دربونتنا من كل الجهات مزبلة وخرابة، چانت الجريدية تلعب بيها جولة، ما خلت شي إذا ما دخلتْ بيها وگرضتها وخربطتها، دعينا صبح ومسا يجينا أي شي يخلصنا منها، وچان يجينا چلب ما شايفين مثل راسه ولا حجمه، سمعنا صوته قبل ما نشوفه، صوت عبالك صالنصة خربانة مال تاتا، هربنا لبيوتنا ونراقب المشهد الدربوني من الشباك، شفناه چلب دبل ڤوليوم، روالاته تتقدم خطواته، وأول ما دخل للدربونة الجريدية تضاربوا بيناتهم، وصاروا مجموعات كل مجموعة تگرض الثانية من الخوف، حتى بالآخير ظلت ثلاث مجموعات تعبانات إستلمهم الچلب الغريب، نزّل عليهم روالاته وبعدين بال عليهم، وشالهم بأسنانه وشفناه دخل بيهم لأكبر مزبلة بدربونتنا.
طلعنا من بيوتنا نحتفل بهزيمة الجريدية، ونهتف هوسات نتغزل بيها بروالات الچلب وصوت نباحه، حتى من إجانا الليل دخلنا ننام، وچان نسمع أصوات چلاب تملي الدربونة، والدربونة ظلمة ما بيها كهربا، ما گدرنا ننام للصبح، من شفنا الدربونة مليانة چلاب كلها تمشي ورا الچلب الدبل ڤوليوم، يشبهوه بالشكل بس مو بالمشيه ولا صوت النباح.
صرنا ما نعرف ننزل للدربونة، باقين ببيوتنا وخلص كل شي بالبيت، ماكو شغل ، وبالليل ماكو نوم من ورا الچلاب، أبو المولدة گطع عنا الكهرباء لأن ما دافعين، البيت مليان الزبل، الريحة الجايفة تعط من كل غرفة بالبيت ومن كل بيوت الدربونة، دعينا يجينا أي شي يخلصنا من الچلاب، وريحة زبل البيوت توصل للمزبلة الچبيرة، وأكتشفنا أن الچلب الأكبر دبل ڤوليوم چان مخبي الجريدية هناك ومو ماكلهم من دخل بيهم قبل فترة وشالهم بأسنانه، والجريدية من تنام بالمزبلة تتكاثر، وچانت تطلع المجموعات الثلاث صايرات مجاميع، وبقدرة المزبلة لأول مرة نشوف جريدية مسلحة بكل أنواع زبل المنطقة شلون ما نعرف، منو أبو السيرك إللي درّب الجريدية على حمل السلاح الزلي ما نعرف، وچانت تطلع الجريدية من المزبلة الكبرى بإستعراض وكل زعيم مجموعة شايل على ذيله راية المجموعة من أكبر قطعة زبل من المزبلة، والغريب أن الچلاب واگفة براس الدربونة تراقب المشهد الزبلي للجريدية، وهناك على خط التماس اللي يفصله سيان الدربونة، تجمعت الجريدية والچلاب المسعورة، وإحنا نشوف من الشباك، وچان السيان ينشف بهبوب ريح حارة كلش، وتنطلق منه صراصير كل صرصر عبالك رصاص خارق حارق بإتجاه بيوتنا.
هسة إحنا داخل البيوت وبيدينا نعالاتنا حتى نتعامل مع الوضع الصرصري بالقوة الضاربة، بس المشكلة أن الصرصر تطلع من زواغيرها بالليل، وإحنا ليلنا ظلمة وظليمة، فنتضارب بالنعل وإحنا ما نشوف وي تجي ضرباتنا، بس نحس مثل كفخات عالراس وراشديات، ونحس الصراصير دخلت حتى بالمناطق الملتهبة، والچلاب صارت أكثر نباحاً، ودنحس الجريدية جاية تگرض بينا، لا نگدر نشوف دربنا ولا نعرف ضرباتنا وين، وبين الصراصر والجريدية ببيوتنا، والچلاب المسعورة تنتظرنا بالدربونة، وريح جهنمية والزبل من كل مكان، ورائحة كل شي فاسد حتى أجسادنا وريحة أنفاسنا، بكل هذا نسكت وناكل خرة ببوتنا، ما عدنا غير الخرة نترس بيها بطنا، نخاف ندعي يجينا أي شي يخلصنا من هالوضع، تالي يجينا شي نترحم على أيام الجريدية والچلاب المسعورة والصراصر القذرة، هاي هي، بس أكو أمل أن الجريدية بدت تگرضنا بسرعة وصارت نهمة أكثر وتاكل اللحم ، يعني هي كلها بعد چم عذاب ونخلص ونترك الدربونة للچلاب المسعورة والجريدية والصراصر، والريح تحمل رائحة الفساد وتدخل بيها بكل زاغور.