آخر تحديث:
جبار الياسري
هنالك أكثر من مؤشر ودليل ملموس يوحي بأن السيد ” ترمب ” لن يكمل ولايته .. وأنه ربما لن يكمل حتى 199 يوم , وفي أحسن الأحوال 16 عشر شهراً , وهذا ما أكده وذهب إليه فطاحل وخبراء ودهاقنة أمريكا نفسها وأغلب المحللين والمتابعين السياسيين إذا ما استمر الرئيس الأمريكي الجديد بهذا التخبط وانتهاج هذه السياسات واتخاذ قرارات غير مدروسة وغير مسبوقة في تاريخ الولايات الأمريكية المتحدة .
الرجل .. أي دونالد ترمب ” ربما يعتبر الرئيس الأول في تاريخ الولايات المتحدة الذي أراد ربما بنية صادقة ومتسرعة أن يجسد وعوده وتعهداته الإنتخابية بالأفعال وليس بالأقوال فقط , بالرغم من أن السواد الأعظم على مستوى أمريكا والعالم يختلفون معه ولا يوافقونه الرأي في أغلب طروحاته وتصريحاته بخصوص عدة ملفات على الصعيد السياسي الداخلي والخارجي .
من أهم وأبرز هذه الملفات :
الحد من الهجرة ومنع مواطني سبع دول عربية وإسلامية من دخول الولايات الأمريكية المتحدة !, بناء الجدار الفاصل بين أمريكا والمكسيك بتمويل مكسيكي !, موقفه الصريح من إيران بأنها تشكل الخطر الأكبر الداعم للإرهاب !, إنشاء مناطق آمنة في سوريا بتوميل خليجي للحد من تدفق اللاجئين السوريين صوب أوربا وأمريكا ؟, المطالبة بتعويضات لا قِبلَ للعرب على تحملها قدرها بــ 22 ترليون مقابل توفير الحماية لهم سابقاً وآنياً من الخطر الإيراني ومستقبلأ ؟, تصريحاته المتضاربة والمتناقضة تجاه مستقبل العراق .. فتارة يقول لا وجود لدولة أسمها العراق !, ويقر ويعترف بوجود عصابة وليس حكومة متخصصة في مجال السرقة والنهب !؟؟؟, وتارة أخرى يدعم الحكومة ويؤكد بأن أمريكا شريك استراتيجي لها ويصرح وزير دفاعه من بغداد بأن أمريكا لا تريد الإستحواذ على نفط العراق ؟, في حين الرئيس ترمب نفسه قالها أكثر من مرة بأن نفط العراق يجب أن يكون تحت هيمنتنا وتصرفنا لأننا حررنا العراق !؟ في حين هو نفسه أيضاً أكد أكثر من مرة بأن غزو واحتلال العراق والإطاحة بالنظام السابق خطأ فادح لم يسبق له مثيل ارتكبته أمريكا , وأشاد أكثر من مرة بحكم الرئيس الراحل صدام حسين بأنه كان لا يتساهل مع الإرهاب والمتشددين الإسلاميين .. ألخ .
هذا بالإضافة إلى تخبطه على المستواى الداخلي من حيث اختيار الأشخاص والقادة المهمين لإدارة دفة حكم دولة عظمى كما هي الولايات المتحدة في ظروف عالمية غاية في التعقيد ثم اقالتهم بعد أسابيع ؟, وتوجيه اتهامات لاذعة من مؤيديه وخصومه على حد سواء لعدم خبرته ودرايته بوضع المسؤول المناسب في المكان المناسب !؟. كذلك تعامله المتهور والمتعجرف مع قادة وزعماء العالم من غير العرب !, كون الأخيرين لا يستطيعون الرد عليه بالمثل … وهذا الأمر طبعاً لا ينطبق على قادة وزعماء الغرب كونهم منتخبون من قبل شعوب حية وقوية تحترم نفسها وتحمي وتدافع عن من انتخبتهم , وكيف تصرف الرئيس الأمريكي قبل بضعة أيام مع رئيس الوزراء الاسترالي وأغلق الهاتف بوجهه , الأمر الذي أدى بالسيناتور الأسترالي “نيك كزينوفون” أن يفاجئ وسائل الإعلام المحلية عندما أحضر “ممسحة أرجل” إلى أمام مقر البرلمان الأسترالي مرسوم عليها وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتضمن عبارة “أستراليا ليست ممسحة أرجل”. وقال “كزينوفون” للصحافيين إن “ممسحة الأرجل” هذه ستكون “هدية جيدة” للعضو السابق في الحزب الليبرالي الأسترالي” كوري برناردي” المؤيد “لترامب”، لكي يتذكر أن أستراليا ليست “ممسحة” الولايات المتحدة، عندما تتحدث الأخيرة عن سياساتها الخارجية على حدّ تعبيره.
