خالد القره غولي
( حرب الانبار ) كانت آخر طلقة في جعبة دولة رئيس الوزراء العراقي السابق ( المالكي ) قبل نهاية حكمة ، لم تحقق إي تقدم حقيقي على صعيد وقف إعمال العنف التي حصدت أرواح الالاف من العراقيين لحد هذه اللحظة … وتدفعهم الكثير منهم للهروب والهجرة والنزوح الى مناطق آمنة في داخل العراق وخارجه , وإذا حققت تقدما طفيفا على صعيد شعبيته أمام ( ملالي طهران ) لأعادته لتسلم منصب نائب رئيس الجمهورية ، فان الهجمات تضاعفت وتعددت في جميع بقاع الارض في العراق حتى وصلت أطراف مدن كردستان ، لان الذين يقفون خلفها انسحبوا إليها لان ( حرب بغداد على الابواب ) بعد حرب الانبار , والنار الى اشعلها دولة الرئيس السابق في ثوب الانبار قد وصلت الان على اطراف ثوب مدينة بغداد العاصمة ، وهذا ما تفسره المجازر واغتيالات والتفجيرات والتهجير وهدم البيوت والمباني وفقدان البنى التحية , السيد المالكي ترأس حكومة مهلهلة ، عاشت عزلة غير مسبوقة ولم تحظى بأي تأييد حقيقي في أوساط اقرب الحلفاء إليها خلال ثمانية سنوات منذ عام ( 2006 – 2104) ، فنصف وزرائها السابقين عل مدى دورتين إما مهمشين رسميا أو مقاطعين لأسباب متعددة ، قوة السيد المالكي كانت تتجسد في ضعفه ، وعدم وجود إي بديل مناسب أو حتى غير مناسب له ، وهذا هو سبب الارتباك الأمريكي تجاهه ، وخرج بعض قادة الأمريكان اليوم بتصريحات علنية قال فيها إن التقدم السياسي في العراق خلال (11) سنوات الماضية مخيب للآمال ، وان الدعم الأمريكي لحكومة العراق ليس صكا على بياض ، ولكن هؤلاء جميعا لا يملكون غير الكلام وترديد ما يردده معظم المراقبين ، ويبدون عاجزين تماما عن فعل إي شيء , العملية السياسية الحالية التي جاءت بحكومة المالكي الطائفية ، وهم أيضا الذين يديرون شؤون بلادهم , فالديمقراطية المزعومة باتت مرتبطة في أذهانهم بالخديعة وانعدام الأمن ، وتصاعد إعمال العنف والإرهاب ، والحرب الأهلية الطائفية والتطهير العرقي ، والميليشيات الدموية ، وفرق الموت ، والتعذيب والبطالة وملايين الشهداء والهجرة منذ قدوم قوات الاحتلال الأمريكي , العراقيون في الماضي كانوا ينخدعون بكلمة الديمقراطية والانتخابات العامة الحرة ، التي أدمن المسؤولون الأمريكيون ترديدها ، لأنهم اعتقدوا أنها ستجلب لهم الأمان والرخاء ، ولكن بعد إن شاهدوا ما حل في بلادهم من خراب وتمزيق ، وبعد أن رأوا الساسة الفاسدين الذين أنجبتهم الانتخابات وعمليات النهب العلنية التي مارسوها لثروات البلاد ، كفروا بهذا المصطلح ، وباتوا يحنون ، أو معظمهم إلى أيام الدكتاتورية ، فلماذا يتشرد خمسة ملايين عراقي نصفهم لجأ إلى الى دول الجوار ويعيشون في ظروف صعبة ومؤلمة .