعة كبيرة جداً من الحكايات تحت عناوين مختلفة، كل واحد من هذه العناوين يحتوي على مجموعة من الحكايات تخص مدينة السماوة تحديداً، لكن توظيف الحكايات غير موجود بشكل واضح، كما أن بين التاريخ وبين التخيل هناك خيوط ضعيفة، فتستطيع أن تقول إن المؤلف يعتمد على تاريخ المدينة من خلال الكتابات الموجودة عنه، وفي الوقت نفسه يعتمد على ذاكرته هو. من جهته، أشار الدكتور سلمان كاصد إلى أن هذه الرواية تذكرنا بعدد من الروايات العربية، منها رواية صنع الله إبراهيم (وردة)، و(سيرة مدينة) لعبد الرحمن منيف، و(البصرة جنة البستان) لمهدي محمد علي و(المدينة المدفع) لكاظم الحجاج، مجنساً هذا العمل كونه «سيرواية»، لاعتمادها على السيرية أكثر من التخييل. ويبين كاصد أن فاضل استخدم 19 صورة، لأن أبا البطل كان مصوراً في حين كان البطل معلماً، فتلاقح فن المصور وفن المعلم تلاقحا لإنشاء هذا النص السردي، غير أن الذي حصل في الرواية أنها كانت نافذة مفتوحة على احتمالات أخرى… سوف يأتي غيري ليسرد الحكايات.. ويجعل زمنها مفتوحاً، لأن المدينة تأسست من التاريخ إلى المستقبل، كما «يمكن أن أسميها نصاً مفتوحاً على التاريخ والشعر والحكايات والخرافة عبر شخصيات، وتحويل الحكاية الواقعية إلى الغرائبية». في حين رفض الكاتب محمد خضير تسمية هذا العمل بالرواية، «عندما قرأت هذه الرواية وجدت نفسي فيها، وهي جاذبة بامتياز، غير أني عليّ أن أصحح جنسها، فهي ليست رواية، وهي عمل يجذب القارئ لكي يحاوره ويجنسه وينقضه في الوقت نفسه، أول نقض له هو أنه عمل غير روائي أو كما يسمى ضد رواية..!»، مضيفاً  أن هذا التنوع الأدبي الذي يربط بين الريبورتاج والتخيل، أو كما يختصر (رومانتاج) كتب فيه كثيرون، منهم علي بدر في رواياته حارس التبغ، والركض وراء الذئاب، فضلاً عن خضير فليح الزيدي في أكثر من رواية. وتتالت بعد هذه الأحاديث عن الرواية كلمات للكاتب جاسم العايف والدكتور عباس الجميلي والقاص باسم القطراني وغيرهم، غير أن هذه التعقيبات، وحتى الأوراق الأولى لم تدخلنا في عالم الرواية ولا عالم حامد فاضل السردي..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *