العراقيون … ومنذ أكثر من ثلاث سنوات يترقبون ما وعد به رئيس الوزارء حيدر العبادي بعد تسنمه منصه مباشرة ، بمحاربة الفسادين وكشف أسماء الحيتان الكبيرة منهم ، ولكن !! لم يفعلها العبادي لحد يومنا هذا ، لاسيما ونحن ندخل العام الجديد ( 2018 ) ، ولن يتبقى من عمر الحكومة الحالية ، واجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة سوى ( 150 ) يوما فقط ، فما الذي ينتظره رئيس الوزراء من هذه الفئات الضالة والفاسدة التي سرقت أموال الشعب العراقي ، والذي وصفهم في تصريحاته الاخيرة بقوله ( أن الفاسدين هم من أدخلوا الأرهاب الى البلاد ) أذن … أين معركة الحرب على الفساد ؟ ، أين الوعود بالثورة الكبرى التي ستقام ضد الفاسدين بعد تحرير العراق من العصابات الأجرامية المتمثلة بتنظيم ( داعش ) الأرهابي ؟ ، أين تطبيق القانون وفرض العقوبات والمواجهات بوجه سراق المال العام ؟ ، أين السجون التي ستملىء بالمجرمين الذين اوصلوا العراق على ماهو عليه الان من خراب ودمار ؟ ، أين الحساب العسير للذين تسببوا بالجوع والحرمان للعوائل العراقية وضياع المليارات من الدولارات من خزينة الدولة ؟ ، لماذا لايحالون هؤلاء السراق الى القضاء لنيل جزائهم العادل واعادة المبالغ المسروقة والتي هي بالاساس اموال الشعب العراقي وحقهم الشرعي والقانوني ؟!
كل هذه التساؤلات نطرحها على السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي والذي يتطلب منه اتخاذ موقفا حازما وقرارا شجاعا في رفع الحصانة فورا عن الفاسدين وبالذات من الحيتان الكبيرة والمسؤولين والموظفين الكبار الذين يعملون في السلطة التشريعية المتمثلة بالبرلمان العراقي وفي السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة العراقية والوزارات والمؤسسات والشركات والدوائر العاملة في الدولة ، ومنهم الوزراء والسفراء والوكلاء والمحافظين والمدراء العامين ومدراء مكاتب المفتش العام وغيرهم ، لغرض البدء بمحاكمتهم ومحاسبتهم وزجهم في السجون أسوة بباقي المجرمين الذين صدرت ضدهم الاحكام والقوانين العادلة ، وايضا مواجهة الفاسدين السراق في بعض الكتل والطوائف والقوى والحركات والاحزاب السياسية والدينية المختلفة ، والبدء فورا بأحالتهم الى القضاء العراقي النزيه وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء وسحب الاموال المسروقة والمهربة سواءا كانت داخل العراق اوخارجه .
هل سيفعلها العبادي ويعلن عن اسماء الفاسدين من الحيتان الكبيرة وليس ( الموظفين الصغار ) ليكون العام الجديد 2018 عاما للفرح والخيرعلى العراقيين كافة ، كما ستكون سنة ( تعيسة وحزينة ) على المجرمين والسراق … هل بأمكان رئيس الوزراء البدء بعملية أصلاحات حقيقية لأنقاذ العراق من السقوط ، وتحقيق الاصلاحات والتغيرات التي أوعدوا بها للشعب العراقي في تحسين الخدمات وتوفير المياه الصافية والصالحة للشرب والقضاء على البطالة التي يعاني منها عدد كبير من الشباب الخريجين وفتح باب التعيينات ، فضلا عن تحسين الكهرباء التي باتت تشكل معوقا كبيرا على حياة العراقيين ، وتوفير المدارس في معظم محافظات العراق التي تفتقر للابنية المدرسية التي لا تزال من ( الطين والبلوك ) ، وايضا توفير الصفوف والقاعات الحديثة ووسائل الايضاح التي تمهد وتساعد الطالب على النجاح ، وكذلك توفير المستشفيات في جميع المحافظات كون هذا المطلب يعتبر من المطالب الانسانية لعلاج المرضى ورعايتهم وفق أحدث التقنيات الحديثة وتوفير الاجهزة الطبية المتطورة ، فضلا عن انقاذ الملايين من العراقيين الذين يعانون من الجوع والذل والحرمان والفقر بسبب هذا الفساد المستشري الذي حطم أحلام العراقيين في العيش الرغيد والحياة الطبيعية أسوة بباقي البشر في العالم .
هنا نؤكد أن الولاية الثانية ستكون ( حتمية ) ومن نصيب العبادي في حال البدء بحملته المرتقبة وكشف الملفات وأسماء الحيتان المهمة في الدولة العراقية من الفاسدين وتطهير المؤسسات العراقية من هؤلاء السراق ، لانه سيحظى بأحترام وتقدير أغلب الشعب العراقي والذين سيصوتون لصالحه كونه خاض معركتان مهمتان هما معركة ( داعش ) ومعركة ( الفساد ) ، وبأمكان رئيس الوزراء ايضا أختيار الكفاءات العلمية والمستقلة من التكنوقراط في الدورة الانتخابية المقبلة ، ليكونوا أمناء على الوزارات العراقية والدوائر الحكومية والنهوض بها من جديد ، والعمل على أنقاذ العراق والعراقيين وانتشالهم من الذين خانوا الامانة وعبثوا بممتلكات هذا البلد وبأمواله وخيراته .