محنة معتقلي رموز النظام الوطني

محنة معتقلي رموز النظام الوطني
آخر تحديث:

احمد صبري

يعيش العشرات من مسؤولي النظام الوطني العراقي السابق المعتقلين في سجن الناصرية ظروفا قاسية لاتتطابق مع معايير حقوق الانسان التي تنص على توفير مستلزمات الاعتقال من غداء ودواء ورعاية صحية

ومايعانيه هؤلاء المعتقلون يتناقض مع مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي نصت على توفير كافة مستلزمات المعتقل فهؤلاء الذين نتحدث عنهم مضى على اعتقالهم نحو احد عشر عاما صدرت بحقهم احكاما بالاعدام والمؤبد يعانون ظروفا قاسية أدت الى تداعي اوضاعهم الصحية والنفسية في سجن مكتظ بالاف المعتقلين لاسباب مختلفة خصوصا ان معظمهم من كبار السن توفى منهم العديد على مدى السنوات الماضية

وتكمن محنتهم بمنع سلطات السجن زيارة عوائلهم وتلبية احتياجاتهم من الدواء والغذاء منذ ان نقلوا من سجن الكاظمية الى سجن الناصرية اواخر شهر تموز من العام الماضي

ومنذ ذلك التاريخ فأن المعتقلين تقطعت بهم السبل وعزلوا عن العالم الخارجي لايعرفون كيف يتواصلون مع عوائلهم ولم تسمح سلطات السجن حتى اجراء الاتصالات الهاتفية بين المعتقل وعائلته

ومايثير الاستغراب انه وبعد نحو ستة أشهر على هذه الاجراءات وصلت لذوي المعتقلين رسالة من ادارة السجن تبلغهم بمواعيد الزيارات اقتصرت على النساء فقط لكن الاجراء الغريب الذي يتناقض مع حقوق المعتقلين ومسؤولية الدولة ازاءهم هو الطلب من عوائل المعتقلين تحويل نحو /300/ الف دينار عراقي شهريا الى ادارة السجن لتغطية احتياجات المعتقل من الطعام والدواء والكسوة عبر وسيط ذكرت اسمه وعنوانه وهذا الاجراء الغريب لم تشهده حتى المعتقلات في الصومال ومجاهيل افريقيا

التساؤل يقودنا الى معرفة دور الصليب الاحمر في مساعدة المعتقلين مدار البحث ووضع نهاية لمحنتة هؤلاء المعتقلين الذين قدموا لبلادهم خدمات جليلة وضحوا من اجله ودافعوا عن حدوده نقول اين الصليب الاحمر رغم انه قام بزيارتين لمعتقلي الناصرية لم تنتج عن تخفيف اجراءات الحصار المفروضة عليهم لاسيما تامين الدواء لمحتاجيه من المعتقلين

وقد شكا العديد من ذوي المعتقلين من ضعف اداء دور الصليب الاحمر بالتعاطي مع محنة معتقلي النظام السابق رغم ان هذا الامر من صلب مهمتهم الانسانية

لقد آن الاوان لوضع نهاية لمحنة ومعاناة معتقلي النظام السابق الذين يقبعون في سجون لاتتوفر فيها ادنى المستلزمات الانسانية المتعارف عليها لانها اصبحت قضية رأي عام ينبغي معالجتها بحكمة وواقعية اذا اريد للساعين لتحقيق المصالحة الوطنية طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة

ان مسؤولية انهاء محنة معتقلي رموز النظام العراقي تقع على عاتق الجميع لانها ستفتح بابا وترفع ظلما وحيفا لحق برجال قدموا للعراق تضحيات كبيرة وبالمقابل تغلق ابوابا يحاول المتعصبون استخدامها لاشاعة ثقافة الثأر والانتقام والكراهية التي اوصلت العراق الى الحال الذي يتخبط به

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *