جيمس ماتيس في بغداد .. وجراءُ ايران  يزداد نباحها..

جيمس ماتيس في بغداد .. وجراءُ ايران  يزداد نباحها..
آخر تحديث:

  مثنى الطبقجلي 

اثارت الزيارة التي يقوم بها للعراق حاليا وزير الدفاع  الامريكي جيمس ماتيس الفزع بين بين اصحاب الاجندات الايرانية و الهبت  الفرضية التي اطلقها حول ضرورة   الابقاء على القوات الامريكية المشاركة في قتال داعش  وحتى ما بعد الانتهاء منها  اسماع وانظار اتباع ايران والمليشيات المتنفذة والتي وصفها الرئيس دونالد ترامب  بانها من ابتلعت العراق وسوريا معا لكي تحكم سيطرتهما عليهما في غياب الدور الامريكي الفاعل في عهد الرئيس السابق اوباما..

جاءت زيارة وزير الدفاع الامريكي في اشد الايام وطأة على شعب العراق والموصل خاصة  غداة قيام القوات العراقية بالصفحة  الثانية من عملية قادمون يا نينوى والتي تمثلت ببدء تحرير الجانب الايمن للموصل ،تلك العملية التي جرى تنفيذها بالتزامن مع انعقاد مؤتمر ميونيخ للامن  الذي اختتم اعماله امس في المانيا الاتحادية  وحضره رئيس الوزراء حيدر العبادي ونائب الرئيس الامريكي مايك بينس….

مغزى  الضحكات المتبادلة بين رئيس الوزراء العراقي العبادي   وضيفه ماتيس  التي سرب لقطاتها المصورة  مكتبه الصحفي لدى استقبال العبادي  له امس ،  تبعث على الاطمئنان و تدفع الى اثارت المزيد من التكهنات عن حجم الدعم الامريكي الذي 

وعدت به ادارة ترامب للعبادي  في مواجهة املاءات ايرانية  تهيمن حاليا على الكثير من مفاصله وقراراته السيادية ..    وبلاشك اخاف هذا  الدعم الامريكي  الموعود به  للعبادي  انصار ايران  واتباعها في العراق الذي راحوا يحسبون الف حساب لهذه الزيارة  التي  ستقلب  حتما  الكثير من موازين القوى وتدفن للابد حصن طهران  في المنطقة وتحديدا  المختار عرابها الكبير  ..      المتواليات  الزمنية للاحداث السياسية  التي تشهدها المنطقة العربية وتحديدا العراق لم تات بوزير الدفاع الامريكي زائِراَ عابرا وإنما هي  زيارة بالغة الاهمية لقائد عسكري كان خدم في العراق  وعرف ما عرف عن الاستحواذ الايراني على مقدرات شعب العراق ..

زيارة  تاتي ضمن الوعد الذي قطعه  ماتيس للرئيس ترامب  اثناء مراسيم ادائه القسم وزيرا للدفاع امام نائبه بينس ان يكون التحرك الامريكي العسكري والاستخباري حازما وحاسما للقضاء على خطر الدولة الاسلامية المتمثلة بداعش خلال 30 يوما  ..

المهمة نفسها كلفها الرئيس  ترامب لرئيس المخابرات الامريكية “بومبيوا” لدى زيارته مقرها في فرجينيا في اليوم الثاني لتوليه منصبه الرئاسي بُعيد اختياره لها،  ما دفعت الاخير للقيام بزيارة عمل وتنسيق  مماثلة الى تركيا تمخضت اول نتائجها عن قيام القادة الاتراك ولاول مرة الى توجيه اتهام مباشر لايران بانها تستهدف من تدخلاتها في العراق وسوريا الى فرض  التشيُع  على البلدين الجارين لتركيا …

