“حصتنا في المنطقة”.. قالها باقري!

“حصتنا في المنطقة”.. قالها باقري!
آخر تحديث:

بقلم: سعد الكناني

قال المكلف بوزارة الخارجية الإيرانية ضابط الحرس الثوري (علي باقري) خلال اجتماعه بمستشاري الأمن القومي العراقي ومدرائها العامين في مقر المستشارية بتاريخ 13/6/ 2024 ، ” إن خلافنا مع الولايات المتحدة حول حصة إيران في المنطقة ” ، أي ليس مشروع المقاومة كما تزعم ويزعم ذيولها ولا تحرير القدس ولا فلسطين ، بل سيطرتها على الدول العربية المحتلة من قبلها ( العراق وسوريا ولبنان واليمن) ، وهي دول ليست لها سيادة  وليس لها قرار وطني .

إيران تخطط وترسم وما على واجهاتها في حكومات الدول أعلاه سوى التنفيذ، واجتماع باقري مع منتسبي المستشارية تأكيدا على أن العراق تحت الحكم الإيراني، واجتماع باقري هو تنفيذا لسياسة إيران الخارجية باعتبار العراق جزء من الإمبراطورية الفارسية ، والذي يقول عكس ذلك  أما خائن أو جاهل أو غبي ، إيران الدولة الوحيدة التي يجتمع مسؤوليها خلافا للعمل الدبلوماسي بكل مسؤولي مؤسسات الدولة العراقية وزعماء أحزابها نزولا لمستوى العشائر، وما زال البعض يدعي او يردد أن العراق ” دولة ذات سيادة”.

كيف لوزير خارجية دولة أن يجتمع مع المسؤولين الأمنيين ويتحدث معهم  وكأنه اجتماع أوامر لتنفيذ ما جاء في كلامه  ” سيادة العراق وإيران واحدة ، توحيد العمل الأمني بين البلدين ، أسبقية عمل المؤسسات الأمنية العراقية هي الدفاع عن النظام السياسي في العراق وإيران معا لأن الهدف والمشتركات واحدة ، الحشد الشعبي له أولوية لدى إيران ونعمل على جعله بمستوى قدرة شقيقه الحرس الثوري للدفاع عن الحكم الشيعي في البلدين، مكافحة المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة جزء رئيسي من الاستراتيجية الإيرانية ، وجود القوات الأمريكية في العراق  تشكل تهديدا لسيادة البلدين ، تقويض التظاهرات  المناهضة لإيران ولحكومة الإطار في العراق وهذه من مسؤولية  الأمن العراقي” . اجتماع باقري مع الكادر المتقدم في المستشارية  بالعامية  ” لا صايرة ولا دايره” ، حتى قبائل الزولو لا تسمح باجتماع  فرد من غير قبيلتهم بأفراد القبيلة ” !!.

بتاريخ 16/6/2024 اجتمع السفير الإيراني (محمد آل صادق ) مع نقابة الصحفيين العراقيين في النجف تحت العلم الإيراني، وطلب من الحضور ” توحيد الموقف الإعلامي بين العراق وإيران باعتبارهما بلدا واحدا “، السؤال للقارئ الكريم: ماذا تفسر لك هذه الاجتماعات؟؟.

على العراقي ان لا ينسى  القرارات والإتفاقيات التي ابرمتها حكومات الولاء الإيرانية منذ أكثر من عشرون سنة وما زالت التي تعزز من التغول الإيراني الكبير في البلاد بما فيها عطل المناسبات الشيعية لأغراض التجنيد السياسي ، وتجهيل نسبة كبيرة من الشعب لدرجة اصبح يتقبل بأريحية الفقر والظلم والبطالة والأمراض وإنعدام الخدمات في مقدمتها الكهرباء وسرقة ماله العام  وتدمير البلد .

إيران مستمرة من خلال أدواتها المحلية المتنفذة سياسيا وأمنيا ومذهبيا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا في تفكيك البلد وتسقيط هويته الوطنية الجامعة، ونجحت في ذلك لدرجة الاقتتال العشائري ، ونشر الرذيلة والمخدرات بفتاوى دينية ، وتفكك الأسرة ، وخرق النسيج الاجتماعي، وارتفاع معدلات الجريمة في مظاهر ومشاهد لم نسمع  بها من تاريخ تأسيس العراق الحديث.

بلد مثل العراق ذو الحضارة العريقة والتاريخ المجيد جعلته إيران وذيولها دولة متخلفة فقيرة ضعيفة مقابل دول عربية مواليدها في سبعينيات القرن الماضي تقدمت عليه بأكثر من مئة عام.

 وعلينا قول الحقيقة ، الإيراني حريص على وطنه ويدافع عنه ويرفض ان يتولى مسؤولية بلده من خارج هويته الوطنية، كما حصل مؤخراً مع أحمد نجاتي الذي طعن في منافسه على انتخابات رئاسة الجمهورية علي لاريجاني المولود في العراق ، وقال ” أنا ولادتي إيران وولادة لاريجاني العراق “، والذيول قاموا بمنح الجنسية العراقية  لأكثر من ( 4.5) ملايين إيراني كما صرح بذلك عدة مسؤولين لتغيير تركيبة المجتمع العراقي ولعوامل سياسية واقتصادية وأمنية أخرى كجزء من احتلال البلد من الداخل ،اما على مستوى السلطات الثلاث فهناك الكثير من الإيرانيين  بهوية عراقية .حال العراق اليوم من سيء إلى أسوأ ، والمتابع الذكي يعي ذلك تماما ، بلد يملك الركائز الاقتصادية القوية لكنه “منهوب مبيوع” في ظل الحكم الإيراني ، وسيبقى كذلك دون تحريره من قبل العراقيين الأصلاء الأحرار .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *