اين يكمن الفساد ؟

اين يكمن الفساد ؟
آخر تحديث:

 بقلم:جواد عبد الجبار العلي

الفســـاد آفـــة من آلافات التي توسعت في السنوات الاخيرة بمجتمعاتنا ، والسبب الرئيسي التي ادت الى ذلك تتلخص بالعديد من المسببات الغريبة على المجتمع قبلا …

ومن ذلك تبادل الرشوة – والمحسوبية – إنعدام الرادع – إقصاء الكفاءات والعقول عن ادارة المؤسسات الحكومية ، رغم ان الحكومة عند استلامها المسؤولية قبل اربعة سنوات كانت من اولى برامجها ومهماتها هي محاربة الفساد في جميع مفاصل الدولة ، ولكن الذي حدث غير المتوقع حيث ذهبت الحكومة باتجاه محاربة من هم خارج المؤسسات الفاسدة ، وطاردت بعض المستثمرين الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل بما يجري من فساد في الوزارات والمؤسسات الحكومية ..

لهذا السبب وغيره نجد ان الكثير من المستثمرين والشركات العربية والاجنبية تركت الساحة العراقية لعدم وجود الرقيب الامين مع جانب عدم توفر الامان والحماية من المفسدين .. مع انعدام التسهيلات التي فقدت بسببهم والذين ادوا الى هروب الشركات التي رفضت التعامل بالرشاوى اضافة الى ان الكثير من المشاريع توقفت ولم تتمكن الجهات المنفذة من كمال مشاريعها بسبب الروتين الممل والفساد …وبالنتيجة وصل البلد لهذا الوضع المزري واتعب كاهل المواطن الذي كان ينتظر الخير والسعادة والازدهار ويتمتع بخيرات بلده ..

الذلك نحن امام منظومتين

الاولى منظومه فساد اصحبت غولا بما تمتلكه من خبرات وقوى داعمه لها. والثانيه منظومه مكافحه الفساد التي اصبحت عاجزه تماما عن مكافحة الفساد لاسباب كثيره منها الاساليب البدائيه في التحقيق وعدم وخبرات علميه وفنيه وتجاريه وتعاقديه ضعف الادارات العليا للجهات المسووله عن مكافحه الفساد اما لعدم الخبره العمليه واكتفائها بالامور النظريه او تكون مستجيبه لضغوطات سياسيه بعدم فتح ملفات الفساد الكبيره.

هنا مبداء مهم ان الجهه الرقابيه يجب ان تمتلك خبرات في الامور الوظيفيه والتعاقديه والهندسيه والقانونيه اعلى من خبره الفاسدين سواء موظفين او متعاملين معهم من التجار والمتعاقدين.

ومعنى ذلك نحن بحاجه الى ثورة تغيير شامله في الاجهزه الرقابيه ونجعلها اقوى من منظومه الفساد. لاننا لايمكن ان ننتظر من الفاسدين ان يتخلوا عن فسادهم بل نبداء بانفسنا كدوله ونصلح منظومه مكافحه الفساد بشكل كامل ومن ثم نتجه بقوه نحو مكافحه الفساد.

كان الامل كبيرا لدى جميع العراقين ان حكومة الدكتور العبادي سوف تضرب من حديد لكل الذين تلطخت ايديهم من المسؤولين بالفساد ، وان تكون المسائلة تبدأ بالسؤال ( القانون ) من اين لك هذا الثراء ؟ وكيف وصلت هذه المبالغ الكبيرة الى البنوك العربية والعالمية … وبعد ايام سوف تنتهي اعمال الحكومة الحالية ، وينتهي معها كل الوعود لرضى الله اولا والشعب ثانيا .

ان الذي نظر اليه كونه الرجل المنقذ بعد ان تحررت الاراضي من عصابات داعش الاجرامية بمرحلة اولى كبيرة وضخمة القدرات والامكانيات ، على ان تكون المرحلة الثانية هي اجتثاث الفساد والقضاء على البطالة والشروع بمرحلة بناء البلد وتشجيع الاستثمار بكافة مفاصله ولكن الذي حدث بقى الحال على ما هوعليه …والله يكون بعون العراق وشعبه …

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *