إستعداداً لمراسيم زيارة الإمام الكاظم ، تزداد مشاهد التخلف والفوضى المقصوده في العاصمة بغداد .حتى يخيلُ إليك وانت تراقب تلك الصور المشوهة لعاصمة الفكر والثقافة وحاضرة الدنيا ، كأنك لا تعرفها ولم تعش فيها يوما ؛ لشدة الإيغال في طمس معالمها وفرض ثقافات هجينة دخيلة حتى على المؤمنين بضرورة وأهمية الزيارة من جانبها الروحي والإيماني .
وفي مقارنةٍ سريعةٍ بين بغداد وطهران يؤكد العديد ممن زاروا العاصمة الإيرانية لأسباب مختلفة ، خلوها من الحد الأدنى لهذه المظاهر ؛ في كافة مناسباتهم الدينية والمذهبية ؛ لدرجة وجود قانون يعاقب ربُ الأسرة التي يرفع احد أفرادها راية أو علم فوق سطح منزله ؛ على الرغم من إدعاء سلطة ولاية الفقيه تمثيلها لشيعة سيدنا علي .بالتالي يجد المتابع نفسه أمام عدد من الاسئلة المركزية مفادها : ــ
هل من ضرورة لهذه المشاهد البدائية ، في اعتلاء ظهور الإبل والخيل والحمير والاستعراض بها في شوارع العاصمة بغداد ؟!!!
هل من رابط بين زيارة احد الأئمة ونصب مئات الخيام في الأحياء والأزقة ؟ !!!
وماذا تعني عشرات وربما مئات الآلاف من الخرق الخضراء والسوداء والحمراء المرفوعة على أسطح الدور والمباني ، حتى الحكومية منها ؟ !!!
لماذا تُعلق تلك الرايات على النصب والتماثيل والأعمال الفنية التراثية القديمة منها والمعاصرة ؟!!!
بطريقة مقززة ومشوهة تخدش الذوق العام .
ألا يُعد ذلك تخريباً متعمداً واستهدافاً مُبرمجاً للنفوسِ و العقولِ العراقية النيرة ؟ !!! لاسيما وإن الفعاليات والمراسيم تمارس بدعم حكومي وبرعاية إيرانية رسمية .
وفي سياقٍ قريب من المظاهر آنفة الذكر سأنقل لكم ايها السادة تصريح عضو مجلس محافظة بغداد المدعو (( علي الكرعاوي )) الى قناة الشرقية ظهر اليوم ؛ ولكم حكم التصور على مدى تَبَنيِّ حكومة المنطقة الخضراء لنهجها الداعم والمشجع للتوجه القاضي بدفع العراقيين عنوة إلى النشوز عن مواكبة النهضة والتطور الحضاري ، والعودة بنا إلى عصور التخلف والظلام ، ناهيكم عن التضييق على المواطنين في حرية الحركة المرورية والتنقل بين أحياء العاصمة ؛ من والى أماكن رزقهم وعملهم اليومي .
إذ قالَ فيما قالْ :
إن مجلس محافظة بغداد اتفق ، منذ عدة أيام على خطته الخاصة بتأمين زوار الإمام موسى الكاظم عليه السلام من خلال السماح لمواكب العزاء بنصب (( خيامهم )) قبل خمسة أيام من تنفيذ الخطة ، فيما سيتم غلق كافة الشوارع المؤدية لمدينة الكاظمية قبل يومين من موعد الزيارة المقرره في غضون الأيام المقبلة .
وأضاف أن “الخطة تضمنت غلق مناطق الكاظمية من كافة مداخلها و الأعظمية وشارع فلسطين والمستنصرية ، فضلاً عن مناطق البنوك وحي أور والوزيرية ، إضافة إلى شارع حيفا والإسكان ومطار المثنى” ، لافتاً إلى أن ” شارع المطار سيظلُ مفتوحاً أمام الشخصيات الحكومية الراغبة بأداء مراسيم الزيارة وسيسمح لسياراتهم الخاصة بالدخول لمدينة الكاظمية ” .
اخيراً لابد من التنويه الى انني لا اتحدث هنا عن الزيارات والمناسبات الدينية من زاوية طائفية او مذهبية ؛ كون البعد الطائفي لا يعنيني قربه او بعده ؛ بقدر التأشير على مواطن الخطر من هذه الظاهرة او تلك .