الساسة الأمريكان ودهاقنة المحفل الماسوني الصهيوني وكذلك الكونغرس الأمريكي لا ولم ولن يسمحوا أبداً لرجل طائش ومتهور أن يكون ” غرباتشوف ” أمريكا الجديد !!! , أو يكون سبب أو أداة لتفكيكها كما حصل مع الاتحاد السوفيتي السابق عندما تسببت سياسة وتراخي الزعيم السوفيتي السابق على تفكيك وإنهاء الإتحاد السوفيتي السابق .
من هنا توقّعَ مؤرخ شهير إن فترة رئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تتجاوز 199 يوما، لتكون ثاني أقصر فترة رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة بعد فترة الرئيس الأسبق وليامم هنري هاريسون التي استمرت 31 يوما فقط بسبب وفاته بالالتهاب الرئوي , ويعتقد المؤرخ الأميركي رونالد فينمان الذي نشر مؤخرا كتابا بعنوان “المصارع المؤسفة للقادة الأميركيين”، أن حلول مايك بنس نائب الرئيس محل ترامب في الرئاسة “أمر مؤكد وأن فترة ترامب لن تتجاوز فترة الـ 199 يوما لرئاسة الرئيس الأسبق جيمس غارفيلد التي انتهت باغتياله في اليوم ال 79 منذ توليه الحكم عام 1881 وحتى إذا “تطاولت” فترة ترامب إلى أقصى حد ممكن، يقول فينمان، فإنها لن تبلغ الـ 16 شهرا وخمسة أيام التي بلغتها فترة رئاسة الرئيس الأميركي الـ 12 زاشاري تايلور الذي توفي بعلة في جهازه الهضمي عام 1850 “.
المؤرخ رونالد فينمان : على حد وصف بأن الدور الذي لعبه بنس في طرد المستشار السابق للأمن القومي مايكل فلين يعني أن بنس نجح بالفعل في فرض نفسه على ترامب”, ونشر فينمان في مدونته أنه من المرجح أن تُقدم دعوى ضد ترامب بالكونغرس أو أن يُجبر على تقديم استقالته خلال أسابيع ويعتقد فينمان الذي يقوم بتدريس علم التاريخ بجامعة الأطلسي بفلوريدا أن رجل الأعمال الذي يتحوّل إلى سياسي لن يكون مناسبا لتولي منصب الرئيس , كما ورد في مدونة فينمان أن كثيرا من خبراء السياسة الخارجية مستغربون من سلوك ترامب ولغته غير اللائقة كلما تحدث بمكان عام أو أرسل تغريدة، ومن عدم استقراره وتهوره وطيشه، مستشهدا بقرار ترامب عقد اجتماع أمني حول التجربة الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية بمكان عام وعلى مسمع من الآخرين، بأنه مؤشر على فشله في التصرف بمسؤولية لكن الظهور السياسي الاول لترامب مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين ناتانياهو اظهر انه صاحب اجابات دبلوماسية هادئة وذكية , وأضاف أن الدور الذي لعبه بنس في طرد المستشار السابق للأمن القومي مايكل فلين يعني أن بنس نجح بالفعل في فرض نفسه على ترامب، وأن بنس يبدو في كثير من الأحيان غير مرتاح من سلوك ترامب “الطليق واللامبالي”. يُذكر أن الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون استقال من منصبه عام 1974 قبل أن يُحقق معه في الكونغرس بعد الفضيحة الشهيرة التي أُطلق عليها “ووترغيت ” ..
يبدو أن الأيام والأسابيع وفي أبعد الحدود الأشهر القليلة القادمة ستحدد ملامح ومستقبل الإدارة الأمريكية الجديدة , وعلى قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية أن لا يضعوا بيضاتهم في سلة ” ترمب ” ولا يراهنوا على الحصان الأحمر الجديد ” دونالد ترمب ” كما راهنوا على الحصان الأسود السابق ” باراك حسين أوباما ” بأنه سينصفهم وسيعيد لهم حقوقهم وأراضيهم المغتصبة وعلى رأسها ” القدس السليب ” أو الأحواز العربية ” أو الجزر الإماراتية الثلاث ” ويقدمها لهم على طبق من ذهب !؟؟؟.
على قادة وملوك ورؤساء الأمتين العربية والإسلامية أيضاً وقبل فوات الأوان والاعتماد على هذه أو تلك القوة العظمى والحليف الغربي أو الشرقي أن يعتمدوا على الله وعلى أنفسهم وشعوبهم , وأن يستثمروا هذه الطاقات والخبرات البشرية والمادية الهائلة التي منَّ الله بها علينا , وعليهم أيضاً أن يتواضعوا لله وأن يعطوا القليل .. القليل من الحقوق والتنازلات لشعوبهم كي تحميهم من مردة الشياطين في أمريكا وإيران وإسرائيل وروسيا … وليس الإرتماء في أحضانهم على حساب الأوطان والشعوب واعطائهم المزيد من التنازلات التي لا تجدي نفعاً أبداً لأنها ستأتي يوماً ما عليهم وتزيحهم من مناصبهم ومن عروشهم الخاوية عاجلاً أم آجلاً والأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى .