علي وياك علي .. شعار الفاسدين للوصول للسلطة

بقلم:صلاح المعموري

إعتاد العراقيون في ترديد الكثير من الهتافات والشعارات المحفزة للهمم والمثيرة للنخوة والغيرة والحمية من اجل تعزيز الروح الوطنية ومباركة المواقف الرجولية التي تصدر هنا او هناك , ولازمت هذه الشعارات والهتافات والاهازيج والاناشيد موروثنا الثقافي وباتت مادته الاساسية عند كل حدث او تجمع او مناسبة , لتنفرد كل فئة او طائفة او جماعة بموروث معين فتختص به وتردده في كل محفل وفعالية كهتاف خاص تتوارثه الاجيال وتحرص ان تختار من يستحقه وجدير به كون هذا الهتاف متعلق بشخصية فذه وعنوان كبير نال مرتبة عالية من الصفات الحميدة والمواقف الجليلة التي جعلته محل ثقة واعتزاز الانسانية جمعاء عندما منحوه عنوان القيادة والحكم والتواضع والرافة والعدالة والمساواة وهو الامام علي بن ابي طالب صاحب القلب الرحيم والعقل الحكيم والخلق الرفيع وعلى هذا الاساس راح الكثير من العراقيين من وسط العراق وجنوبه وباقي البلدان الاخرى تردد هتاف (علي وياك علي) وهذا الهتاف الغرض منه منح من يسير على نهج علي وخط علي وحكم علي وسياسة علي من أجل تذكيره بهذا النهج فان كان صادقا ومؤمنا به يسير عليه وأن كان منافقا دجالا سوف يقع وينفضح امره!!, لكننا لا نتحدث اليوم عن الشخص الذي يريد ان ينتحل الانتساب لعلي بقدر ما نعني من يردد ويهتف هذا الهتاف لكل من هب ودب!!, لنقف ونستوقف هؤلاء ونقول لهم هل انتم مدركون ما تقولون؟! وهل أنتم صادقون ما ترددون و؟! وهل انتم مقتنعون بما تهتفون؟! فهل علي العاقل الراشد والسياسي الحاذق تجعلون أسمه شعار للخداع وعنوان لاستخفاف!؟ ومن منحكم هذا الحق كي يتصورون علي عليه السلام حامي وراعي للسراق والفاسدين والعملاء؟! ومن نصبكم ناطقين عن علي وتاريخ علي ونزاهة علي وعفة علي وامانته؟!! وهل صدقتم بانفسكم عندما مررتم الكثير من العناوين الفاسدة التي عاثت بالعراق الفساد ودمرت البلاد عندما كذبتم على الغالبية (الشيعية) ودفعتم بها نحو انتخاب قائمة (الإئتلاف العراقي الموحد) وشعاره (الشمعة)! وكيف سخرتم من عقول السذج والجهلة بان نشرتم بين صفوفهم اكاذيب واباطيل من قبيل (انتخبوا قائمة المذهب, انتخبوا ولاية علي , من لا ينتخب الشمعة يغضب عليه امير المؤمنين علي!!, من لا ينتخب الشمعة ليجد له عذر يوم القيامة!!, ومن لا ينتخب الشمعة تحرم عليه زوجته وصلاته وصومه)!! كل هذه الشعارات تم رفعها تحت عنوان (علي وياك علي) حتى بات شعار سياسي بامتياز يردده الصغار والكبار وقد صدق ساسة الإئتلاف انفسهم واعتقدوا أن لهم حصة في علي ونسب وقربى وعلى هذا الاساس جعلوا من أنفسهم خطوط حمر مخالفين خط علي المتواضع الانيس والقريب من الفقراء المعوزين علي الذي لا ينام عندما يسمع صوت جائع يتضور او مريض يئن او مدين محتار فيغيث ويهب وينصر من يطلب العون منه فرين أنتم من علي يامن رفعتم شعار علي وياك علي حتى أصبحنا في حرج شديد وضيق عندما نسمع هذا الشعار يقترن مع الفاسدين وسراق المال العام والعملاء وشذاذ الافاق وهم لم يخجلوا مرة واحدة ويعتذروا للرعية بل امعنوا في غيهم وقرروا الاستمرار لانهم لا يملكون شجاعة الاعتذار والاعتراف , ومن هنا نحث وندعوا الجميع لكل من ينتمي لولاية علي عليه السلام وإنسانيته الكبرى ان ينتفض ويدافع عن علي كي لا نقطع الطريق على كل المتصيدين والمنتفعين والخونة ممن أستغل هذا الشعار وأستاثر واستغنى به كي نعيد محاكمته ومحاسبته على استغلال هذا الشعار وتوضيفة لكنز المال والسلطة وتشويه نهج علي عليه السلام الذي استشهد وهو لا يملك درهم في بيته ونحن نرى ميزانية الدولة قد تم نهبها وهدرها وتبديدها من دون واعز ضمير فهل اتعظ من هتف لهم ونصبهم على رقابنا فاذا نريد فعلا ان نذكرهم ونحذرهم نقول لهم ( علي عليك علي..)