إيران كما تصفها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في الإعلام وكذلك التصريحات الصحفية لمسؤوليها بأنها دولة مارقة وحاضنة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة في مقدمتها القاعدة وداعش ، هذه الدولة ذات التأريخ المليء بالاعتداءات والغدر والخيانة والكذب والنفاق وتزوير الحقائق وسرقة علوم الغير تحاول إرجاع إمبراطوريتها وفرض الأمر الواقع على دول المنطقة، من خلال سيطرتها على أربع عواصم عربية ، ولم تصل إلى هذا المستوى السافر من التدخل ونشر قطيعها الميليشياوي إلا بصمت وتخادم الغرب مع نظامها الطائفي العابر للحدود وتعاون خونة الدين والوطن .
لقد جاء في استراتيجية هذه الدولة (2005-2025) بأن تحقق لها التحول إلى قوة إقليمية بالجوانب الدفاعية والاستخبارية والاقتصادية وبما يهدد دول المنطقة بالاعتماد على المال العراقي .لذلك إيران لن تتخلى عن دمها المسموم، ولا عن أطماعها وثاراتها من العرب، فهي بكل الأحوال، والمقاييس، لن ترخي قبضتها عن سوريا ولبنان واليمن والعراق خاصة ، حتى ما بعد الإتفاق السعودي معها في (11/3/2023 ) ، والسعودية في خيارها الحل الدبلوماسي لأنها أدركت عمق العلاقة التخادمية بين طهران وواشنطن ، وعسى أن يساهم بضمانة الصين ان تنهي الاعتداءات الحوثية الإرهابية ، لكن نظام الملالي لا عهد ،ولا ميثاق له ،وكان سكرتير الأمن القومي الإيراني (علي شمخاني) اثناء مفاوضاته مع السعودية قبل إعلان الإتفاقية أعلاه ،تم ضبط عشرات الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى في البحر مرسلة للحوثيين ، كما أن اتفاقيات إيران مع الدول تعتمد على مبدأ “التقية ” المنافقة.
للحقيقة، أن أمريكا وإسرائيل والغرب ليس ضد النظام الإيراني ولا مع ميليشياتها المنفتحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ولا ضد الحرس الثوري، وانما ضد نشاطها النووي فقط ،وغير ذلك فهي مرحب بها ، وإيران الشرطي او البعبع تمثل المحرك الأساس لتشغيل مصانع الأسلحة والمعدات الحربية المختلفة وسحب النفط والتلاعب بأسعاره وإثارة الفوضى والرعب وعدم الاستقرار في المنطقة ، وهذه استراتيجية ثابتة لتلك الدول وأن تحدثت بكلام “الحمائم” ، المصالح هي التي تتقدم دائما .المتضرر الوحيد من وجود النظام الإيراني المارق الإرهابي صاحب المشروع الكوني هي الدول الخليجية والعراق بالدرجة الأولى .
إذا كانت أمريكا جادة في استقرار المنطقة لاتخذت خطوات حاسمة في الإسراع بإسقاط نظام الملالي وإلغاء ميليشياتها بما فيها الحشد الشعبي وأحترام سيادة الدول والالتزام بالقوانين الدولية.
لو دولة عربية قامت 1% من أعمال إيران الإرهابية لقامت الدنيا وحشدت جيوش الغرب لإسقاط نظامها ، لكنها إيران عدوة العرب والإسلام والإنسانية . فسلوك إيران الخارجي هو سلوك عدواني يهدف إلى إذلال العرب وإدخالهم في العباءة الفارسية.من هنا نقول، من يريد تحجيم الدور الإيراني عليه أن يبدأ من العراق ، لأنه يشكل قلب الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة عبر أحزابها وميليشاتها الحاكمة ” الإطار الولائي”. والعقوبات الأمريكية المفروضة على نظامها أصبحت لا قيمة لها بوجود الرئة العراقية الداعمة لتنفسها المالي والاقتصادي ، ولولا المال العام العراقي لما صمدت إيران واستمرت في مطاولتها.