نواب الرئيس العراقي غارقين بالفساد وهذه الحقيقة !!

نواب الرئيس العراقي غارقين بالفساد وهذه الحقيقة !!
آخر تحديث:

 بقلم:زهير الفتلاوي

يقول المثل العراقي ( لو بالهور لوبالزور لوعند الحرامية) يضرب هذا المثل للتعبير عن اليأس من العثور على الشيء المفقود وعادة ما يكون (الاموال) وعدم تعيين الجهة الموجود فيها ولكن السارق مشخص و لا يفصح عنه وهو (الابي) . أصعب أنواع اللصوص وأشدّهم غموضاً هو “حرامي البيت”. إنه لصّ غامض يعيش بيننا يأكل ويشرب ويشاطرنا همومنا، لكنّه يتمتّع بيدٍ خفيفة ومباركة! لأنها تسرق بدون جهد إضافي وعادةً مايكون فوق الشبهات. اعترف السيد مشعان الجبوري بالحقيقة التي يعرفها كل عراقي شريف ان الطبقة السياسية التي تقود العراق (شلع حرامية ومزورين) ولا يستحقون الاستمرار في عملهم ويجب على الشعب ان يتحرك لانقاذ ماتبقى من العراق .

الرجل أعترف على نفسه وعلى الطبقة السياسية التي تحكم العراق ولم (يستثي احد منهم) ويقول نحن (ياشعب حرامية) . سرقناكم وسنسرقكم . والعاقل الشجاع يفهم من الذ ي دعم وساند ورشح اللص صلاح عبد الرزاق وبعدها يستحوذ على المليارات ويتم الهدر والاختلاس والسرقات وبعدها يطرد من الحزب الحاكم ولم يحاكم امام هيئة النزاهة ، ومثله العشرات ليس خطاء مطبعي ولا تحريري ما تناوله (حسن الياسري رئيس هيئة النزاهة ) في حوار مع جريدة الصباح هو الصواب بعينه على الرغم من التأخير والتسويف وعدم قول الحقيقة للشعب . أكدت الهيئة، “فتح أبوابها لجميع وسائل الإعلام الوطنية، بغية تبادل المعلومات بشفافية وبدقة عالية بعيداً عن التحريف وعدم الوضوح في نقل الأخبار”. المسؤول في هيئة النزاهة قال لاحد الصحفيين وهو يسئلة لماذا هذه السرقات وكثرة الفساد وعدم المحافظة على المال العام ؟ فرد قائلا : لصوص المنطقه الخضراء سرقوا كل شىء ، وهم يدعون الإسلام ، بابا العراق بيت( ديحترك ،،شتطلع منه بطانيه لحاف) . ربما نحتاج في السنين القادمة إلى مؤسسة تعنى بالتعداد العام لحجم الحرامية في البلد، لكن المشكلة التي ستواجهنا حتماً ، من يقوم بهذا التعداد الوطني؟! ، أخشى أن يكون اسم هذه المؤسسة الرائدة مستقبلاً: مؤسسة علي بابا الوطنية، وربما تكون بديلة عن مكاتب المفتشين العمومين الذين سوف ينتهون قريبا بقرار برلماني وتخطيط اميركي !! . صحيفة “الصباح” الرسمية نشرت، امس الأحد، خبرا منسوبا لرئيس هيئة النزاهة حسن الياسري، يفيد بأن الهيئة تمكنت من إيقاف هدر واسترداد ما يقارب( ترليوني دينار) خلال العام الحالي ضمن عملها في مكافحة الفساد، فيما لفت الى إحالة نواب رئيس الجمهورية للقضاء بتهمة “الكسب غير المشروع”. يجب ان تتحلى الهيئة بالشجاعة والنزاهة والامانة وقول الحقيقة لا تكذب ولا تزيف حين يتم الاتصال مع الفاسدين والتهديد بالاقالة لرئيس الهيئة الذي قدم استقالة عدة مرات . تتوجّه الأنظار في حالات السرقة نحو الخارج، هنالك حرامي سطا على بيتنا وسرق بعضاً من مقتنياته. وهذا الأمر لا ينطبق على البيت الصغير فحسب، وإنما ينطبق على بيتنا الكبير (الوطن)، فقد تعوّدنا أن نوّجه أنظارنا للحرامي الأجنبي الذي يسرق خيراتنا وثرواتنا لأنه حرامي خارجي. أما الحرامي الداخلي فيساهم معنا في التفتيش عن المسروقات ويبكي ويلطم ويصرخ على ثرواتنا المسروقة وهو متهم بها وغارق حد النخاع والمفارقة هي يتستر عليه المسؤولين في هيئة النزاهة .

بمرور الوقت انتشرت عملية تأميم وطنية واسعة النطاق، لكن هذه المرّة لا علاقة لها بتأميم النفط من الغاصب الأجنبي، وإنما تأميم ثرواتنا بيد (علي بابا ) الوطني التكريتي، وتحول هذا السلك إلى تقليدٍ عريق ومتفق عليه بين الوطنيين: اسرق بلدك بدلاً من أن يسرقه الأجنبي ويهرب .

وإذا كان علي بابا الأجنبي يسرق حسب الأصول المعمول بها، يعطينا أجورنا والقيمة النقدية لما يشتريه، فعلي بابا الوطني (يسرق مال الله وعباده ولا يعطينا الماء والكهرباء وبقية الخدمات سوى الامبريالية والصهيونية والاستعمار والسعي لتحرير فلسطين ، نفطر بوجبة استعمار بدل الحصة التموينية العاوية ، ونتناول الغذاء الوطني خالي الدسم. وبين هذه الشعارات يٌسرق بلد بأكمله في وضح النهار ونقر أ الاتهامات والانتقادات للصحافة والاعلام بالعمل بعدم حسن النية واثارات الشبهات وابتزاز الساسة .

عندنا تقليد عشائريّ عزيز على قلوبنا جداً : لابد أن يكون الفرد “أبن ليل” و”سبع” “وأخو خيتة”، وهذه المقدمات تقودنا إلى نتيجة ، وهي أن يكون (حرامياً خط ونخلة وفسفورة) . وهذا التقليد يلقي ظِلاله على الممارسة السياسية التي تحدث منذ سقوط النظام البائد حتّى هذه اللحظة، وهو أن الصعود إلى كرسي الحكم يعني أن نكون حرامية وطنيين ولدينا عدة جنسيات .

وبالطبع يسري هذا التقليد على أصغر موظف، المدراء حرامية والموظفون الصغار حرامية، ومن يريد التأكيد من ذلك فليسأل موظفاً عراقياً في وزارة المالية او الداخلية او الكهرباء وغيرهن من الوزارات عن طبيعة وظيفته، لن يتردد هذا الموظف بوصف الحالة القريبة على قلبه وهي “الشغل كله تسخيت وكظيان وقت واسقاط فرض او اشخط يومك “.

يتفاضل الحرامية فيما بينهم : حرامي طائفي يعمل تحت غطاء “الطائفة الحق” يلفط مال الله لفطاً من دون وجع قلب، وحرامي قومي يشفط خزينة الدولة شفطاً بسبب مخاوفه العرقية ليؤمّن مستقبله الانفصالي!، وحرامي ” لاحوكَ ” يعمل بموضوعية كاملة ولا يفرق بين طائفة وأخرى، أو بين قومية وأخرى مادام الدولار شغّال على قدم وساق وهو الهدف المنشود وليس الاعمار والبناء واشاعة ثقافة النزاهة والعمل بأمانة .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *