قبل أعوام حذرت الحكومة من عواقب الفساد المستشري من قبل المتحاصصين ورؤساء الأحزاب و كتبت عدّة مقالات على مواقع الأنترنيت و الفيس و تويتر و الصحف و غيرها بكون ثورة الفقراء على الأبواب و ستنفجرى للخلاص منكم, و حذرت الفاسدين المتحاصصين من مغبّة المضي في الفساد خصوصاً رئيس الوزراء و الجمهورية و رئيس مجلس النواب و القضاء والوزراء و النواب و المحافظين وقلت لهم بآلقلم العريض بوضوح؛ (إن رواتبكم ومخصصاتكم وحماياتكم ونهبكم لثروات البلد ستكون السبب الأول في إنطلاق الثورة, وإذا إنطلقت فأنها لن تتوقف و ستحرق الأخضر واليابس لأن يوم المظلوم على الظالم أشد)!
و ذكرت لهم أمثلة عديدة حول وجود الظلم و الطبقية و الفساد على كل صعيد حتى في بيوتهم و مكاتبهم الحزبية و الخاصة و حلقاتهم الإدارية و الدمجية و الفدائية و الحمائية و غيرها, وقلت لهم قضيتي مثال حي على جفائكم و فسادكم يا دعاة اليوم و يا كل المتحاصصين في الحكم, فلمجرد رفضي لدفع الرشوة لتمشية معاملتي التقاعدية و الجهادية و القانونية المشمولة بقضية المفصولين السياسيين .. ثم رجوعي لدائرة الشكاوى في رئاسة الوزراء وحتى بدائرة شؤون الموظفين و مخاطباتي المباشرة مع معاون رئيس الوزراء ومسؤول شؤون المواطنين وأمثالهم بجانب شهادة السادة في السفارة العراقية بكندا أخيراً وإرسال جميع الوثائق و عرض حالتي الشخصية و مظلوميتي؛ لكن هؤلاء الفاسدين ورغم علم جميعهم بقضيتي لكنهم أوقفوا معاملتي لعدم دفعي للرشوة مع إني كنت و ما زلت مسجى على سرير المرض في مستشفيات تورنتو بسبب المرض.
وغيرها من المظالم التي يعلم بها رئيس الوزراء و أحزابهم و إئتلافاتهم وهم يعرفون فضلي عليهم وعلى مسيرة المعارضة بدءاً بآلمجلس الأعلى ثم المؤسسات و الأحزاب في الساحة خصوصا حزب الدعوة وقوات بدر التي أسست نواتها الأولى!
و قبل هذا قبل أكثر من 10 سنوات نبّهتهم على مسألة أهم بعنوان: [الأسوء الذي سيواجه العراق بعد الأرهاب] لكنهم رهنوا العراق بآلديون, و بلا جدوى ومتابعة .. و اليوم ملايين من الفقراء مثلي ما زالت قضاياهم القانونية و آلشرعية عالقة و لكن أؤلئك الحكام الفاسدين أنهوا معاملات لم يكن أصحابها يستحقون بالدمجيون و الأنتهازيون وحتى البعثيين و منهم فدائيّ صدام و ضباط و مراتب و جنود الجيش العراقي الذين قاتلوا مع صدام ضد العراق و الكويت و قوات الحلفاء حتى نفاذ عتادهم ثم أسِرهم وهروبهم لمعسكرات اللجوء في الدول المجاورة وإعلان توبتهم هناك بعد خراب البلاد و العباد!
لقد تمّ إحتضانهم و صرف رواتب خيالية لهم بينما ليس فقط لم يقدموا للعراق شيئا و يعيش معظمهم خارج العراق ؛ و إنما كانوا و ما زالوا عالة على خزينة الدولة!
و بقينا و بقي معنا الفقراء ينتظرون رحمة الله لأصلاح ما أفسده المتحاصصون رغم جهاد بعضهم لنصف قرن ضد الطغمة الصدامية و من دعمهم من العراقيين المغرورين مدنيا و عسكرياً .. و شيئا فشيئا حتى إنطلقت ثورة الفقراء اليوم .. ثورة المصير التي لن تتوقف هذه المرة خصوصا بعد هدر دماء المتظاهرين العزل و قتلهم بلا رحمة, فأما النصر و إما الشهادة.
وهكذا إنظلقت اليوم ثورة الفقراء الذين يعانون الجوع و العطش و الفقر و الفاقة و المرض و إنعدام الخدمات على كل صعيد, بعد أن تم إلقاء الحجة على جميع المتحاصصين و على مدى أعوام , حيث كتبنا تفاصيل الضلامات و المسائل و الشكاوى و الثغرات التي أوصلت البلد إلى هذا اليوم المشؤوم من دون سعي المسؤوليين الفاسدين لحل ولو 5% منها , بل باتوا يكرمون الفاسد و يعاقبون المصلح النزيه.
لذلك فأن ثورة الفقراء ستستمر حتى آلنصر و لن تتوقف حتى لو قتلوا ألف شهيد و شهيد و قطعوا الأنترنيت و شبكات التواصل(1) ما لم يرجع كل مسؤول .. بدءا برئيس الجمهورية و حتى النواب و الوزراء و المسؤوليين و المدراء و رؤوساء المؤسسات جميع الرواتب والأموال المنهوبة بحيث جعلوا العراق رهناً بيد المنظمة الأستكبارية التابعة للمنظمة الأقتصادية المحمية بآلأحلاف العسكرية العالمية, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
(1) تنص (المادة 40) من الدستور العراقي الذي كتبه الأحزاب المتحاصصة أنفسهم ما يلي:
حرية الاتصالات والمراسلات البريدية والبرقية والهاتفية والالكترونية وغيرها مكفولةٌ، ولا يجوز مراقبتها أو التنصت عليها، أو الكشف عنها، إلا لضرورةٍ قانونيةٍ وأمنية، وبقرارٍ قضائي.