هذه الزيارة اثارت انتباه المراقبين انها تاتي في ظرف اشتدت فيه المعارك في الموصل وسط تلميحات وتهديدات امريكية وتركية وعراقية سنية لايران اطلقت في بعض عواصم المنطقة و”جنيف” ان عليها ان تكف يدها عن العراق في وقت عززت  القوات الامريكية  من وجودها العسكري بالعراق  باستخدام واسع للمدفعية الصاروخية وسلاحها الجوي ضمن طيران  التحالف الدولي لتدمير البنى التحتية لداعش وعقد مواصلاته واسلحته وبخاصة في مطار الموصل من خلال  استخدام احدث الاسلحة والمعدات  والاعتدة الذكية لئلا يتعرض السكان للقصف العشوائي كما حدث في الرمادي التي تم تدمير 80% من بنيتها التحتية.. ..

أخاف التواجد  العسكري الامريكي القوي في العراق بعض الاذرع والقيادات  التي تلتقي مصالحها وولاءاتها مع ايران  والذي اقض مضاجعها مجيئ الوزير ماتيس الذي فجر ردود افعال غير متوازنة  طال رذاذها حتى المساهمين في مؤتمر جنيف وتحضيراته التي ستصب حتما  في اجبار ايران ان ترفع يدها عنه وعن سوريا واليمن …    جهد امريكي سياسي وعسكري ينصب حاليا في  نطاق الدعوة لفرض المزيد من العقوبات  الاقتصادية عليها ولجم تدخلاتها وتصديرها الفوضى والارهاب للمنطقة،  ما دفع  الحرس الثوري الايراني  ذراعها الطويلة  وفي تحدِ خطير الى الاعلان عن بدء مناورات حربية تستخدم فيها انظمة صواريخ متطورة .. القصد منها بث الروح المعنوية داخل ايران نفسها  التي تقف الان على حافة برميل بارود  ..   ولكي لاتتكرر صفحة التدخل الايراني باعماق سحيقة في القرار العراقي في مواجهة داعش عبر استخدام ايران المليشيات المنضوية ضمن الحشد الشعبي وكما فعلت تدريجيا في سوريا حتى اصبحت طرفا رئيسا فيها ..      

جاء التصدي الامريكي واسعا وشاملا  للتحركات الايرانية في العراق  بتفعيل الاتفاقية الامنية والاطارية بارسال الاف المستشارين والاسلحة الحديثة و الساندة لهذا البلد الذي كان  وصفه الرئيس الامريكي دونالد ترامب بانه مبتلع هو وسوريا من قبل ايران بعدما تخلت عن العراق بلاده اثناء جلائها غير المسؤول عنه في عهد سلفه الرئيس اوباما والذي يتحمل ما وقع في سوريا ايضا …      ايران التي كانت تهدد وتعربد وتزبد مع زبد البحر في مياه الخليج العربي وتهدد سفن التجارة العالمية والنفط عند مداخل مضيق هرمز وصولا حتى  الى باب المندب اصبحت اليوم في حيرة من امرها هل تصعد مع الولايات المتحدة وتتناطح بها بحريا ام تفضل ان تتحرك دبلوماسيا وسياسيا لكسب ود دول الخليح وكما حدث عبر الزيارتين التي قام بهما لكل من عمان والكويت الرئيس روحاني..

ويبقى الصدام المر والمروع لو وقع بسبب اي خطأ بشري من ان العقاب سيطالها إن لعبت باذيالها او تصدت للسفن في عرض البحار ما سيعيد ايران الى حجمها الطبيعي رغم كونها وعلى امتداد العصور الحديثة  كانت دولة مشاكسة لكل جيرانها.. .   

 آمال واحلام    بدأت ترتفع عاليا  بعودة العراق  دولة موحدة  ذات سيادة تعيد له الهدوء والاحترام داخل شعبه والمنطقة والعالم  نظرة دولية ثاقبة  ستكشف على وجه التحديد ان كل الفتن والقلاقل التي حدثت  في العراق وسوريا واليمن كانت ورائها ايدٍ ايرانيةٍ ارهابية .    وان حكم الملالي  يكون بذلك قد انحسر وراء جبال خراسان و النار..قبل ان تقضي عليه القادسية الثالثة..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *