منى سالم الجبوري
لايجب أن يخفى على أحد بأن الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني، حسن روحاني، لفرنسا في 28 من الشهر الجاري، هي زيارة تجمع في ثناياها الکثير من العوامل و الاسباب التي تدعو للشك و أخذ الحيطة و الحذر منها، خصوصا وإنها تهدف الى عکس صورة مشرقة عن الجمهورية الاسلامية الايرانية في تعاطيها مع الملفين الاوضاع الداخلية و الاقليمية.
هذه الزيارة التي ستجري وسط أوضاع و تطورات إستثنائية غير مسبوقة على صعيد الاوضاع في إيران و المنطقة و العالم، تستدعي التوقف و الکثير من التأمل، خصوصا وإنها تقترن مع تدخلات ملفتة للنظر لإيران في المنطقة و التي تجاوزت الحدود و تمادت أکثر من اللازم، لايجب أبدا أن يتم السماح لها عراقيا و إقليميا أن تمر مرور الکرام، خصوصا وان العراق و المنطقة قد إکتويتا بنار التدخلات الايرانية.
روحاني الذي سعى للإيحاء بإنه حامل لواء الاصلاح و الاعتدال و إنه يهدف الى التأسيس لواقع جديد في إيران، لکن الذي جرى في إيران و خلال أکثر من عامين من تسنمه لمهام عمله کرئيس للجمهورية کان بعکس ذلك تماما، فإنتهاکات حقوق الانسان قد إزدادت بوتائر غير إعتيادية و الاعادامات تصاعدت بحيث باتت ترشح إيران لکي تزيح الصين من المرکز الاول عالميا لتنفيذ الاعدامات، أما الحالة الاقتصادية التي أيضا بشر بتحسينها فقد ساءت الى درجة لايمکن وصفها، وبشأن تحسين العلاقات و الانفتاح مع دول المنطقة، فقد تم في عهد روحاني تدبير إنقلاب مشبوه من قبل عملاءه في اليمن”الحوثيين”، والسيطرة على العاصمة صنعاء حيث بدأت بعد ذلك تتعالى التصريحات التي تٶکد بقرب سقوط البحرين و السعودية!!
في 28 من هذا الشهر، حيث سيبدأ روحاني زيارته لباريس، فإن المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ستستقبله بتظاهرة ضخمة دعت إليها إحتجاجا على تصاعد الاعدامات و ضد تصدير التطرف و الارهاب لمختلف دول العالم، وإننا نرى من المناسب و المهم أن يبادر أبناء الجالية العربية المقيمة في فرنسا للمشارکة في هذه التظاهرة و أن تجسد موقف العرب في سائر الدول العربية من الرفض القاطع للتدخلات الايرانية المشبوهة و ضرورة إيقافها، الى جانب فضح ماقد تم إرتکابه من جرائم و مجازر عن طريق هذه التدخلات لتکون ليس فرنسا وانما العالم کله على بينة أي إصلاح و إعتدال کاذب و مخادع يجسده روحاني.