لنتذكر ألاعيب قادتنا

لنتذكر ألاعيب قادتنا
آخر تحديث:

علي علي

قبل مايربو على سنوات خمس، لعب ساسة العراق لعبة بقي العراق يعاني منها حتى اللحظة، فقد كانت غاية في الفهلوة والحذلقة والدهاء، ومرروها على العراقيين في ساحتهم التي خلت إلا من دهاقنة المكر وأباطرة الخديعة، تلك هي لعبة التعديل الذي جرى على قانون الانتخابات في حزيران عام 2013، إذ أنه فتح أفقا جديدا ومجالا رحبا لمن يريد التآلف والتحالف من الكتل الصغيرة والقوائم، فقد منح التعديل القوائم التي لم تحظ بـ 100 ألف صوت مساحة أوسع للحصول على الأصوات التي تمكنها من دخول العملية الانتخابية، فكان هذا داعما لروح التكاتف والتآرز بين القوى الصغيرة، لتكوين قوة كبيرة بإمكانها تحقيق الأهداف المشتركة والإيديولوجية المرسومة في برامجها كما ينبغي.

ومن البديهي أن التحالف والتكاتف يولّدان غلبة وقوة يتحققان لدى المتمسكين بهما، عكس الفرقة والشتات ومايخلفانه من ضعف لدى أية مجموعة. ومن البديهي أيضا أن مجتمعنا العراقي اليوم بأمس الحاجة الى هذه المقومات، لاسيما رؤوس الحكم ومسؤوليه في السلطة، وكذلك الكتل والأحزاب التي من المفترض ان تكون الصوت الواحد واليد الواحدة متجاوزة الخلافات التي بينها، بغية الوصول الى استقرار سياسي، لتحقيق الغاية المنشودة وهي استقرار البلاد برمتها، ليتسنى الالتفات الى البناء والإعمار بعد عقود التخلف والتأخر عن ركب الأمم.

إلا أن الذي حصل في العراق الديمقراطي الجديد، هو ائتلافات وتآزرات وتكاتفات شيطانية، ذلك أنهم عكسوا الآية القرآنية وقرأوها ونفذوا فحواها مقلوبا، فكانت قراءتهم: “تآلفوا على الإثم والعدوان ولاتآلفوا على البر والتقوى”..! إذ تمخضت عن تطبيقهم الآية تحالفات تهدف الى مالايصب في مصلحة البلاد والعباد، كما ان غاياتها وأهدافها تتباين بين الظاهر والباطن، فأما الظاهر فهو خدمة العملية السياسية، وتعديل الانحرافات فيها والتلكؤات التي رافقتها، وكذلك تقديم أكثر مايمكن تقديمه لإسعاد المواطن -العزيز طبعا على قلوبهم- من خلال مسميات كثيرة وعديدة. أما الباطن فهو في الواقع لم يعد مبطنا كما يخاله البعض، ولم يعد معناه (في قلب الشاعر) فقصائد جميع الكتل والقوائم باتت مقروءة ومسموعة لدى أبسط مواطن عراقي، إذ ولّدت لديه التجارب السابقة قوة حدس وسرعة بديهة، تمكنانه من تطبيق مثلنا القائل؛ (الميت ميتي واعرفه شلون مشعول صفحة).

ولما كان العراقي معروفا بطيبة قلبه وحسن ظنونه، فقد غض النظر عن معرفته بـ “ميتيه” وأكل الطعم من جديد بظنه ان فعاليات التآلف بين الكتل والقوائم تصب في صالحه، في حين ان المبطن منها لايبشر بخير له، فـ (طبخة) انتخابات عام 2014 كانت قد أعِدّ لها بحسابات لوذعيين حاذقين مهرة، على نار هادئة طيلة أشهر سبقتها، لغايات تمتد الى صناديق اقتراع بعيدة الأمد، لتحقيق غايات أحزاب أو جهات ينضوون تحت جلبابها، بغية ضمان سنوات تمتد هي الأخرى لعقود أو حتى قرون. فالطبخة في حقيقة الأمر صفيح ساخن أعدّوه للعراقيين الذين سيكتوون عليه أعواما عديدة، إذ سيكونون -كما هم منذ عام 2003- تحت وصاية أحزاب بعيدة كل البعد عن مفردات الإصلاح، ونائية كل النأي عن “خير العمل” رغم مناداتهم به خمس مرات في اليوم. فعبارة؛ “حي على خير العمل” تخبئ وراءها شر الأعمال وأمكر الأفعال.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *