من مصلحة العراق الابتعاد عن طهران

من مصلحة العراق الابتعاد عن طهران
آخر تحديث:

بقلم:مثنى الجادرجي

تزداد المخاوف من النوايا الايرانية المشبوهة تجاه العراق وتتسع دائرتها مع تصاعد دراماتيکي في المواجهة الامريکية ـ الايرانية التي تحتدم وتشتد ضراوة وحتى يبدو إن هناك العديد من بلدان العالم صارت ترى من الافضل النأي بنفسها والابتعاد عن إيران ولعل التوترات الطارئة على العلاقة الاوربية ـ الايرانية تسير بنفس هذا السياق، وفي هذا الخضم يبدو واضحا بأن النظام الايراني يبذل کل مابوسعه من أجل الاستعداد لأية مواجهة محتملة والتحسب لها بأن تجعل من العراق جبهة أمامية لها.

التقارير المستخلصة عن المساعي والمحاولات الجارية من جانب النظام الايراني بشأن ضمان جعل العراق ساحة خاصة لهم في مواجهتهم مع الامريکيين، تشير بأنها تتمحور بشكل كلي باتجاه مواجهة العقوبات الأمريكية حيث تسعى طهران ليخوض العراق معركة العقوبات نيابة عنها مستغلة الطلب الأمريكي من الحكومة العراقية بسحب سلاح وتجميع فصائل عدة منضوية تحت لوء الحشد الشعبي.

الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الايرانية للعراق والتي يمکن وصفها بالمشبوهة وغير المريحة، خصوصا وإنه قد عمل بکل جهده من أجل تشکيل جبهة سياسية شعبية تبدأ بالتحرك في الشارع للضغط على البرلمان لتشريع قانون يلزم الأمريكيين بالخروج من العراق. وهذا الخروج، يذکر بالخروج الامريکي الذي حدث في عام 2011، ومانجم عنه من أحداث وتطورات أثرت سلبا على الشعب العراقي من مختلف النواحي، فإن المراد من هذا الانسحاب وفي ظل الاوضاع السائدة، ليس هناك من أي شك بأنه يخدم المصالح الخاصة والضيقة للنظام الايراني.

النظام الايراني الذي يواجه ظروفا وأوضاعا تزداد سوءا ويعلم مبتدئ في السياسة بأن الخناق الامريکي وحتى الاوربي والاقليمي يتم تضييقه عليه ويبدو هذا النظام منبوذا أکثر من أي وقت مضى، فإن الانفتاح العراقي من جانب قوى عراقية هي في الاساس تابعة له ومسيرة بأمره، أمر مثير للإشمئزاز والقرف والامتعاض، ذلك إن هذا النظام ومنذ ذلك اليوم الاسود الذي دخل بنفوذه الخبيث جدا للعراق فإن الشعب العراقي لم يذق إلا طعم المآسي والويلات والمصائب، وقطعا فإن الدفع بإتجاه جعل العراق ضمن الخندق العفن للنظام الايراني سوف لن يکون من ورائه إلا المزيد والمزيد من المصائب والويلات.

النظام الايراني الذي هناك توقعات سياسية عديدة تٶکد بأن العام 2019، سيکون العام الذي لايمکنه من عبوره سالما ولاسيما بعد أن تضاعفت الاحتجاجات الشعبية الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة التي يشرف عليها أنصار منظمة مجاهدي خلق، ناهيك عن الموقف الامريکي الرسمي الذي تم إعلانه من جانب وزير الخارجية الامريکي بتإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية، فإن المطلوب عراقيا ومن باب المصلحة الوطنية من جانب والمبدئية والاخلاقية بدعم موقف الشعب الايراني من جانب آخر، مطالب بالابتعاد عن النظام الايراني.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *